فوربن بوليسي: ماذا بعد مقتل مهندس إعلام داعش؟
كتبت - أماني بهجت:
نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرًا على موقعها الإلكتروني تقريرا عن مصير الآلة الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل قائد الذراع الإعلامي والعقل المدبر والمروج لها أبو محمد العدناني.
ووفقًا للتقرير، تبدو الامبراطورية الإعلامية التي بناها العدناني وكأنها بلا حدود لها، من تسجيل للحظات قطع الرؤوس وحرق الطيار الأردني الكساسبة والمذابح ضد قوات الجيش العراقي.
فالآلة الإعلامية التي بناها العدناني –السوري البالغ من العمر 37 عامًا- والمتحدث باسم تنظيم الدولة والمسؤول عن العمليات الخارجية جذبت الكثيرين وألهمت هجمات عديدة حول العالم، والآن بعد مقتل مهندس هذه الآلة في غارة أمريكية يبدو أن إرثه الإعلامي مواصلًا.
وجاء خبر مقتل العدناني بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية استهدافه إثر رصده في مدينة الباب السورية في شمال شرقي حلب والتي يسيطر عليها التنظيم عن طريق غارة شنتها طائرة دون طيار، وأكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم النبأ.
وبحسب فورين بوليسي، فإن استهداف العدناني وقتله ينبع من التيقن بأن محاربة الآلة الإعلامية والدعائية لداعش هي على رأس أولويات الحرب التي يقودها التحالف الدولي.
وعقد التقرير مقارنة بين العدناني وأنور العولقي –وهو أمريكي من أصل يمني- الذي كان على نفس مستوى براعة العدناني ويعمل لحساب تنظيم القاعدة من أجل تجنيد المتعاطفين والمحبين للتنظيم حول العالم وفي الوقت ذاته كان يشارك في التخطيط للعمليات الإرهابية.
قال بروس هوفمان، وهو مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون الأمريكية، إن العدناني "قام بتأسيس نظام اتصالات لتنظيم الدولة الإسلامية مواكب للعصر والتكنولوجيا وعرف الأهمية والقوة المؤثرة التي تمتلكها وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار التقرير أيضًا إلى أن دور العدناني لم يقتصر فقط على كونه المتحدث باسم التنظيم أو المروج والعقل المدبر للبروباجندا الخاصة بالتنظيم وإنما كان يشرف أيضًا على العمليات التي تتم خارج حدود التنظيم وخاصة في الدولة الغربية مثل هجمات بروكسل وباريس.
في الوقت الذي أعلن فيه البنتاجون أن مقتل العدناني سيلحق أضرارًا كبيرة ويعد نكسة للتنظيم، أشار تقرير فورين بوليسي إلى أن مقتل العدناني سيحدث ضررًا لمدة من الوقت للآلة الإعلامية للتنظيم حتى يتعافى وفي خلال تلك الفترة سيكمل في اللعب على استياء السنة من المسلمين الموجودين في العراق وسوريا.
هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها واشنطن لتقويض الآلة الدعائية للتنظيم، فالجهادي جون قاطع الرؤوس البريطاني، وسمير خان الأمريكي القادم من شمال كارولاينا والذي كان يحرر مجلة باللغة الإنجليزية لتعظيم شأن إرهاب القاعدة والذي قضى في غارة أمريكية في اليمن.
في مايو الماضي دعا العدناني أتباع الدولة الإسلامية لتحويل شهر رمضان المبارك لـ"كارثة في كل مكان لغير المؤمنين ... وخاصة للمقاتلين وأنصار الخلافة في أوروبا وأمريكا." ويُنسب إلى التنظيم حادث إطلاق النيران الخاص بالمثليين في أورلاندو والذي خلف ورائه 49 قتيلًا، وتلاه الهجمات الدامية اسطنبول، بنجلاديش، وبغداد.
أما روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا والزميل في معهد دراسات الشرق الأوسط، يرى إنه طالما استمر الرئيس السوري بشار الأسد في نهجه فذلك كاف لانتشار داعش وتجنيدها لمقاتلين بدعوى الاضطهاد الذي يلقاه السنة على يد النظام العلوي والميليشيات الشيعية، على حد وصفه.
وأضاف أنه على الرغم من أن العدناني كان دعائيًا ماهرًا إلى أن سجله كقائد للمعارك ومخطط استراتيجي أقل إثارة للإعجاب، ففي الوقت الذي شغل فيه منصب الزعيم الثاني في التنظيم، عانى التنظيم من هزيمة تلو الأخرى على مدار العام الماضي في سوريا والعراق ومؤخرًا في ليبيا.
وبحسب هوفمان فلو كان العدناني قد نجا فلربما تفككت الحملة الدعائية لداعش مع تفكك التنظيم.
وينتهي التقرير بقول هوفمان: "هناك الكثير من الانتكاسات التي حلت بالتنظيم يمكن تحميل مسؤوليتها للعدناني، قدرة التنظيم تسوء ومازالت تذهب للأسوأ".
فيديو قد يعجبك: