لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فورين بوليسي": فلسطين "ضحية" حرب نفوذ إيراني سعودي

08:43 م الجمعة 22 ديسمبر 2017

فلسطين

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الجمعة، إن الصراع الإقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران يطغى على مواقفهما من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبذلك أصبحت "فلسطين ضحية للحرب بين القوتين الإقليميتين".

وتنظر المجلة الأمريكية إلى الاعتراف الأمريكي بالقدس على أنه فرصة من شأنها توحيد الرياض وطهران للتحرك في مواجهة الخطوة الأمريكية، لكنهما لا تزالان مستمران في نزاعتهما.

ويخيم التوتر على العلاقات بين السعودية وإيران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفين اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية طهران بدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتحالف مسلحي الحوثي في اليمن.

ولفت التقرير إلى أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان أول زعيم عربي يدعم الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والتي منحت الفلسطينين حينها بارقة أمل في تحرير الأراضي الفلسطينية من قبضة الاحتلال تحت لواء الإمام الخميني.

وحاولت طهران استغلال دعمها لفلسطين في حشد العالم الإسلامي وراء رايته، وجعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيلة لنشر مذهبها الشيعي بين شعوب المنطقة، ومن ثم أصبحت القضية الفلسطينية في قلب التنافس بين المملكة العربية السعودية وإيران، وذلك حسبما ذكرت المجلة الأمريكية.

وأضاف التقرير أن الرياض أبدت استعدادًا للعمل مع طهران بشأن القضية الفلسطينية، في الأعوام الأولى للثورة الإيرانية، بينما سرعان ما أدرك السعوديون خطر الأطماع الإيرانية وأن القضية تخدم طموحات إيران الإقليمية، وزاد من تعقد الموقف آنذاك قطع السعودية علاقاتها مع مصر بسبب إبرام اتفاقة "كامب ديفيد" مع إسرائيل.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن المملكة العربية السعودية لم تتلق تأييدًا كافيًا في موقفها العدائي ضد إسرائيل، فضلاً عن القيود التي يفرضها تحالفها مع الولايات المتحدة، ولذا فضلت الرياض الاكتفاء بتقديم مبادرات دبلوماسية في سبيل ظهور القيادة السعودية كـ "قائد إقليمي يمكن أن يدفع بقية العالم العربي إلى تحقيق سلام شامل مع إسرائيل".

وأطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام السعودية عام 1981، والتي طرحها ولي العهد السعودي آنذاك الأمير فهد بن عبدالعزيز، بالإضافة إلى مبادرة السلام العربية، في عام 2002، التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

وبشأن موقف المملكة من قرار الرئيس الأمريكي حول القدس، أكد التقرير أن القيادة السعودية تضع نصب أعينها صد أطماع إيران، وأدى ذلك إلى تقويض دعم السعودية إلى القضية الفلسطينية في ظل حاجتها إلى التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة إيران، والتي بدت أولوية استراتيجية تفوق الدفاع عن القدس.

وأعلنت السعودية عن استنكارها وأسفها الشديد لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، كما أعربت عن أملها في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء.

ووفق "فورين بوليسي"، أبدت الحكومات العربية قلقها الشديد قبل اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتضمنت تحذيرات المسؤولين السعوديين أن الرئيس الأمريكي يقدم بذلك الاعتراف هدية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وبالفعل حاولت إيران استخدام قرار ترامب للحصول على نفوذ دبلوماسي وسياسي على منافسيها.

يشار إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل قراره، من أن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس سيضر بمفاوضات السلام وسيستفز مشاعر المسلمين.

وتساءل التقرير: "هل يمكن أن تحمل إيران حقًا راية المدافع عن القدس لجميع المسلمين، بعد رعاية الميليشيات الشيعية الشرسة في العراق ودعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال تدخل الحرس الثوري الإسلامي وحزب الله بتكلفة مدمرة للمدنيين؟".

وربما كان البيت الأبيض، للمرة الأولى، ينوه بالمملكة في ذكره للكارثة الإنسانية في اليمن بعد ساعة من إعلان ترامب في القدس. وكانت المملكة قد أصدرت بيانًا بعد قرار القدس أعربت فيه عن "خيبة أملها" و"عواقبها الخطيرة" بعد "هذه الخطوة غير المسؤولة وغير المبررة".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان