إعلان

"بيوت".. قصة جزيرة اسكتلندية غيّرت حياة اللاجئين السوريين

09:24 م الإثنين 25 ديسمبر 2017

كتب - هشام عبد الخالق:

منذ عامين، وتحديداً مع حلول عيد الميلاد في عام 2015؛ فتحت جزيرة "بيوت"، الواقعة في الساحل الغربي لاسكتلندا، أبوابها أمام 24 عائلة سورية هرب أفرادها من جحيم وويلات الحرب في دولتهم، ورحب أهالي الجزيرة البالغ عددهم 6500 شخص بتلك المجموعة من اللاجئين.

في ذلك الوقت، هاجم بعض سُكان الجزيرة اللاجئين القادمين متخوفين مما قد يفعلونه بهم، مما دفع رئيس تحرير جريدة ""The Buteman" كريج بورلاند، أن يكتب مقالًا يرحب بهم فيه: "أريد من جزيرة بيوت أن تكون مكاناً يتم فيه استقبال الناس ويشعرون بالأمن والأمان".

وعلى الرغم من أن "بورلاند" غادر منصب رئيس التحرير، إلا أن أمنيته تحققت، وأصبح هؤلاء السوريون يشعرون بالأمان في منازلهم.

منذ عامين، كانت أنجيلا كالاجان، إحدى المقيمات في جزيرة بيوت، على رأس لجنة لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم على الاستقرار، وقالت في ذلك الوقت: "سوف يصبح اللاجئون جزءاً من مجتمعنا، وسوف نجتمع سوياً في كل مكان".

وستوزع "كالاجان" في كريسماس هذا العام، أكثر من 100 علبة طعام على اللاجئين والسكان المحليين جنباً إلى جنب.

ويساعدها هذا العام شابان سوريان، تقول عنهما كالاجان: "يريد كل منهما أن يشعرا أنهما يقدمان شيئاً للمجتمع، فهما يساعدانني هنا وفي المتجر الذي أملكه ويحبهما السُكان المحليون".

وتابعت "كالاجان"، في حوار مع مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية "بالطبع كانت هناك بعض الصعوبات في بداية الأمر عندما وصل اللاجئون إلى هنا منذ عامين، ولكنهم يعيشون جميعاً كجزء من المجتمع حتى هؤلاء الذين رُحب بهم بشكل أقل في بداية الأمر".

وأضافت بقولها "تمثلت الصعوبات في بداية الأمر في الخوف والغضب اللذين تملكا الكثير من اللاجئين، ولكن بعد عدة أشهر اعتادوا الأمر وبعد أن كانوا يخافون من تواجدك بجانبهم فهم الآن يريدونك بقربهم طوال الوقت".

ويقول مراسل الصحيفة، كيفين مكينا: "من أشهر قصص النجاح في جزيرة بيوت، قصة مهند حلمي، الذي وصل إلى الجزيرة منذ 10 أشهر مع زوجته رغد البركاوي، وابنه نعيم البالغ من العمر 4 سنوات، وابنته قمر التي لم تتعدَ 18 شهرًا".

وتابع المراسل "في خلال فترة زمنية قصيرة، استطاع الزوجان أن يجعلا من منزلهما الجديد مكاناً مليئا بالدفء والحميمية، وعندما زرتهما وجدتُ قمر تشاهد برنامجاً كرتونياً بالعربية، ونعيم يتحدث الإنجليزية بطلاقة".

ويقول حلمي: "نحن سعيدان للغاية هنا، ولم نرَ سوى المحبة والصداقة منذ يومنا الأول في هذا المكان، ويبتسم الجميع لنا عندما يرونا في المتاجر أو في الشارع، وآمل في تعلم الإنجليزية بطلاقة وأن أبحث عن عمل بعد ذلك".

ويتابع، "نحن نشعر بالأمان هنا، ويهتم الكثيرون بنا، وهذا مكان جيد لتنشئة أولادنا فمن الرائع أن نراهم سعداء وآمنين".

جريمي مردوخ، أحد مصوري جزيرة بيوت، والتي عاش فيها لعدة سنوات الآن، قال: "وصلت العائلات السورية إلى هنا بعد أن جئتُ بفترة قصيرة، وقابلت الكثيرين منهم ووجدتُ روح الكرم تملأ المكان، وعلى الرغم من معاناتهم في بلدهم إلا أن هذا لم يؤثر عليهم في تعاملاتهم معنا".

رئيس مجلس الجزيرة، إيلين مورتون، تقول عن اللاجئين السوريين: "إعادة توطين اللاجئين السوريين كان نظامًا ناجحًا للغاية، بالنسبة لجزيرة بيوت واللاجئين أنفسهم، ومن اللطيف للغاية أن ترى العائلات السورية تكبر وتنمو في المجتمع وتساعد الجميع، وأنا سعيدة للغاية أنهم يعتبرون (بيوت) منزلهم".

إحدى قصص النجاح في "بيوت" كانت لمنذر الدرساني، الذي عمل حلاقاً لمدة 15 عاماً في دمشق قبل أن يهرب مع عائلته إلى الجزيرة، ويفتتح محلاً للحلاقة، بنفس الاسم الذي كان يحمله في سوريا "الصالون الشرقي"، ليزدهر مرة أخرى بعد ازدهاره في سوريا.

2ws

ويقول منذر: "عندما جئتُ إلى هنا، بدأت على الفور في دراسة الإنجليزية لمدة خمس ساعات يومياً، وبعد مُضيّ ستة أشهر بدأت في لمّ شتات اللغة، وساعدني المحليون كثيراً عندما أخطئ في كلمة أو جملة ما".

وتابع "أحب المكان هنا، وتشعر عائلتي بالترحاب دائماً فهذا مكان آمن وهو ما يهمني، وأتطوع دائماً للمساعدة في الاحتفالات لأن هذه طريقة ما للتعبير عن امتناني وشكري لأهل الجزيرة، الذين رحبوا بنا في أظلم فترات حياتنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان