باريسية تصمم دليلًا ارشاديًا لمساعدة المسلمين في مواقف الكراهية
كتبت – رنا أسامة:
كشفت مجموعات مُراقبة حوادث الكراهية ضد المُسلمين في أوروبا، عن زيادة في عدد تلك الحوادث بنسبة وصلت إلى 326 بالمئة، فيما يتعلذق بحوادث "الإسلاموفوبيا".
لا تتوقّف الخطابات المُعادية للإسلام في بريطانيا وحسب، بل أنها انتشرت كالنار في الهشيم في فرنسا مع تطبيق قرار حظر البوركيني في أكثر من 30 مِنطقة ساحليّة، وسط فرض قوات الشرطة المراسيم البلديّة التعسّفية، بعد الواقِعة التي أجبرت خلالها الشرطة الفرنسية امرأة على خلع لباس السباحة المُحتشِم "البوركيني"، أثناء جلوسها على شاطئ مدينة نيس الفرنسية.
وفي هذا الشأن، قامت فتاة تُدعى "ماري شيرين ينير"، تُعرف باسم مُستعار "ماريل"، (24 عامًا)، تعيش في باريس، بتصميم دليل إرشادي في شكل رسوم توضيحيّة، بهدف تقديم النصيحة للناس، وإرشادهم حول الطريقة التي يُمكن من خلالها مُساعدة المُسلمين الذين يتعرذضون لمُضايقات تندرج ضمن حوادث الإسلاموفوبيا.
اعتمدت "ماريل" في دليلها على استراتيجيّة "السلوك غير المُكمّل"، وهي استراتيجيّة في علم النفس تميل إلى تعطيل الاتصال بين الضحيّة والمُهاجِم.
1. تحدّث إلى الضحيّة، وتجاهل المُهاجِم:
حاول أن تخلق حديثًا مع الضحيّة، بالتوجّه إليها، والجلوس بجانبها وإلقاء التحيّة، محاولًا الظهور بمظهر الهاديء، المُرحّب، والقادِر على الاحتواء، مُتجاهلًا في الوقت نفسه الشخص المُهاجِم.
2. تحدّث حول أي موضوع يطرق باب فِكرك بشكل عشوائي:
اختر أي موضوع عشوائيًا، وابدأ النقاش حوله، قد يدور هذا الموضوع حول أحد أفلامك المُفضّلة، أو كتاب قرأته، أو حديث حول أحوال الطقس، أو إبداء إعجابك بالملابس التي يرتديها الشخص،.. إلخ.
3. استمر في خلق المساحة الآمنة:
استمر في الانخراط في الحديث مع الضحيّة (الرجل أو المرأة المُسلِمة)، مع العمل على خلق مساحة آمنة، بالحفاظ على الاتصال بالعين معه، دون الالتفات إلى وجود المُهاجِم وكأّنه سرابًا غير مرئي؛ تجاهلك والضحيّة إيّاه سيدفعه إلى مُغادرة المكان في وقت قصير.
4. ابقَ مع الضحيّة حتى رحيل المُهاجِم:
استمر في حديثك مع الضحيّة إلى أن يُغادر الشخص المُهاجِم، وقُم بمرافقته إلى مكان آمن، حيث يُمكنه لملمة شِتات نفسه حال استدعى الأمر، واحترم رغبته في الرحيل إذا ما طلب منك المُغادرة وتركه وشأنه.
وتعليقًا على هذا الدليل الإرشادي، أجرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة حوارًا مع "ماريل" تضمّن النِقاط التاليّة:
· ما هو مصدر الإلهام الذي استوحيتِ منه تصميم هذا الدليل الإرشادي؟
"باعتباري واحدة من أرمن إيران، تعيش في مِنطقة الشرق الأوسط، وكفتاة فارسيّة تعيش في حي يضم متنوّع الثقافات والأديان، فقد تعاملت مع مُسلمين على مدار حياتي، وأكِنّ الكثير من الاحترام لكافة الأديان".
وتابعت: "لاحظت تنامي حوادث الكراهيّة والمواقف المُعاديّة للإسلام، على نحو سريع، خلال الأشهر والأعوام الأخيرة الماضية، ما حرّك بداخل شعورًا بضرورة المُحاولة لفعل أي شيء، بما أملك من أدوات الرسم والكتابة.
وأخيرًا وجدت أن تصميم دليل إرشادي برسوم توضيحية بسيطة، من شأنه أن يلقى مكانه بين الجمهور على نحو أسرع وبشكل أكثر فاعليّة، "ولكنّني لم أتوقّع كل هذا النجاح المُدوّي الذي حقّقه".
· هل التحرّش اللفظي للمُسلمين شائِع في فرنسا في الوقت الحالي؟
أسمع قصصًا عن مُضايقات تحدث في كل مكان حولي: من خلال أصدقائي، ومُتابعيني (كواحدة من المشاهير أقوم بعمل "كوميكس" حول العُنصريّة المؤسّسيّة، اعتمادًا على روايات مننشاء مُسلمات وصفن الكثير من المواقف القاسيّة التي تعرّضن خلالها من قبل مُتحرّشين)، ووسائل الإعلام.
أعتقد بشكل كبير أن الكثير من تلك الهجمات تتوارى تحت التراب دون أن يسمع عنها أحد، في الوقت الذي يشهد تعتيمًا بشأنها في وسائل الإعلام، خاصة وأن قوات الشرطة في فرنسا أعلنت بشكل صريح "عدم دعمها للمُجتمع المُسلم".
. حقّق دليلك الإرشادي شعبيّة بالغة حقًا على شبكة الإنترنت.. ما شعورك؟
"أنا سعيدة جدًا، حقًا، لطالما حلُمت أن يكون لهذا العمل صدى ويتم الاعتراف به بالقدر الذي يكفي لمُساعدته على تغيير الأشياء نحو الأفضل، وهذا ما تحقّق بالفِعل الآن، وآمل أن يمنح المُسلمين الشعور بالدعم في مواجهة تلك المواقف المُسيئة".
. لا يُقدّم دليلك الدعم للمُسلمين وحسب، صحيح؟
بالطبع، يُمكن أن يتم تطبيق هذا الدليل على أي نوع من أنواع المُضايقات، وهذا ما سعيت إليه منذ اللحظة التي قرّرت أن أُصمّمه، إلا أنني اخترت عمدًا التركيز على المُسلمين؛ لأنهم أصبحوا هدفًا مُختارًا.
ومع ذلك فإنني أُشجّع كل شخص على تطبيق تلك الخطوات على كافة أنواع المُضايقات التي يُشاهدوها.
واختتمت حوارها بالقول: "لا تخذل إخوتك وأخواتك المُسلمين إذا وجدتهم في حاجة إلى المُساعدة!".
فيديو قد يعجبك: