إعلان

صحف الخليج تُرجّح: "ستُجمّد عضوية قطر دون تأجيل القمة"

01:10 م الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

كتبت- رنا أسامة:
اهتمت صحف الخليج في أعدادها الصادرة اليوم الثلاثاء، بمصير القمة الخليجية المقبلة، وسط ما يلوح في الأفق من ترجيحات تذهب باتجاه تأجيل أو إلغاء القمة في ظل الأزمة القطرية المُندلعة منذ أكثر من خمسة أشهر؛ لاسيما مع تأكيد العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، أمس الإثنين، تعذّر حضور البحرين أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر ما لم تصحح من نهجها، بعد دعوة وزير خارجيته، خالد بن أحمد آل خليفة، في وقت سابق، إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون حتى تستجيب لمطالب الرباعي العربي.

ونظرت الصحف إلى موقف ملك البحرين باعتباره "تاريخي" و"حاسم"، ينبغي أن تتبنّاه الدول الأربع الأخرى أعضاء مجلس التعاون، مُعتبرة أنه "صفعة" على وجه الدوحة، لعلها تصحو مما وصفته بـ" غيبوبتها السياسية". وأشارت إلى أن تأكيدات البحرين على عدم عقد قمة خليجية في الكويت في ديسمبر القادم بحضور قطر، "ألقت الكرة الآن في الملعب الكويتي والعماني لاتخاذ موقفهما من وضعية قطر في المجلس". ورجّحت تجميد عضوية قطر دون الحاجة إلى تأجيل القمة.

"قطر تتجمّد"

في تقرير بعنوان (قطر تتجمّد)، قالت صحيفة عُكاظ السعودية إنه في الوقت الذي تتواتر فيه أنباء عن نتائج مُحتملة لتأجيل قمة التعاون الخليجي المُقرر عقدها في ديسمبر المقبل، أكّد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، مُقاطعة مملكته أي قمة تحضرها قطر ما لم ترجع إلى رُشدها.

ونوّهت الصحيفة إلى أن أمير الكويت، الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تقود بلاده وساطة بين أطراف الأزمة، حذّر اليوم الثلاثاء، من "تصدع وانهيار" مجلس التعاون الخليجي جراء الأزمة مع قطر. ورجّحت الصحيفة احتمالية تأجيل أو إلغاء القمة الخليجية السنوية المُقررة نهاية هذا العام في الكويت.

"عُزلة الدوحة"

وتحدّثت صحيفة الرياض عن عُزلة قطر عن مجلس التعاون، قائلة "يبدو من الواضح للملأ والمراقب السياسي أن سفينة دول مجلس التعاون الخليجي ستُكمل مسيرتها إلى الأمام بدون قطر التي خالفت وخرقت لمدة عشرين عامًا النظام الأساسي لدول مجلس التعاون الخليجي الذي تنص مادته الرابعة، على (تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس)"، وذلك بعد أن استشعرت دول الخليج الدور المشبوه لقطر في شق الصف الداخلي والتحريض والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار.

وأشارت الصحيفة إلى إدراك كثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين أن قطر ليس ليها أي تأثير اقتصادي وسياسي على دول الخليج والدول العربية، لذلك لا تعطي هذه الدول أي أهمية لها، لافتة إلى وجود حراك داخلي وخارجي في قطر ضد تنظيم الحمدين، لذلك فإن الحكومة القطرية ترغب بشدة في انعقاد القمة في أسرع وقت حتى تعطي انطباعًا لشعب عن استقرار الأمور. وأكّدت أن قطر هي من صنعت العزلة لنفسها ولذلك "ستكون مُعرّضة للاستغلال حتى الابتزاز من قِبل دول تفوقها من حيث القدرات في كافة المجالات"، بحسب الصحيفة.

"صفعة على وجه الدوحة"

وجاءت كلمة البيان الإماراتية، تقول "الدوحة تراهن على موعد القمة الخليجية المقبلة في الكويت، وهي ترى في القمة، جسرًا لعودتها إلى الخليج العربي، واضطراب سياساتها وصل حد التناقضات، إذ تارة تنتقد مجلس التعاون الخليجي، وتارة تهدد بالانسحاب، وفي مرات تلمح إلى أن عقد القمة لن يتم من دون استرضاء الجالسين في عتمة قطر هذه الأيام".

وتابعت "في كل الأحوال لن تحدد الدوحة مسار القمة الخليجية، ولن تكون بوصلة لمجلس التعاون الخليجي، ونحن نقرأ كيف أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكد عدم إمكانية حضور البحرين للقمة الخليجية المقبلة، في ظل حضور قطر، ما لم تغير الدوحة سياساتها وتلبي مطالب الدول الأربعة". وأضافت أن "هذا الإعلان البحريني، خطير جدًا، ومهم أيضًا، لأنه يؤشر على قطر، من زاوية أنها تواصل سياساتها، ولم تعلن حتى الآن أي نية للتراجع عن هذه السياسات، وتظن أن مخرج النجاة، بات قاب قوسين أو أدنى، من خلال القمة الخليجية المقبلة".

واختتمت الصحيفة بالتأكيد أنه "ما يزال الوقت متاحًا حتى تتراجع قطر عن سياساتها، وتعود عضوًا طبيعًا في منظومة مجلس التعاون الخليجي، والكل يدرك أن طريق النجاة أمام الدوحة واضح جدًا، ولا يلزمها سوى مراعاة مطالب الدول الأربعة وتلبيتها، والتخلي عن برامجها لدعم الإرهاب سياسيا وإعلاميا وماليا.. هذه صفعة على وجه الدوحة، لعلها تصحو من غيبوبتها السياسية، بدلًا من إصرارها على أن تبقى نشازا وسط العالم العربي".

"تجميد لا تأجيل"

واعتبرت الكاتبة سوسن الشاعر، تأكيدات البحرين على عدم عقد قمة خليجية في الكويت في ديسمبر القادم بحضور قطر، "ألقت الكرة الآن في الملعب الكويتي والعماني لاتخاذ موقفهما من وضعية قطر في المجلس". في الوقت الذي تُشدد فيه البحرين -عبر تصريحات وزير خارجيتها- أنها لم تطلبْ ولن تطلبَ تأجيل القمة، ولا تريد إلغاءها بل هي مصرة على الحضور من حرصها على استمرار المجلس.

وتابعت الشاعر، في مقالها بصحيفة الوطن البحرينية، "الواضح الآن أن قطر هي من تتمنى إعلان التأجيل لمنحها مزيدًا من الوقت للمماطلة انتظارًا للمعجزات، قطر تتوسل الكويت أن تعلن تأجيل القمة علَّ شيئاً ما يحدث بعد أن استنفذت كل المحاولات وصرفت كل تلك المليارات من أجل ثني الدول الثلاث عن قرارها، ومحاولتها الأخيرة هي حث الكويت على إعلان تأجيل القمة، فسبقتها البحرين بإعلان انتظارها للدعوة وأن لا أحد يريد التأجيل".

وأضافت "ليس هناك توقف للمجلس، وليس هناك تأجيل للقمة، وليس هناك انسحابات من المجلس، السيناريو الذي اقترحته البحرين هو (تجميد) عضوية قطر، إلى أن تفيق قطر من غفوتها، وذلك يعني عدم دعوتها في كل الاجتماعات لا القمة فقط، إنما عدم دعوتها لجميع اللجان واجتماعات الأمانة العامة والاجتماعات الوزارية، تجميد مرهون بعودة النظام القطري إلى احترام أمن وسلامة الدول الأعضاء في المجلس، والكف عن الاستخفاف بالقول بشيء والعمل بعكسه".

واختتمت الكاتبة مقالها، مُتسائلة "والسؤال إذا امتنعت الكويت عن الدعوة للقمة ودعت لها المملكة العربية السعودية فهل ستمتنع الكويت وعمان عن الحضور؟".

"موقف تاريخي"

ووصف السيد زهرة، في مقاله بصحيفة أخبار الخليج، موقف ملك البحرين من حضور قطر في القمة الخليجية المُقبلة، بأنه "تاريخي"، قائلًا إنه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم في وقت حاسم.

وأضاف زهرة "أن القرار الأمثل رُبما يكون -كما قال وزير الخارجية- تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون. لكن في كل الأحوال، لا بد أن يتم حسم القضية"، مُشيرًا إلى أن الموقف الذي أعلنه ملك البحرين لم يكن فقط من منطلق الدفاع عن أمن واستقرار البحرين وسلامها الاجتماعي الذي سعت قطر إلى تقويضه وتهديده، لكنه أيضا من منطلق "الحرص على مجلس التعاون الخليجي ومستقبله ومستقبل كل أعضائه".

واختتم مقاله، مُشددًا على أن "موقف البحرين الذي أعلنه جلالته يجب أن يكون هو نفس موقف الدول الأربع الأخرى أعضاء مجلس التعاون.. هذا ما يُحتّمه الحرص على المجلس، وعلى أمن واستقرار الدول الأعضاء".

فيديو قد يعجبك: