إعلان

كتاب عبري جديد يفتح الجدل مرة أخرى: هل كان أشرف مروان جاسوسا؟

12:46 م الجمعة 16 سبتمبر 2016

أشرف مروان

كتبت - أماني بهجت:

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالًا بعنوان ما الذي دفع مسؤول مصري رفيع المستوى للتجسس لصالح إسرائيل.

وتناول المقال الذي نُشر على الموقع الاليكتروني للصحيفة الكتاب الجديد الذي صدر حديثًا للكاتب "يوري بار جوزيف" وهو أستاذ بجامعة حيفا، وتناول الكتاب جدلية عما إذا كان أشرف مروان عميلًا مزدوجا أم منقذا لإسرائيل في كثير من الأحيان، وجاء في الكتاب أن الاسم الحركي أو "الكودي" لأشرف مروان في المخابرات الإسرائيل كان "الملاك".

ووفقًا للكتاب، فأشرف مروان كان يتمتع بشخصية ساحرة جعلته بتدرج بشكل سريع في وظيفته تحت حكم عبد الناصر والسادات، بالإضافة إلى قدرته على استمالة الجميع، فبعد عدة مقابلات مع ابنة الرئيس جمال عبد الناصر في صالات التنس بنادي هليوبوليس، خطف مروان قلبها آنذاك وتقدم لخطبتها وهو الأمر الذي عارضه بشدة الرئيس عبد الناصر وكانت شكوكه دائمة حول الدافع من وراء خطبة مروان لابنته، حسبما جاء في الكتاب.

أضاف الكاتب أن عبد الناصر –بسبب شكوكه في مروان- عينه في مكتبه ليكون تحت ملاحظته، وهو الأمر الذي جعل مروان يشعر بالمهانة والإحباط بسبب إصرار والد زوجته على إقصاؤه وتحجيم عمله، بالإضافة إلى التشديد على عدم استخدام قوته السياسية ومنصبه لأجل منافع شخصيه، كان هذه البداية لانتقال أشرف مروان وزجته إلى لندن في 1968.

ويستعرض الكاتب في كتابه الأسباب التي دفعت مروان للتقرب المزعوم من الموساد وذلك أثناء وجوده في لندن في عام 1970، وتساءل ما السبب الذي يجعل أحد أهم الشخصيات وأرفعهم مستوى من حيث صلاته بالمسؤولين في مصر يرغب في العمل لصالح عدو بلده اللدود؟ وأجاب في نفس المقطع، "الحاجة إلى المال، إرضاء غروره ونرجسيته، عدم التقدير الذي لاقاه من والد زوجته"، على ما زعم الكاتب.

ويضيف بار جوزيف أن هناك سبب أخر لا يقل أهمية "انتصار إسرائيل المذهل في حرب الستة أيام ربما تكون كانت بمثابة نقطة تحول في طريقة تفكيره. لم يكن مروان هو الرجل الذي يأخذ إهانة بلاده على محمل الجد، الشعور بالإهانة كان هو السائد لدى الجميع في مصر وبالذات المقربون من ناصر. وبتحول ولائه الداخلي نحو إسرائيل ووضع نفسه في جانب المنتصر، وجد مروان طريقه للخروج من عذاب الهزيمة".

وتقرب منه من الموساد من الناحية التي رأوها تؤثر فيه التأثير الأكبر وهي "صاحب اليد العليا في الصراع العربي الإسرائيلي"، ومن هنا استدرجه الموساد ولكن بحذر حيث أن هذا لم يكن كافيًا لجعله جاسوسًا بشكل كامل لصالح إسرائيل ولكنه أيضًا يضمن عدم كونه عميلًا مزدوجا، لفت مروان أنظار الموساد بعدما قدم خطط عسكرية لهم كـ"دفعة أولى" للعمل لصالحهم، ورأى الموساد أن مروان يستحق المخاطرة، حسبما جاء في الكتاب.

عاد مروان ومنى للقاهرة بعد أن علم الرئيس أن زوج ابنته غارق في الديون جراء لعبه للقمار ونمط الحياة الفاخر الذي عاشوه في لندن، لم يفقد مروان قط حماسه للمخاطر فقابل رئيس الموساد تسفي زامير أحد المرات في شقته في لندن، وخلال تلك المقابلة –بحسب الكتاب- كانت هناك إحدى بائعات الهوى والتي بكل سهولة يمكنها سماع الحوار كله.

ومرة أخرى قابل مسؤولون بالموساد وهو يحمل سلاحًا وهو الأمر التي نبهت عليه إسرائيل أكثر من مرة عدم فعله ولكنه فعل.

"كتاب مفتوح للمخابرات الإسرائيلية"

بعد وفاة عبد الناصر، كون مروان والسادات تحالفًا قويًا، فكان السادات يستشير مروان في كثير من الأمور وعمل أيضًا كمستشار لكل من ليبيا والسعودية، وهو ما جعل مصر كتابًا مفتوحًا أما المخابرات الإسرائيلية.

أصبح مروان قادرًا على إثراء نفسه واستخدام قوته السياسية من أجل مصالح شخصية، بشكل فج وفاسد.

يتناول الكتاب تفاصيل كثيرة ومثيرة للغاية عن مروان، ومنها الفترة التي سبقت يوم 73 وكيف كانت مليئة بالتشويق. بعد حرب الاستنزاف في أغسطس 1970 شكل الانشغال الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل قلقًا كبيرًا لمصر، وحيث أن مصر تتمتع بدعم السوفييت اعتقدت إسرائيل إن الأمر يتطلب قليل من الوقت حتى إعادة التسليح والسيطرة على الأراضي التي استحوذت عليها إسرائيل في 1967. السؤال حول إذا ما كانت مصر ستنتظر نوعية معينة من الأسلحة من السوفييت أم ستحارب بما لديها يعد من أهم أسباب فشل المخابرات في استعدادها لحرب الغفران.

ووفقًا للكتاب، لطالما رأى الإسرائيليون أن مصر لن تبدأ الحرب حتى يكتمل تسليحها بالأسلحة التي تمكنها من الانتصار وكان أشرف مروان على اتصال دائم بالموساد ويمدهم بالخطط العسكرية أولًا بأول، على حد زعم الكتاب.

جوهر كتاب بار جوزيف يقع في جعل القضية الرئيسية المعلومات التي يزعم الكتاب أن مروان قدمها لإسرائيل قبل الحرب وخلالها. ويدور الكتاب حول جدلية إنه لولا وجود مروان والمعلومات التي قدمها لوقعت كارثة أكبر، كما أنه يدحض كل الأقاويل حول كون مروان عميلًا مزدوجًا ملقيًا اللوم على المصريين وإيلي زيرا بترديد هذه الأقاويل لخدمة أهدافهم ومصالحهم.

في 1998 قام المركز البحثي التابع لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي ببحث حول أسباب فشل المخابرات في حرب 1973. تناول فضول بار جوزيف الأجزاء التي تخدم وجهة نظره.

لقى مروان حتفه في 2007 بعد أن سقط من شرفة منزله في لندن، ولم يتم التوصل إلى ما إذا كان سبب الوفاة انتحارًا أم قتل عمد. وفتحت وفاته الباب حول مزيد من الأسئلة عن حياته المزدوجة وتأثيره على الحياة السياسية في إسرائيل واستراتيجيات الحرب.

وينتقد كاتب المقال الكتاب، ويشير إلى إن الكاتب لم يستطيع الفصل بين مشاعره نحو مروان وإصراره على أن مروان كان المنقذ لإسرائيل وأن رؤساء جهاز المخابرات هم السبب وراء الهزيمة التي منيت بها إسرائيل في الحرب ووراء مقتل مروان أيضًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان