كيف أصبح "تويتر" لاعبًا رئيسًا في الحرب ضد داعش؟
كتبت – رنا أسامة:
وسّع موقع التدوين المُصغّر، تويتر، حربه على حسابات التنظيمات المتطرفة العنيفة، في إطار جهوده لحظر استخدام هذه التنظيمات لعملاق التدوينات القصيرة في بثت دعايتها ورسائلها واستقطابها لأعضاء جدد.
وأعلن تويتر، يوم الخميس الماضي، أنه أغلق منذ فبراير الماضي 235 ألف حساب ذات صلة بالتنظيمات المتطرفة كما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فضلًا على إيقاف 360ألف حساب منذ منتصف 2015.
ويأتي هذا في الوقت الذي بات تويتر في السنوات الأخيرة تربة خصبة للمتطرفين الإسلاميين الذين يستخدمونه لنشر أيديولوجيتهم والهام من يصبحوا بعد ذلك ذئابًا منفردة، الأمر الذي دفع موقع التواصل الاجتماعي لتكثيف جهوده في الحرب ضد المُحتوى المُتطرّف العنيف.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن جهود الشبكة الاجتماعيّة باتت تؤتي ثمارها، وهذا ما بدا واضحًا في انخفاض شعبيّة داعش على تويتر، يوليو الماضي، بنسبة وصلت إلى 45 في المئة على مدى العامين الماضيين، وفقًا لتقارير صادرة عن إدارة الرئيس باراك أوباما.
كما كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن متوسّط أعداد المُتابعين لحساب داعش على تويتر انخفض من حوالي 1500 مُتابع في العام 2014- الذي شهد توسيع التنظيم عملياته الإرهابيّة الوحشيّة في كافة أرجاء الشرق الأوسط- إلى نحو 300 مُتابع.
وبينما لا توجد "خوارزميّة سحرية" تُمكّن من إيجاد وتجميد الحسابات ذات المُحتوى المتطرّف العنيف، تواصل تويتر جهودها للاستجابة إلى بلاغات المُستخدمين حول الحسابات المتطرّفة على نحو سريع، جنبًا إلى جنب مع تدعيم "أداوت مُكافحة المُحتوى غير المرغوب فيه".
كما أصبح تويتر مِنصة رئيسية يتم من خلالها تنفيذ القانون من قِبل الدول المتحالفة في الحرب ضد تنظيم داعش، يُساعدهم في ذلك من خلال جمع المعلومات الاستخباراتيّة ومواجهة الدعاية المُتطرّفة.
"نُخالف قيمنا الخاصة بـ (حرية التعبير) حينما نقوم بإغلاق هذه المواقع، وخاصة إذا كُنا نستهدف داعش وحدها، دون المليشيات المتطرّفة"، هكذا قال ياسر كازي- أستاذ مُساعد في الدراسات الدينية في كلية رودس في ممفيس بولاية تنيسي- للصحيفة الأمريكية.
وأضاف كازي: "حينما نقوم بتطبيق تلك الآلية على الإسلاميين المتطرّفين، فهذا من شأنه أن يُرسّخ انطباعًا بأن الحرب موجّهة ضد الإسلام وحسب".
واتفق معه المُحلّل في شؤون وسائل الإعلام الاجتماعية، جيه إم بيرغر، الذي أوصى بضرورة تنفيذ آليات مُكافحة المُحتوى المُتطرّف العنيف للحسابات الموالية لتنظيم داعش على تويتر في إطارها الصحيح.
وكان السيد بيرغر قد أجرى دراسة على مدى شهر، خلال العام 2014، كشف خلالها أن 46 ألف من أصل 288 مليون مُستخدمًا، ينتمون إلى داعش.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها قائلة إن الجهود التي تبذلها تويتر لمواجهة الحسابات المتطرّفة، كما تنظيم داعش، تُحرز نجاحًا بشكل ملحوظ، مُشيرًا إلى أن تعليق الحسابات المتطرفة على تويتر ارتفع بنسبة تجاوزت 80 في المئة.
فيديو قد يعجبك: