أصداء اعتقالات السعودية في الصحف العربية
لندن (بي بي سي)
ناقشت الصحف العربية تبعات وأصداء الأحداث التي شهدتها السعودية مؤخرا، وشملت توقيف 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات من الوزراء السابقين.
وبينما احتفت صحف سعودية بقرارات لجنة مكافحة الفساد، شككت صحف أخرى في النوايا وراء هذه الاعتقالات ووصفها البعض بأنها بمثابة "انقلاب".
"مهام عظيمة"
تقول عزة السبيعي في الوطن السعودية: "أوجعت الفساد الذي أوجعنا يا محمد بن سلمان".
وتضيف: "لا شك أمام هذه اللجنة مهام عظيمة ومسؤولية كبيرة، لكن 20 مليون سعودي يقفون معها ومع ولي العهد في عملهم العظيم، وسيساندونهم حتى تنطلق هذه البلاد لتفوز في سباق التحول الاقتصادي".
لكن بشير بكر كتب في العربي الجديد اللندنية مقالا تحت عنوان "السعودية... الانقلاب الثاني على طريق العرش".
ويقول الكاتب إن السعودية شهدت "تطورات لم تكن متوقعة، وهي حملة الاعتقالات الواسعة التي لم يسبق للسعودية أن شهدت مثيلا لها، سواء من حيث الذين شملتهم الحملة، أو المغزى من وراء توقيتها، وهو لا يخفى على أحد من حيث إن الترتيبات جارية لتهيئة الأجواء من أجل نقل العرش إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وهو أمر توحي المظاهر بأنه صار قريبا جدا".
"البيئة الحاضنة للفساد"
ويحذر حسين شبكشي في عكاظ السعودية من "البيئة الحاضنة للفساد (في السعودية) لم تمس حتى الآن والأشخاص المتسببون في ذلك أحياء يرزقون ويجب أن يطالهم التحقيق والإيقاف والعقوبة المستحقة للضرر الذي تسببوا فيه لتهيئة البيئة المناسبة والمثالية الحاضنة للفساد والمفسدين".
ويضيف: "الحرب على الفساد مطلب مستحق وطال انتظاره، وكل الأمل أن يطال كل مستحق، لأن الفساد له بيئة حاضنة يجب تطهيرها والقضاء عليها وذلك بمعاقبة المتسبب والمستفيد منها".
في السياق ذاته، تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها: "قرارات الملك منذ توليه سدة الحكم أحدثت نقلات نوعية، أصبحت اليوم واقعاً لا حياد عنه، فالاتجاه نحو المستقبل هو الهدف الرئيس بإزالة كل المعوقات التي كانت تعترض طريق التقدم ومنها بكل تأكيد محاربة الفساد لا مكافحته فقط، فالفساد هو السوس الذي ينخر في جسد الوطن، والمفسدون هم من يقومون بتغذيته في سبيل الحصول على أكبر المكاسب بنهب ثروات الوطن".
استقالة الحريري
ويربط فهد الخيطان في الغد الأردنية بين حملة الاعتقالات واستقالة سعد الحريري عن منصبه كرئيس وزراء للبنان المفاجئة التي أعلنها من السعودية: "استقالة الحريري من قلب السعودية كانت بمثابة رسالة صريحة لإيران تنذر بقرار سعودي يقضي بتوسيع دائرة المواجهة مع طهران لتشمل الساحة اللبنانية بعد هدنة استمرت لنحو سنة واحدة، مكّنت حزب الله وحليفه في قصر بعبدا الرئيس ميشيل عون من الإمساك بالوضع الداخلي وتوثيق العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق".
ويضيف: "لولا مسارعة السلطات السعودية لتوجيه اتهامات بالفساد وغسل الأموال والتصرف بالأموال العامة للموقوفين، فإن تشكيلتهم الموزعة على مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، تغري بالقول إن انقلابا كان على وشك الوقوع في السعودية أحبطته السلطات في اللحظة الأخيرة".
ويتساءل سعد بوعقبة في الخبر التونسية: "هل تستطيع السعودية حماية سنّتها في لبنان وهي تتعرض إلى ما تتعرض له من قصف بالصواريخ من طرف الحوثيين؟ وهل تستطيع السعودية أن تفعل شيئا لحزب الله بعد أن فعل هذا الحزب بسياسة السعودية ما فعل في سوريا ولبنان؟"
فيديو قد يعجبك: