إعلان

من هي "كلير هولينجورث" صاحبة أهم سبق صحفي في التاريخ؟

04:41 م الخميس 12 يناير 2017

كلير هولينجورث

كتبت- هدى الشيمي:

توفيت الصحفية البريطانية كلير هولينجورث، صاحبة السبق الصحفي الأهم هذا القرن، عن عمر يناهز 105، في هونج كونج.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هولينجورث لم تكن صحفية عادية، بل كانت أسطورة كبيرة، إذ أنها أول من رصدت مرور الجيش النازي باتجاه الحدود الألمانية مع بولندا، وإنباء العالم بوقوع الحرب العالمية الثانية.

كانت كلير في ذلك الوقت شابة طموحة بلغت عامها السابع والعشرين للتو، و عينتها صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية مراسلتها في بولندا عام 1939، وبعد أسبوع واحد فقط من شغلها للوظيفة، نشرت الخبر.

 

1

قادت هولينجورث سيارتها بمفردها من كلايفتز في ألمانيا، إلى كاتوفيتشي في بولندا، أي ما يقرب من 20 ميل، وتابعت حركة الدبابات الألمانية، ثم كتبت خطابا قالت فيه : "عدد كبير من القوات، مئات الدبابات حرفيا، والمدرعات، ومسلحين، يختبئون في الوادي".

علمت الصحفية الشابة، آنذاك، بعد ذلك أن القوات الألمانية تخطط للقيام بعملية عسكرية كبرى، وبعد عودتها لبولندا، اتصلت برئيس التحرير، ونقلت له كل ما تعرفه، لتحقق أهم سبق صحفي في العالم.

ذكرت نيويورك تايمز، أن هولينجورث قامت برحلتها في 28 أغسطس 1939 ونُشرت المقالة في اليوم التالي، واعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير نشرته عام 2015، مقال هولينجورث أعظم سبق صحفي في التاريخ الحديث.

وفي 1 سبتمبر ذلك العام، غزت قوات الزعيم النازي أدولف هتلر بولندا، وبدأت الحرب العالمية الثانية.

وعلى مدار الأربعة أعوام المقبلة للغزو الألماني لبولندا، غطت هولينجورث أحداث الحرب العالمية الثانية في أوروبا الشرقية، بالإضافة لتغطيتها للصراعات في دول البلقان، وشمال أفريقيا، وحروب الأهلية في اليونان والجزائر، وصراعات العرب واليهود، وحرب فيتنام، وغيرهم.

 

وانتجت هولينجورث تحقيقات وتقارير، في عدد من الصحف المرموقة، مثل الجارديان، وهيرالد تريبيون، وول ستريت جورنال، في أسوأ الظروف، فلم تسلم من اطلاق النار، والقبض عليها أكثر من مرة، واتهمتها الحكومة البريطانية وحكومات الدول الأخرى بالتجسس.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى هولينجورث جمعتها علاقات بأن أغلب أصحاب المناصب، والنفوذ، وهناك من اعتبرها صديقة مقربة، وآخرون اعتبروها عدوة.

أجرت هولينجورث عدة حوارات مع شخصيات هامة، فمثلا كانت أول من أجرى حوارا صحفيا مع محمد رضا بهلوي، بعد أن أصبح شاه إيران عام 1941، وأجرت معه حوارا آخر بعد عزل آية الله خامنئي له عام 1979.

وفي عام 1965، أرادت تغطية النزاع بين الهند وباكستان، ولكنها علمت أن السلطات تمنع المراسلين من الذهاب لهناك، فطلبت المساعدة من أنديرا غاندي، والذي كان صديقا قديما لها.

في حوار سابق لهولينجورث، قالت إنها لم تشعر أبدا بالسعادة، في ظل تلك الصراعات والحروب المشتعلة في كل مكان في العالم، الذي لفته بأكمله، حاملة في حقيبتها ماكينة طباعة، وفرشة أسنان، ومسدسا صغيرا للدفاع عن نفسها إذا تطلب الأمر.

 

حاولت دائما التكيف مع الظروف، فكانت تنام في الشاحنات، وفي الخنادق، وكانت تدفن جسدها حتى رقبتها في الرمال لكي تشعر بالدفء أحيانا، أو لتجنب البرودة القارصة في الصحراء.

وبعد أكثر من عشرين عاما من العمل في الحروب، قررت الصحفية البريطانية اعتزال العمل الصحفي، وقالت لصحيفة التليجراف عام 2011، عند الاحتفال ببلوغها 100 عام، أنها استمتعت بالعمل كمراسلة حرب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان