واشنطن بوست: لماذا هاجم ترامب السعودية ودورها في حرب اليمن؟

كتب – محمد الصباغ:

في نفس اليوم الذي اعترف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، طالب السعودية بفك ما وصفه بالحصار المفروض على اليمن من قبل التحالف الذي تقوده المملكة.

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها الجمعة أسباب التعنيف العلني من ترامب للمملكة السعودية على دورها في الحرب الدائرة في اليمن، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعدما عرض عليه أحد مساعديه الاستخباراتيين موادًا مصورة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن.

وفي بيان حاد اللهجة وفاجأ الدبلوماسية الدولية وحتى عدد من كبار مسئولي الإدارة الأمريكية، بحسب الصحيفة، طالب ترامب المملكة بالسماح بدخول الطعام والمؤن إلى الشعب اليمني.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن البيان الصادر في السادس من شهر ديسمبر الجاري كان خروجًا عن النهج المتبع للإدارة الأمريكية ودعمها الكبيرة للقيادة السعودية. وقال مسئولون أمريكيون للصحيفة إنه كان من المفيد جدًا أن تعلق المملكة حصارها على ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، لكن المنتقدون شككوا في مدى تأثير هذه الخطوة على المعاناة اليمنية بشكل عام بسبب الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.

كما ذكرت الصحيفة أن البيان الصادر من البيت الأبيض ربما يلقي الضوء على الغضب الكبير الذي سببته معاناة المدنيين الأجانب للرئيس الذي ينصب تركيزه على الداخل الأمريكي.

ولفتت واشنطن بوست أيضًأ إلى قرار ترامب في أبريل الماضي حينما أمر بتوجيه ضربة جوية ضد قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا بعد انتشار مواد مصورة لضحايا هجوم كيميائي بينهم أطفال، وقال آنذاك إن هذه الصور أثرت بشدة عليه.

وكانت هذه الضربة الأمريكية الأولى ضد القوات الحكومية السورية منذ بداية الحرب الأهلية، ما أظهر تحولًا في سياسة الإدارة بالنسبة للرئيس السوري.

وذكرت واشنطن بوست أن الانتقاد العلني للسعودية جاء بعد أسابيع من المحاولات الخفية لإقناع المملكة برفع الحصار، المفروض على الموانئ والمطارات والمعابر بعدما أطلق الحوثيون صاروخًا استهدف مطار الملك خالد بالرياض في الرابع من نوفمبر.

ويقول جيرالد فيرشتاين، الخبير في شئون الخليج والسفير الأمريكي السابق إلى اليمن: "عندما جاء الانتقاد من الدولة، يمكنهم (السعودية) تجاهله لأن البيروقراطية تتحدث. لكن لو خسروا الرئيس ترامب نفسه، فعليهم القلق من علاقتهم مع الولايات المتحدة".

نقلت الصحيفة أيضًا عن تيم أوبراين، كاتب السيرة الذاتية لترامب ومطلع على شئونه منذ سنوات، عن الرئيس لا يحتمل كثيرًا فكرة الإفادات من المساعدين، بل يمتلك عادة وهي انه يتخذ قرارات بشكل غريزي بناء على ما تراه عيناه.

وأضاف: "يتخذ أحكامًا سريعة لأنه يعتقد أن غريزته صائبة".

وطالما دعمت الولايات المتحدة السعودية في الحرب ضد الحوثيين، وقدمت الدعم وخصوصا في شكل أسلحة وإعادة تزويد المقاتلات بالوقود منذ بداية الحرب في عام 2015. لكن في نفس الوقت أبقت مسافة بينها وبين إدارة السعودية للمعركة، حيث قال المنتقدون للمملكة إنها سبب المآسي والمعاناة في اليمن.