وفاة الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية.. ماذا نعرف حتى الآن؟
كتبت- رنا أسامة:
زعمت حكومة كوريا الجنوبية أن بيونج يانج وراء مقتل كيم جونج نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، بحسب تصريحات ممثل وزارة التوحيد لجمهورية كوريا، الأحد الماضي، تعليقًا على إعلان الشرطة الماليزية معطيات أولية عن سير التحقيقات.
ونقلت وكالة رويترز عن الممثل قوله: "نعتقد أن النظام الكوري الشمالي وراء هذا الحادث، كما أخذنا بعين الاعتبار أن المشتبه بهم الخمسة من أصل كوري شمالي."
وفيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن واقعة وفاة الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية.
ماذا حدث؟
توفي الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في الثالث عشر من فبراير الجاري.
وقالت الشرطة الماليزية إنه كان ينتظر طائرته في مطار كوالالمبور المتجهة إلى ماكاو، عندما جاءت امرأة وغطت وجهه بقطعة من القماش أدت إلى حرق عينيه.
ونقل تليفزيون "تشوسون" الكوري الجنوبي عن مصادر في حكومة سيول قولها إن نام قُتِل إثر تسميمه في المطار على أيدي امرأتين من كوريا الشمالية، تسللتا إلى ماليزيا دون علم سلطاتها.
وأشارت إلى أن استخدام المرأتين إبرة تسميم في عملية الاغتيال، فيما لاذتا بالفرار من المكان عبر سيارة أجرة.
مَن هو "كيم جونغ نام"؟
هو الابن الأكبر لـ "كيم جونج إيل"، الزعيم الكوري الشمالي السابق، والأخ غير الشقيق للزعيم الحالي، كيم جونج أون.
يبلغ من العمر 45 عامًا، وعاش خارج كوريا الشمالية لمدة 15 عامًا.
وفي عام 2001 قبض عليه وهو يحاول دخول اليابان باستخدام جواز سفر مزور. وقال للمسؤولين وقتها إنه كان يعتزم زيارة ديزني لاند في طوكيو، بحسب شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
وذكرت سكاي نيوز أنه كان ينظر إلى جونج أون"، في الفترة من 1994 إلى 2001، على أنه الخليفة الحقيقي للزعيم كيم جونج-إيل، كما قيل إنه لم يعد الخليفة المفضل لدى والده بعد تلك الحادثة.
كما أشارت إلى اختيار أخيه الأصغر غير الشقيق لخلافة والده بعد موته في 2011، ومنذ ذلك الحين أخذ كيم يختفي عن الأضواء، ليمضي معظم وقته في الخارج في ماو، وسنغافورة، والصين.
ونقلت عنه وسائل إعلام يابانية في 2011 قوله إنه يعارض "توريث الحكم".
كما نُقِل عنه أيضًا في كتاب في 2012 قوله إنه "يعتقد أن أخيه الأصغر غير الشقيق يفتقد إلى مؤهلات القيادة، وإن خلافته لوالده لن تنفع، وإن كوريا الشمالية غير مستقرة، وإنها بحاجة إلى إصلاح اقتصادي على النسق الصيني"، بحسب ما أوردته الشبكة.
وأفادت تقارير بأنه استهدف غير مرة في محاولات اغتيال، وسجن جاسوس كوري شمالي في 2012 بعد محاولته - بحسب تقارير - تدبير حادث سيارة لقتل كيم والهروب بعده.
كما كان مُقرّبًا من زوج عمته جانج سونج-تيك، الذي كان يعتبر المسؤول الثاني في كوريا الشمالية بشكل غير رسمي والمرشد السياسي للزعيم الحالي، والذي أُعِدم في العام 2013، وفقًا لسكاي نيوز.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها أن له ثلاثة أبناء (ابنان وابنة) يعيشان خارج كوريا الشمالية.
مَن هم المُشتبه بهم؟
أعلن المسؤول الكبير في الشرطة الماليزية، سري نور رشيد إبراهيم، في مؤتمر صحفي، أن المحققين يبحثون عن أربعة كوريين شماليين تتراوح أعمارهم ما بين 33 و57 عامًا، فروا جميعًا من ماليزيا، وفقًا لشبكة سكاي نيوز الإخبارية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد ألقت الشرطة الماليزية القبض على رجل يحمل الجنسية الكورية الشمالية في إطار التحقيق في وفاة كيم جونج نام، وقالت في بيان إنه يُدعى "ري جونغ شول"، وهو كوري شمالي، يبلغ من العمر 46 عامًا، ويملك وثائق تمنح للعمال الأجانب.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، ضبطت الشرطة الماليزية امرأتين يُشتبه في تورّطهن في الوفاة، إحداهما إندونيسية تبلغ من العمر 25 عامًا وتُدعى "عائشة"، والأخرى فيتنامية، جنبًا إلى جنب مع إيقاف رجل يُعتقد بأنه صديق الإندونيسية المُشتبه بها، ويُقال إنه يعاون الشرطة في التحقيق، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
ما هو رد فِعل كوريا الشمالية؟
بعد التزامها الصمت منذ وقوع الحادث، خرجت كوريا الشمالية الجمعة الماضية، لتطالب السلطات الماليزية بتسليم جثة كيم، متعهّدة برفض أية تحقيقات تُجرى من الجانب الماليزي في هذا الشأن.
واستنكر سفير كوريا الشمالية لدى كوالالمبور كانج شول، تحقيقات ماليزيا حول مقتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، واصفا إيّاها بأنها مدفوعة بـ"اعتبارات سياسية".
كما أصدر "شول" بيانًا اتهم فيه الحكومة الماليزية بالتآمر لإخفاء معلومات عن وفاة الأخ غير الشقيق لزعيم بلاده، وتشريحها جثته من جانب واحد دون حضور أي طرف من كوريا الشمالية، الأمر الذي يُزيد بدوره من حِدة التوترات بين البلدين.
كما طالب "شول"- حسبما نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية - بفتح تحقيق مشترك في الوفاة، مشيرًا إلى أن التحقيقات من قبل الشرطة الماليزية ليست لتوضيح سبب الوفاة والبحث عن المشتبه به ولكنها تحمل أهدافًا سياسية.
ما هو موقف الجانب الماليزي؟
استدعت وزارة الخارجية الماليزية سفير كوريا الشمالية لدى كوالالمبور كانج شول في وقت سابق، للحصول على توضيح بشأن الاتهام الذي وجهه لحكومة ماليزيا مؤخرًا.
ووصف الخارجية الماليزية تعليقات كانج شول بأنها "لا أساس لها"، مُعتبرة إيّاها محاولة من محاولات الدول المجاورة لتشويه سمعة كوالالمبور.
فيديو قد يعجبك: