لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة أمريكية: قادة العالم يعتقدون في تراجع نفوذ الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب

11:27 م الثلاثاء 26 ديسمبر 2017

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي أدعي في استراتيجيته الجديدة للأمن القومي أن نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية يتزايد، لكن هناك زعماء حول العالم يعتقدون أن دور واشنطن قد تراجع.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الصين أصبحت تقود حملة ضد "تغير المناخ"، رغم أنها كانت على كاهل الولايات المتحدة سابقًا، بالإضافة إلى هيمنة روسيا على المشهد السوري، وأصبحت موسكو تدعو أطراف دولية كمراقبين فقط لمفاوضات التسوية، بينما كانت من اختصاص الإدارة الأمريكية في السابق.

كما نوه التقرير أن أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" أصبحوا يتطلعون إلى دور اكبر لكل من فرنسا وألمانيا، بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم المنظمة، مضيفة أن الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووجد ترامب نفسه معزولًا أمام المجتمع الدولي بعد قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.

ولكن بعد مرور عام على رئاسته، يرى العديد من القادة الدوليين والدبلوماسيين وخبراء السياسة الخارجية أنه ترامب ساهم في تقليص النفوذ الأمريكي وأن سياساته غير بناءة في العديد من القضايا والنزاعات، لاسيما وأنه اتخذ مواقف "ملتبسة"، حسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".

ولفت التقرير إلى أنه حتى في البلدان التي حظي ترامب فيها بالثناء، مثل الهند، هناك قلق حول التكهن بخطواته المقبلة، والتي لا يمكن التنبؤ بها، حيث تساءل الكثيرون حول امكانية أن يكون الرئيس الأمريكي شريكا موثوقا به أم لا.

ووفق "لوس أنجلوس تايمز"، تتجه روسيا والصين إلى سد الفراغ الذي يخلفه تراجع الدور الأمريكي، وذلك في ظل انقسام واضح داخل البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاريه من جانب آخر.

وأثناء إعلان استراتيجيته للأمن القومي، وصف ترامب، الثلاثاء الماضي، روسيا والصين بأنهما أبرز تهديدين أمام المصالح الاقتصادية الأمريكية. وقال ترامب في واشنطن إن الولايات المتحدة تواجه عصرًا جديدًا من المنافسة، مضيفًا أن روسيا والصين "قوتان منافستان تسعيان إلى تحدي النفوذ الأمريكي".

"أوروبا"

وفي الوقت نفسه، فإن رفض ترامب الانتقاد العلني للتحركات الروسية، كما يقول بعض الدبلوماسيين، شجع بوتين على زيادة وتيرة أعماله العسكرية في أوكرانيا، حيث يقاتل المتمردون المدعومون من روسيا حكومة موالية للغرب في كييف. وقال كورت فولكر المبعوث الأمريكي في أوكرانيا إن أسوء المعارك وقعت في الأسابيع الماضية مع وقوع العديد من الضحايا المدنيين. واتهم فولكر روسيا بانتهاكات "واسعة النطاق" لوقف اطلاق النار.

وبحسب التقرير، قال نيكولاس بيرنز، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن استراتيجية ترامب كانت مليئة بالتناقضات التى تركت الولايات المتحدة غير فعالة، مضيفًا أن ترامب يحتاج إلى وزارة خارجية قوية لتنفيذ استراتيجيته.

واستكمل بيرنز: " الرئيس ترامب عادة ما يعمل على اضعاف وتهميش دور الدبلوماسية الأمريكية".

وأكد بيرنز: "أن سياسة ترامب في السنة الماضية هي خروج جذري عن كل رئيس منذ الحرب العالمية الثانية". "ترامب ضعيف أمام الناتو وروسيا والتجارة والمناخ والدبلوماسية، والنفوذ الأمريكي آخذ في التراجع".

"الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"

وكان أخر مثال على العزلة الأمريكية، حسب الصحيفة الأمريكية، هو قرار ترامب بالاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، مما أسعد الكثير من الإسرائيليين، ولكنه أغضب الفلسطينيين، برغم تولي الحكومات الأمريكية مسئولية "الوسيط المحايد" في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال الربع الأخير من القرن الماضي.

ونقل التقرير عن دانيال كيرتزر، السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل ومصر قوله: "فى ظل الرئيسين كلينتون وجورج دبليو بوش، انه اذا تم التوصل الى اتفاق سلام "فان ذلك لن يكون من السياسة الامريكية".

واستدرك قائلًا: "إن ترامب أقصى نفسه والإدارة الأمريكية من عملية السلام فى المستقبل المنظور".

ويضيف التقرير، لطالما تفاخر ترامب بقدرته على عقد اجتماعات مع زعماء مسلمين خلال زيارته للمملكة العربية السعودية في مايو الماضي، ولكن هذا يبدو تقييم مبالغ فيه في ظل دعوات التلفزيون الرسمي الأردني إلى التمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، رغم أن الأردن تعد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة.

واعترف ترامب، مطلع الشهر الجاري، بالقدس عاصمة لإسرائيل رسمياً، موضحاً أنها تلك الخطوة "تدفع قدما إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين".

وعقب قرار ترامب مباشرة، أعلن محمود عباس، أن فلسطين لن تقبل بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطًا أو شريكًا في عملية السلام، لأنها "اختارت ألا تكون وسيطًا نزيهًا".

"التوسع الإيراني"

والمحللون الإقليميون يرون أن الخطوات الملموسة التي اتخذتها الولايات المتحدة في مواجهة التوسع الإيراني المطرد، يجعل القيادة الإيراينة تحسن استغلاله لصالحها.

وقال حميد رضا تاراجي، وهو سياسي إيراني محافظ على علاقة وثيقة مع المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي: "ترامب يردد ويجعل تهديدات فارغة". واضاف "أن روسيا والصين وإيران تتقدمان فى الشرق الأوسط وان امريكا تفقد أرضها ونفوذها".

"سوريا والعراق"

وفي سوريا والعراق، نجحت الولايات المتحدة، تحت قيادة ترامب، في مساعدة حلفائها على دحر مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي"، حسبما ذكر التقرير، بيد أن واشنطن اختارت أن تنأى بنفسها عن الصراعات الأخرى التى تتجدد في كلا الدولتين.

وكان أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطلع الشهر الجاري، أن إرهابيي تنظيم "داعش" طردوا عمليا من سوريا والعراق.

ويذكر في هذا السياق أن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، بدأ ضرباته وعملياته العسكرية في سوريا في شهر سبتمبر 2014.

"شرق آسيا"

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي في شرق آسيا تخلت عن باكستان، بعد أن تلقى ثناء واضح في الهند وأفغانستان، فضلًا عن قيامه مشروع قرار أمام الكونجرس يقضي بتخفيض المساعدات المقدمة إلى اسلام أباد إلى مبلغ أقل من الذي قدمته واشنطن قبل خمس سنوات.

وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قد قال ـ خلال زيارته المفاجئة لأفغانستان فى وقت سابق من هذا الأسبوع ـ " إن باكستان يمكن أن تجنى الكثير من الاشتراك فى الجهود التى تقوم بها الولايات المتحدة فى أفغانستان ، وإن أيام إيواء الارهابيين قد ولت وإن إسلام آباد يمكن أن تخسر الكثير فى حالة استمرارها فى إيواء الارهابيين".

ووفقًا للتقرير، كما استفادت الصين من رفض ترامب الانضمام الى اتفاقية تغير المناخ. وحتى مع استبعاد ترامب تغير المناخ من قائمة التهديدات التي تهدد الولايات المتحدة، أعلنت الصين أنها ستبدأ تدريجيا في برنامج طموح للحد من انبعاثات الكربون من خلال إنشاء أكبر سوق في العالم للتقليل من خطر الانبعاثات.

ولم توجه دعوة إلى ترامب لحضور القمة الدولية للمناخ التى استضافها فى وقت سابق من هذا الشهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاق المناخ الدولى لعام 2015.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان