إعلان

لماذا تستهدف الجماعات الإرهابيّة فرنسا؟

10:22 ص الأحد 31 يوليه 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – رنا أسامة:

سلّطت صحيفة "ذا فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير نُشِر عبر موقعها الرقمي، اليوم الخميس، الضوء حول السبب وراء استهداف الجهاديين لفرنسا بشكل ملحوظ، مُثيرة السؤال: "لِمَ فرنسا؟ لِمَ أصبحت موطِن التنوير والحرية والمُساواة الهدف الغربي الأكثر استهدافًا من جانب الإرهابيين؟"

في مُحاولة للرد على ذلك السؤال، قالت الصحيفة البريطانيّة إنه كُلّما بدا الرئيس فرانسوا هولاند أكثر تصميمًا وإصرارًا في إعلانه "الحرب" على الإرهاب، كُلّما زادت التهديدات الموجّهة لفرنسا سوءًا، وهذا ما شهدته بالفِعل؛ إذ لم يقف إعلان الدولة حالة الطوارئ، بعد المذبحة التي وقعت في باريس نوفمبر الماضي، حائلًا يردع الإرهابيين من شنّ المزيد من الهجمات والعمليات الوحشية، ليتبع إعلان الطوارئ هجوم يوم الباستيل الذي وقع في مدينة نيس، وأسفر عن سقوط 84 قتيلًا، ثم طعن اثنين من ضُباط الشرطة أمام طفلهما ذي الثلاثة أعوام.

ورأت الصحيفة أن التدابير التي اتخذّتها الحكومة في مواجهة العمليات الإرهابيّة التي عصفت بالبلاد، منذ الهجومين المُسلّحين اللذين وقعا على صحيفة شارلي ابدو وسوبر ماركت يهودي، في باريس، يناير 2015، "لم تكُن فعّالة بما يكفي"، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء مانويل فالس، عن إحباط 15 مُحاولة لشنّ هجمات إرهابيّة منذ 2013.

كما اقترحت المُعارضة بعض الحلول الجِذرية للحيلولة دون وقوع المزيد من العمليات الإرهابيّة، ولكن دون جدوى، ليبقى السبب وراء استمراريّة تلك الهجمات، في حضرة تلك الحلول، قائمًا دون الحصول على إجابات كاشِفة.

من جهة أخرى، يسود اعتقاد لدى الرئيس فرانسوا هولاند بأن السبب وراء استهداف العناصر الإرهابيّة لفرنسا على وجه التحديد، يعود إلى رغبتها في تدمير قيم الحضارة التي تُجسّدها البلاد، وهو اعتقاد خاطئ بلا شك، كما ترى الصحيفة؛ على الرغم من أنه يتفِق ونظرة دول غربيّة أخرى، حيال المغزى من شجب المتطرّفين لبلادهم.

بدلًا من ذلك، تُشير الصحيفة إلى أن ثمة عوامل أخرى تُسيطر على المشهد، يُمكن أن تُساهم في فهم المغزى من بقاء فرنسا الدولة الغربيّة الأكثر استهدافًا لدى العناصر الجهادية، لعلّ أبرزها مُشاركة فرنسا في قصف قواعد داعش، الأمر الذي كان منطقيًا أن يتبعه رد فِعل يدفع الرئيس هولاند إلى الندم على تبنّيه حربَا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

فضلًا على المُتطرّفين ذوي الأصول الأفريقية، الذين غادروا فرنسا إلى سوريا والعراق، وتقلّدوا مناصب مُهمة في قيادة تنظيم داعش، وحافظوا على صِلاتهم بـ"الجنود" الذين ذهبوا إلى مِنطقة الشرق الأوسط، ثم عادوا إلى فرنسا، بعد تلقّيهم التدريبات لشنّ الهجمات التي ضربت الأراضي الباريسية العام الماضي، وفقًا لمصادر موثوقة.

من جهة أخرى، وجدت داعش الفرصة في إحداث وقيعة بين أولئك الذين يرفضون السياسات الأمنية المُتشدّدة التي يتم اتباعها تحت لواء قيم الجمهورية - كما السيّد هولاند- وبين الداعين إلى اتخاذ تدابير على غرار النمط الإسرائيلي، ما يعني أن احتمالات تأجيج صراع سياسي، فكري، عِرقي، وديني، قبل الانتخابات الرئاسيّة المُقرر إجراؤها العام المُقبِل، كبيرة.

على صعيد متصل، أشارت الصحيفة إلى تغيّر نغمة التصريحات التي يُطلقها رئيس الحكومة الفرنسيّة، مانويل فالس، بعد كل حادث إرهابي، فبعد هجوم شارلي ابدو، أخذ فالس يتحدّث عن "الفصل العنصري والإقليمي والعِرقي" في فرنسا، "والتمييز الذي لا يُطلق"، أما الآن فيغلُب على اللهجة التي يُعلّق بها والسيد هولاند على الأحدث، طابع "قِتالي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان