إعلان

"واشنطن بوست": التوتر العسكري بين إيران والسعودية قد يتحول لحرب حقيقية

10:30 م الأربعاء 20 ديسمبر 2017

أرشيفية

كتب - هشام عبد الخالق:

كتبت الصحفية الأمريكية، آماندا إريكسون، مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، حول الصراع الأبدي بين المملكة العربية السعودية وإيران.

وبدأت "إريكسون"، مقالها بإعلان السعودية للمرة الثانية في الشهور الأخيرة، أنها اعترضت صاروخًا أطلقته جماعة أنصار الله، المعروفة بـ"الحوثيين" باتجاه الرياض، ولم يُصب أحداً في تلك المحاولة، ولكن السعودية اعتبرت أن المحاولة تأتي

لإشعال فتيل الحرب من قِبل إيران، مُدعية أن طهران تُزوّد الحوثيين بالأسلحة، ودعّمت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة هذا الرأي في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي.

في المقابل، أنكرت طهران تزويدها للحوثيين بالأسلحة، ولكنها أدانت مراراً وتكراراً تنفيذ التحالف العربي بقيادة السعودية لهجمات جوية في اليمن لمدة تجاوزت الثلاث سنوات، منذ "خلع الحكومة السنية الموالية للسعودية".

وقالت "إريكسون": "اختصاراً، لن يؤدي إطلاق هذا الصاروخ- في الغالب- لأي نوع من الصراعات المباشرة بين القوتين العظمتين في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه يتسبب في مقتل المزيد من المدنيين في اليمن جراء الهجمات الجوية، المجاعة، وكذلك

الكوليرا، التي انتشرت بضراوة في الدولة".

وفق الصحفية الأمريكية، سيُعمق هذا الصاروخ من الاحتكاك بين البلدين، بعد اشتراكهما في نزاع لعقودٍ طويلة، وتفاقم مع التوترات في قلب المناطق شديدة الاضطراب مثل سوريا، واليمن، ولبنان، وغيرها.

ولفتت الصحفية، إلى أنه لا يوجد تاريخ محدد لبدء الصراع المتوتر بين السعودية وإيران، ولكن الثورة الإسلامية عام 1979 لعبت دوراً هاماً في خلق البيئة العدائية التي نراها اليوم، وبالنسبة للسعودية، شكّل انتشار الجمهورية الإسلامية

خطراً مزدوجاً، حيث كانت دولة شيعية ومعادية لأمريكا، ما مثّل خطراً على تحالف الولايات المتحدة والمملكة في شبه الجزيرة العربية.

وفق المقال، كان القادة الإيرانيون حريصون على تصدير حماستهم خارج حدود بلادهم، ودعم أول رئيس للجمهورية الإيرانية الإسلامية روح الله الخميني، الميليشيات والقوى الشيعية خارج البلاد، وردًا على ذلك، حاولت السعودية تكوين علاقات قوية

مع الحكومات السنية، وأدت مثل هذه التطورات إلى تكوين منظمات مثل "مجلس التعاون الخليجي".

ويقول كليمنت ثيرمي، باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لوكالة الأنباء الفرنسية: "تصاعد التوتر في الثمانينيات عندما دعمت السعودية الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه ضد إيران، وبعد حرب الخليج عام 1991، والتي أضعفت

العراق بالطبع، أصبحت السعودية وإيران القوتان الكبيرتان في المنطقة".

وأثار الغزو الأمريكي للعراق في 2003 حفيظة المملكة العربية السعودية، لأن سقوط نظام صدام حسين أفسح المجال أمام صعود القوى الشيعية بقيادة إيران، بعد أن كانت على الهامش في ظل نظام صدام السُني، وعكست الحكومات المتتالية في العراق

بعد ذلك، زيادة تأثير الشيعة في المنطقة.

وعارضت الرياض بقوة في 2015، توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الـ6 الكبرى، لخوفها من أن تؤدي تلك الاتفاقية إلى إنهاء عُزلة طهران الدولية، وكنتيجة لذلك، سعت السعودية لتقوية علاقاتها مع إسرائيل العدو الأكبر للجمهورية الإسلامية.

وفي 2016، اتخذت الأمور منحنى خطيراً عندما أعدمت السعودية أحد كبار رجال الدين الشيعيين، وأدى ذلك إلى غضب الشارع الإيراني ومهاجمة السفارة السعودية في طهران، وإيقاف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.

وتصاعد التوتر أكثر بعد هجمات الحوثيين الصاروخية الأخيرة، والتي تزعم السعودية أنه يتم التخطيط لها من قِبل إيران.

على أي الجانبين تقف الدول الشرق أوسطية الكبرى؟ ومن سيفوز في هذا الصراع؟. تقول الصحفية الأمريكية، تدعم مصر والبحرين والإمارات السعودية، بينما تحتفظ إيران بعلاقات وثيقة مع العراق، وأجزاء كبرى من لبنان، والنظام السوري.

وللإجابة على سؤال أي الجانبين سيفوز، يقول جون كول، المحلل الاستراتيجي بمجلة "ذا نيشن": "من الصعب أن نحدد من الفائز في هذا الصراع، ولكن التأثير الإيراني في المنطقة تحوّل من 0% في التسعينيات إلى التحكم- بشكل جزئي- في مجريات الأمور

الآن في الشرق الأوسط، حيث نظمّت ميليشيا الحوثيين الشيعية انقلابًا في 2014 في اليمن، وزادت من قوتها في العام التالي".

حزب الله في لبنان، الموالي لإيران، استطاع السيطرة على حكومة الوحدة الوطنية في البلاد منذ عام 2016، وكذلك الحال في سوريا، حيث يقترب حزب البعث التابع له الرئيس السوري بشار الأسد من الفوز بالحرب الأهلية السورية.

أما بالنسبة للسعودية- والكلام لكول- فيبدو أنها تتلقى هزائم متتالية بعد هزيمة جيش الإسلام السوري، وتبخر التأثير السعودي في العراق بعد سيطرة تنظيم داعش على أغلب المحافظات هناك ثم غزوها من قِبل الحكومة المحلية ومساعديها الشيعيين.

ماذا يعني هذا بالنسبة لدول المنطقة؟. تقول كاتبة المقال: "يغذّي الصراع بين السعودية وإيران عددًا من الحروب الدائرة في المنطقة، مثل سوريا، التي دعمت فيها إيران النظام السوري في الوقت الذي ساندت السعودية المنظمات الثورية، وفي

اليمن شنت السعودية حربًا ضد ميليشيات الحوثيين التي تدعمها إيران، وفي العراق تتنافس الدولتان على بناء الدولة بعد هزيمة تنظيم داعش".

بدوره، يقول جراهام جريفيش كبير المحللين بمجموعة "كونترول ريسكس" للاستشارات السياسية لوكالة الأنباء الفرنسية: "من غير المرجح أن تشن الدولتان حربًا ضد بعضهما البعض، ولكن هذا لا يعني أنه لا داع للقلق".

وتابع مايكل نايتس، محلل استراتيجي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: "التوتر العسكري بين الدولتين سيء بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، وقد يتحول هذا الصراع إلى حربٍ حقيقية في أي وقت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان