بالصور- شكل المُهاجرين إلى أمريكا في بداية القرن العشرين

كتبت - رنا أسامة:

رُبما تناهى على أسماع البعض أن أمريكا "أمة مُهاجرين" أو "بوتقة انصهار ثقافي"- ذلك المُصطلح الذي أصبح نوعًا من المُصطلحات المُبتذلة المُكرّرة.

بيد أن القصة وراء إطلاق هذا المُصطلح عليها تبدو مُختلفة عمّا يُمكن أن يتصوّره البعض، وهذا ما أظهرته صور رائعة نشرتها صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، لمُهاجرين يرتدون لِباسهم الأصلي، بينما يعبرون جزيرة إيليس في بداية القرن العشرين.

أشارت الصحيفة إلى أن تلك الصور التُقِطت من جانب مُصوّر هاوٍ بالجزيرة يُدعى "أوغسطس شيرمان"، في الفترة م عام 1892 وحتى 1925.

تم نشر تلك الصور في مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عام 1907، ثم تم تعليقها على الجُدران بمقرّ دائرة المُهاجرين في مانهاتن، وموجودة الآن في مكتبة نيويورك العامة.

بدأت نيويورك في استخدام الجزيرة كمحطة للمُهاجرين في الأول من يناير عام 1892، وفي الفترة ما بينها وبين 1954، استخدم أكثر من 12 مليون مُهاجرًا الجزيرة سبيلًا للدخول إلى الولايات المتحدة.

قدّرت دائرة الحدائق الوطنيّة أن أكثر من 40 بالمئة من الأمريكيين يُمكنهم تتبّع جذور عائلاتهم عبر جزيرة إيليس.

لم ينطوِ تاريخ الجزيرة على جانب مُشرق وحيد، بل اكتنفه بُعد آخر مُظلِم لأجواء تسودها عُنصرية عميقة وانقسامات عرقيّة. بعد الحرب العالميّة الأولى، تم اعتقال الآلاف من المُشتبه فيهم من "المُتطرّفين الأجنبيين" على الجزيرة، وفي العام 1920 بدأت في إبعاد المُهاجرين من بلاد أو عرقيّات مُحدّدة، بما في ذلك شرق وجنوب أوروبا، مع استثناء الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة والجسدّية من هذا الإجراء، وكذلك الأُميين والأطفال الذين يصلون بدون آبائهم.