صحافة إسرائيل بعد المصالحة الفلسطينية: ما مصير سلاح حماس؟
كتب- محمد الصباغ:
وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مصالحة جديد على أمل أن ينهي انقسام استمر لعقد كامل، واتفقا خلاله مصالحات سابقة لم تكلل بالنجاح. ويأتي الاتفاق الجديد برعاية مصرية وسط أجواء من التفاؤل بعد إعلان حركة حماس حل لجنتها المركزية في قطاع غزة وتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية من إدارة شئون القطاع.
ووقع الاتفاق كل من عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح وصالح العاروري رئيس وفد حماس وفي حضور مدير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي.
وجاء في نص الاتفاق أن الحركتان اتفقتا على إجراءات "تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسئولياتها الكاملة في إدارة شئون قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بحد أقصى يوم 1 /12 /2017 مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام".
"مصير كتائب القسام"
وركزت الصحافة الإسرائيلية على وضح الجناح العسكري لحركة حماس في الاتفاقية وما إذا كان سيتم نزع سلاح الجناح للسماح للسلطة الفلسطينية بفرض نفوذها الكامل بالقطاع.
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن حركتي حماس وفتح وقعتا على اتفاق المصالحة في القاهرة، وبموجب ذلك تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة الكاملة على قطاع غزة بحلول 1 ديسمبر.
أشار الموقع إلى أن الاتفاق لم يتطرق إلى مصير 25 ألفًا هم مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
ونقل الموقع تصريحات من القاهرة عن موقع راديو إسرائيل، جاء فيها أن حركة حماس لم تكن مستعدة لفكرة نزع سلاحها.
وأضاف أنه كان من بين الاتفاق موافقة حماس على عدم استخدام سلاحها إلا إذا كان اللجوء إلى القوة جاء بموافقة لجنة مشتركة. لكن الموقع أشار إلى أنه لا يوجد تأكيدات رسمية على هذا الأمر.
ولفت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الاحتفالات بدأت في قطاع غزة مع الإعلان عن المصالحة، ورفع المواطنون الأعلام المصرية والفلسطينية بجانب رايات فتح وحماس.
وأضاف الموقع أن الاتفاق نص على أن 3 ألاف من شرطة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية سيتوجهون إلى غزة، بحسب ما نقله مصدر من فريق المفاوضات لوكالة أسوشيتد برس.
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل" فإن المصالحة ستقود الجهود الدولية من أجل سلام فلسطيني إسرائيلي إلى "مأزق"، لأن حركة حماس لا تعترف بإسرائيل كدولة و"تتعهد بتدميرها"، على العكس من السلطة الفلسطينية.
"إسرائيل تضع شروطها"
أبرزت صحيفة هآرتس اتفاق المصالحة وبالطبع ركزت على رد فعل القيادة الإسرائيلية التي أكدت أن حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة يجب أن تعترف بدولة إسرائيل وتنزع سلاح حركة حماس.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تجنبت الهجوم على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، وجاءت ردودها دبلوماسية. ونقلت عن مسئوولين إسرائيليين القول إن "إسرائيل ستتابع التطورات على الأرض وستتصرف وفقًا لها".
وأشارت "هآرتس" إلى أن الرد الإسرائيلي حاليًا جاء متراجعًا في حدته عن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ أسبوع.
وأضاف المسؤولون أن أي نتائج للمصالحة يجب أن تكون متسقة مع شروط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا (اللجنة الرباعية)، حول عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل.
كما نقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين لم تسمهم أيضًا أن: "استمرار نشاط الأنفاق وتطوير المنظومة الصاروخية والإرهاب ضد إسرائيل، يتعارضون مع الجهود الرباعية والأمريكية الساعية لإعادة العملية الدبلوماسية".
وذكرت هآرتس أن مصادر إسرئيلية شددت على أن إسرائيل ستستمر في اعتبار حماس مسئولة عن أي هجمات ضد إسرائيل من قطاع غزة.، ولكن في حال إتمام المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية غلى السيطرة على القطاع ستكون مسئولة أيضًا.
ونقلت عن أحدهم القول:" طالما ظلت حماس مُسلحة واستمرت في الدعوة لتدمير إسرائيل، ستعتبرها إسرائيل مسئولة عن كل الأعمال الإرهابية من قطاع غزة".
"المتنافسون يتصالحون"
بينما قات صحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن الفصائل الفلسطينية المتنافسة فتح وحماس، وقعتا على اتفاق المصالحة في القاهرة. وأبرزت أن حماس وافقت في الاتفاق على السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة القطاع، ومن بينها معبر رفح.
وتابعت أنه من الواضح ما إذا كانت الحركتان اتفقتا على اتفاقات محددة في قضايا مثل المعابر ومستقبل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.
وتطرقت أيضًا إلى أن الوحدة الفلسطينية ستعزز موقف الرئيس عباس في مفاوضاته الساعية لإقامة دولة فلسطينية.
نقلت الصحيفة مظاهر الفرح في غزة بعد توقيع اتفاق المصالحة، وحاورت مواطنًا فلسطينيًا بالقطاع قال فيه إن"سعادة غامرة هنا. نأمل في وصول الكهرباء والمياه النظيفة بدرجة كافية بجانب أننا سنكون قادرين على السفر إلى الخارج".
فيديو قد يعجبك: