المسلمات في فرنسا: الكلاب تحصل على حقوقها ونحن لا
كتبت- هدى الشيمي:
أثار قرار السلطات الفرنسية بمنع المسلمات من ارتداء البوركيني "المايوه الشرعي" في أكثر من 30 مدينة ساحلية فرنسية غضب العديد من الحكومات العالمية، وزاد من العنف الموجهة للمسلمات، لذلك جمعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تعليقات المسلمات محجبات وغير محجبات في فرنسا، وحاولت معرفة ارائهم في أمور تجاوزت منع زي السباحة.
نقلت الصحيفة تعليق تسليما عمار، 30 عام مدرسة في بانتين أحد ضواحي العاصمة الفرنسية، والتي أشارت إلى أن النساء المحجبات تحملن النظرات المسيئة لهن، والتهديدات يوميا، وواجهت شخصيا مواقف معادية، حيث طلب منها الكثيرون العودة إلى وطنها على الرغم من إنها تعيش فيه بالفعل، وبعد ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة تبحث هي وزوجها عن مكان جديد يذهبون إليه ليبتعدون عن فرنسا.
وتقول لوري أبوزير، 34 عاما، إنها كانت تبدأ عملها الخاص بتعليم الأطفال والاعتناء بهم في منزلها بمدينة تولوز، جنوب فرنسا، لأن ذلك سيسمح لها بارتداء الحجاب بعد منع ارتدائه في المناطق العامة، وأماكن العمل.
تشير الصحيفة الأمريكية إلى تأكيد العديد من السيدات أن اضطهاد المسلمين بصفة عامة والمسلمات بصفة خاصة، ازداد بعد هجوم شارلي إيبدو في يناير 2015، وهجوم بروكسل، وباريس، ونيس مؤخرا.
عندما ظهر البوركيني لأول مرة فرحت دينا سروج، 23 عاما، طالبة في بلجيكا، لشقيقتها لأنها بذلك ستستطيع اللعب مع ابنائها على الشاطئ عوضا عن جلوسها في الظل تراقبهم، ولكن بعد ما حدث في نيس والمشاكل التي أحدثها "المايوه الشرعي"، قالت لنفسها إن ما يحدث مجرد أفعال مجموعة من أصحاب العقول المريضة،ولكنها اكتشفت فيما بعد أن ردود أفعال الفرنسيين مخالف تماما لما رسمته في خيالها عن أوروبا، وتساءلت عن كيفية قبول من تعري جسدها، ورفض وقمع من تغطي جسدها على الشاطئ.
أما هاجر زينو، 27 عاما، فتقول إن ما حدث للسيدة الثلاثينية على الشاطئ في نيس، ذكرها بما حدث لها في أول يوم بدراستها الثانوية حيث أجبرتها معلمتها على خلع حجابها، بعد اصدار المحكمة الفرنسية قرار بمنع ارتدائه في المدارس، وتتابع "شعرت في ذلك الوقت بالإهانة، وفي اليوم قلبي كُسر مرة أخرى، ونظرت لصور هذه المرأة وهي تخلع ملابسها وسألت نفسي متى سينتهي ذلك؟".
تتعرض شارلوت منير، 23 عاما من مدينة تولوز فرنسا، للإهانة طوال الوقت حتى وهي في مترو الانفاق، أو الحافلات أو في المدرسة، لأنها مسلمة، مما دفعها للتفكير في الانتقال إلى مكان آخر لا يجعلها فيه نظرات الناس تبكي.
وأصيبت سامية فقيه، 36 عاما، المقيمة في باريس، بالدهشة عندما علمت أن المدن الممنوع فيها ارتداء البوركيني على الشواطي، يُسمح فيها للكلاب بالسباحة، وتقول "الحيوانات تحصل على حقوق أكثر من المحجبات".
عاش والد الطالبة نادية بن عبد القادر، في فرنسا منذ عامه الثامن وعمل وهو في الرابعة عشر من عمره، وتقول الفتاة إن ذلك لم يقنع فرنسا بأن تعاملهما وكأنهما مواطنان فرنسيان وتمنحهما حقوقهما.
كما فقدت سارة ناهل، طالبة الاقتصاد في فرنسا، شعورها بالأمان تماما، لذلك تحضر أوراقها حاليا من أجل الانتقال إلى بريطانيا حيث تستطيع هناك العيش بحريتها، ومع ذلك تشعر بالحزن الشديد لتركها البلد التي تعشقها حقا.
فيديو قد يعجبك: