أنظار الأسد تتجه نحو أراضي الأكراد "المحتلة" بعد "درس كركوك"
كتب – محمد الصباغ:
بعد اقتراب هزيمة تنظيم داعش في سوريا، يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ في توجيه أنظاره نحو الأراضي التي تسيطر عليها القوات الكردية ومن بينها حقول النفط الغنية في الشرق.
وفي تقرير لوكالة أنباء رويترز البريطانية، من الواضح أن دمشق بذلك ستخاطر بمواجهة جديدة ربما تشهد دخول الولايات المتحدة في علاقات دبلوماسية أكثر تعقيدًا مع روسيا.
ويبدو أن بشار الأسد تشجع هو وحلفاؤه في إيران بعد الأحداث في العراق، حيث تعاني السلطات الكردية من ضربة قوية منذ بدأت السلطات المركزية في العراق بالاحتشاد ضد استفتاء الاستقلال، بحسب ما نقله خبراء لرويترز.
وسيظهر العداء بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من أمريكا وبين الحكومة السورية المدعومة من روسيا وإيران مع انهيار العدو المشترك لهما في سوريا وهو تنظيم داعش.
وتأمل المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا في دخول مرحلة جديدة من المفاوضات التي قد تشهد إعلان حكم ذاتي في شمال سوريا. وفي الوقت ذاته تصر الحكومة السورية على أن الأراضي التي سيطرت عليها القوات الكردية من المجموعات الجهادية تقع تحت مسئوليتها.
وأعلنت دمشق يوم الأحد أن مدينة الرقة السورية التي تم تحريرها من داعش ستظل في وضع "المحتلة" حتى تسيطر عليها قوات الجيش السوري، في تحدٍ لواشنطن التي ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في الاستيلاء على المدينة بعد أشهر من القتال ضد تنظيم داعش.
وذكرت رويترز عن مسئول حكومي سوري وقائد عسكري غير سوري يشارك في القتال بجانب قوات الأسد، أن الحكومة السورية ستستهدف في المرحلة المقبلة استعادة حقول النفط في الشرق والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ أكتوبر، وهي الخطوة في إطار محاولات الدولة لفرض السيطرة على الموارد من أجل إعادة البناء.
وقال القائد العسكري الذي طلب عدم كشف هويته أو جنسيته لرويترز: "الرسالة شديدة الوضوح لقوات سوريا الديمقراطية وداعميهم في التحالف بقيادة أمريكا: الأراضي التي استولوا عليها من داعش هي حق للدولة السورية".
وأضاف أيضًا أنه بالنظر إلى موارد الشعب السوري في الشرق مثل النفط وخلافه "لن نسمح لأحد باستمرار سيطرته على موارد البلاد أو خلق أقاليم أو التفكير بحكومة ذاتية".
ولم تكشف الولايات المتحدة الأمريكية عن الشكل الذي سيتطور إليه دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة داعش، وهي النقطة الحساسة التي تثير مخاوف تركيا الدولة الحليفة وعضو الناتو. فتعتبر أنقرة الأكراد في سوريا تهديدًا لأمنها القومي مع استمرار قتالها لمتمردي حزب العمال الكردي.
ويساعد التحالف بقيادة أمريكية الذي أنشأ عدد من القواعد العسكرية مؤخرًا في شمالي سوريا، قوات سوريا الديمقراطية لبسط سيطرتها على حقل العمر النفطي في مدينة دير الزور.
ويقول جوشوا لاندز، الخبير بالشأن السوري ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: "سيقولون إنهم سيساعدونهم في المفاوضات السياسية، لكن فقط لو بقيت الولايات المتحدة معهم، أما إذا لم يحدث ذلك فسيتم العصف بهم".
وأضاف: "أعتقد أن الحكومة السورية تسعى للسيطرة على هذه الآبار النفطية، بنفس الطريقة التي سارت بها الأمور في العراق في كركوك، وطريقة الجيش العراقي في التحرك سوف تشجع الجيش السوري".
وقارن التقرير بين ما حدث في مدينة كركوك العراقية حينما سيطر الأكراد على مساحات واسعة خارج مناطق حكمهم الذاتي خلال القتال ضد تنظيم داعش. وبعد إعلانهم إجراء الاستفتاء على الانفصال عن بغداد وجدوا معارضة من الدول الغربية ومقاومة شرسة من بغداد وأنقرة وهم بالطبع حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد ذلك فقدت السلطات الكردية أغلب الأراضي لصالح بغداد، ومن بينها مناطق إنتاج النفط حول مدينة كركوك.
وقال المسئول السوري لرويترز إن ذلك سيعتبر "درسًا للأكراد في سوريا، ولذلك عليهم التفكير في المستقبل".
فيديو قد يعجبك: