إعلان

سفير إسرائيل لدى لندن يدعو بريطانيا للاعتراف بالقدس عاصمة لبلاده

03:33 م الإثنين 18 ديسمبر 2017

مارك ريجيف

كتبت- رنا أسامة:

زعم السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا، مارك ريجيف، أن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل خطوة جيدة في اتفاق السلام بين طرفيّ النزاع، داعيًا الدول الأخرى للإقدام على الخطوة ذاتها؛ سيرًا على خُطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكتب ريجيف، في مقال بصحيفة التليجراف البريطانية، يقول: "في أعقاب قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ردّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلًا إن الأمريكيين لم يعُد لدهم (أي دور) في عملية السلام. وفي بريطانيا أيضًا، واجه قرار البيت الأبيض معارضة من بعض النواب والصحفيين. لكن هل هذه المُعارضة مُبرّرة حقًا؟".

وذكر السفير الإسرائيلي أن قاموس أكسفورد الإنجليزي يُعرّف بإيجاز كلمة (العاصمة) بأنها: "المدينة أو البلدة التي تعمل كمقر للحكومة والمركز الإداري لبلد أو منطقة"، قائلًا إن هذا التعريف ينطبق تمامًا على القدس.

وتابع "منذ عام 1949، تركّزت جميع فروع الحكومة الإسرائيلية الثلاثة -التنفيذية والتشريعية والقضائية- في القدس. وعندما يجتمع القادة والدبلوماسيون الأجانب مع رئيس وزرائنا ورئيسنا، يفعلون ذلك في القدس".

وأشار ريجيف إلى أن القواعد المُتعارف عليها دوليًا تنص على أن "لكل دولة ذات سيادة الحق في تقرير عاصمتها الخاصة". وحتى في حال تغيير بعض البلاد عاصمتهم- كما فعلت تركيا في عام 1923، والصين في عام 1949، والبرازيل في عام 1960، وألمانيا في عام 1999- تُطبّق هذه القاعدة، وتُنقل سفارات هذه البلاد وفقًا لذلك. لكن في حالة الدولة اليهودية لم تُطبّق هذه القاعدة.

علاوة على ذلك، زعم ريجيف أن قرار البيت الأبيض من شأنه أن يُساعد على إحلال السلام من خلال التخفيف من حِدة ما وصفه بـ"الهواجس الخطيرة" حول إمكانية استيلاء اليهود على القدس بطريقة ما، انطلاقًا من فرضية عدم أحقيّتهم بإقامة عاصمة هناك. وهو تفكير متطرف يجعل صنع السلام أمرًا مستحيلًا، بحسب قوله.

وأوصى السفير الإسرائيلي: "يتعيّن على الدول الأخرى، بما في ذلك بريطانيا، أن تحذو حذو الولايات المتحدة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفاراتهم إليها"، في خطوة وصفها بأنها "ستكون عادلة وجيدة من أجل السلام".

وكانت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عارضت قرار ترامب بعد لحظات من إعلانه. وقالت في بيان: "نحن لا نتفق مع قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل استباقا لاتفاق الحل النهائي.. عتقد أن ذلك لا يخدم إحلال السلام في المنطقة".

وأكدت ماي في بيانها عدم نية لندن الحذو حذو واشنطن، قائلة: "إن سفارة بريطانيا في إسرائيل تقع في تل أبيب ولا ننوي نقلها".

وتابع البيان: "إن موقفنا من مسألة وضع القدس واضح وثابت، وهو أن تحديده يجب أن يتم عبر تسوية يتم التفاوض بشأنها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أن تصبح القدس في النهاية عاصمة مشتركة بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية. وبناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، نعتبر القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

واعترف ترامب رسميًا بالقدس المُحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، في خطاب ألقاه من البيت الأبيض، قبل أسبوعين، وأعلن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المُحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وتحذيرات دولية.‎

ويشمل قرار ترامب الشطر الشرقي لمدينة القدس التي احتلتها إسرائيل عام 1967، في خطوة لم تسبقه إليها أي دولة أخرى.

وزعم ترامب أن اعترافه "يصُب في مصلحة عملية سلام، ويدفع قدمًا إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقرار ترامب، وقال إن "أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية"، وفق زعمه.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة استنادًا إلى قرارات المجتمع الدولي التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ثم ضمها إليها عام 1980، وإعلانها القدس الشرقية والغربية "عاصمة موحدة وأبدية" لها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان