لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسوشيتد برس: أردوغان يسترجع حقبة الإمبراطورية العثمانية ويعيد تشكيل تركيا

07:37 م السبت 23 يوليه 2016

الرئيس التركى أردوغان ومؤسس الدولة التركية كمال أت

كتب - علاء المطيري:

أدى تواصل حملة أردوغان ضد المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت مساء يوم 15 يوليو الجاري إلى طرح التساؤل: "إلى أي مدى سيواصل أردوغان تشدده في التعامل مع الأوضاع اعتمادًا على نظرية المؤامرة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية، التي أوضحت أنه يكرر تجربة انقلاب 1980 في إعادة تشكيل المؤسسات التركية والمجتمع وفقًا لرؤيته الإسلامية، مشيرة إلى أنه يذيب إرث العلمانية الذي أسسه كمال أتاتورك ويسترجع حقبة الإمبراطورية العثمانية ومكانتها الإقليمية.

دولة إسلامية إيمانية

ولفتت الوكالة الأمريكية في تحليل نشرته على موقعها الإليكتروني، الخميس، إلى أنه بينما تستمر عمليات التطهير بهدف عرقة وإفشال أي محاولة تمرد مستقبلية، يتزايد القلق من استغلال أردوغان تلك اللحظات لإجراء عملية تحول في تركيا تتجه بها من دولة علمانية إلى نموذج دولة إسلامية إيمانية، إضافة إلى دعم سلطته الشخصية على حساب القيم الديمقراطية.

وأضحت أسوشيتد برس أن فصل أعداد ضخمة من المدرسين وإغلاق مئات المدارس بمزاعم صلتها بمدبري الانقلاب يفترض حدوث تحولات مجتمعية تجري على قدم وساق ويمكنها أن تقوي قاعدة أردوغان بين المسلمين المحافظين في تركيا.

وإذا كانت الردود على محاولة الانقلاب تكمن الخطاب الرئاسي فإن مدبري محاولة الانقلاب ودائرة أكثر اتساعًا من المنافسين داخل الحكومة لن يتوقعوا التسامح معهم بعد محاولة التمرد التي قاد فيها الجنود دباباتهم في شوارع المدن وأطلقوا النار على المحتجين المدنيين.

ليست الهزيمة الأولى

وهو ما يتضح من خطاب أردوغان، الأربعاء الماضي، الذي قال فيه: "إن النفوس السيئة تم التهامها والقضاء عليها وهزيمتها قبل أن يتم هزيمة النفوس المؤمنة"، مضيفًا: "يجب أن يعرفوا أن هذه ليست الهزيمة الأولى، وأن هذا ما سيكون حالهم من الآن فصاعدًا".

فتركيا التي تصف نفسها بأنها نقطة عبور بين الشرق والغرب هي - في حقيقة الأمر - في مفترق طرق، حيث بدأت الشروع في مسار تبعاته النهائية ربما لا تكون واضحة تمامًا لقائد هيمن على أمة تعدادها 80 مليون نسمة لأكثر من عقد من الزمان.

فالبنسبة للغرب، يمثل الوضع في تركيا أهمية كبيرة بسبب موقعها الجغرافي الممتد بين آسيا وأوروبا، إضافة إلى كونها شريكًا حيويًا في جهود احتواء الإرهاب وتنظيم الهجرة الجماعية من سوريا ومناطق الصراع إلى أوروبا.

تعليق الحريات

بعد محاولة الانقلاب الفاشية قامت الحكومة التركية المنتخبة بفصل عشرات الآلاف من قطاعات جنود الجيش والمحاكم والتعليم وكل مكان يمكن التفكير فيه، وأعلنت حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.

ويقول مراقبون للوضع في تركيا: "إن الوضع يمكن أن ينحدر بصورة أكثر عمقًا نحو سلوك سلطوي يتم اتهام أردوغان به بصورة متزايدة، أو يمكن أن ينتهي الأمر إلى تعهدات شرفية بإعلاء الديمقراطية بعد تعليق مؤقت للحريات".

أسلوب متشدد

يتخذ أردوغان نهجًا متشددًا في التعامل مع الأوضاع بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ويضع في اعتباره دعوات مويديه بإعادة تطبيق عقوبة الإعدام المحظورة في تركيا منذ عام 1983 لمعاقبة مدبري الإنقلاب، في خطوة تمثل تحديًا لاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية وربما تحطم أمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كشريك كامل على نحو لا رجعة فيه.

ولفتت الوكالة إلى قول محمد سيمسك، نائب رئيس الوزراء التركي: "إنه سوف يتم التمسك بقواعد دولة القانون أثناء تطبيق حالة الطوارئ وأنها ستتم بذات الأسلوب الذي يتم تطبيقه في دول حلفاء مثل فرنسا".

ويرى محللون أنه في ذات الوقت الذي يعرب فيه أردوغان عن شكره لأحزاب المعارضة التي رفضت انقلاب 15 يوليو، فإن محللون يعتقدون أنه إعلانه الانتصار بعد الانقلاب يظهر أنه يميل إلى استهداف منافسيه بعدما كشف الانقلاب ثغرات ونقاط ضعف فيما يتعلق بأمه الشخصي.

خطط الإصلاح

وأوضحت الوكالة أن امتداد عمليات التطهير التي تستهدف مؤيدي فتح الله جولن، الداعية الإسلامي المقيم في أمريكا وحليف أردوغان السابق المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، تزيد التكهنات التي تقول بأن محاولة التمرد الفاشلة ساهمت في تسريع خطط إصلاح المؤسسات التركية وفقًا لرؤية أردوغان وأنجز أمورًا كانت تتطلب سنوات للانتهاء منها لو لم يحدث الانقلاب الفاشل.

"فأردوغان لديه خطة لإعادة تشكيل المجتمع التركي والتراجع عما يرى أنها تجاوزات الفكر العلماني الذي وضعه مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك" وفقًا لهوارد أيشنستات، أستاذ مساعد بجامعة لورانس في نيويورك ومتخصص في تاريخ الشرق الأوسط.

"وهو الآن يقوم بذلك بقوة كبيرة.. إنها ثورة"، يقول إيشنستات، مشيرًا إلى أنه عام 1980 قام الجنرالات بانقلاب عسكري ناجح بهدف إعادة تشكيل وإصلاح المجتمع التركي صحبه اعتقالات ضخمة وعمليات تطهير في المؤسسات العامة وأعمال عنف بصورة متهورة، وأضاف: "يبدوا أن أردوغان يستخدم انقلاب 2016 لذات الأهداف لكن وفقًا لرؤيته".

أتباع كولن

وذكرت الوكالة الإخبارية أن الخصومة تقود بعض التغيرات بصورة بدت ظاهرة أثناء حضور أردوغان لجنازة أحد أصدقائه الذين ماتوا أثناء أحداث الانقلاب الفاشل، مشيرة إلى قول أحد الأئمة إن العناية الإلهية أنقذته من خبث المتعلمين، في إشارة واضحة إلى شبكة المدارس التي يقودها أتباع فتح الله جولن المتهم بتدبير الانقلاب رغم نفيه تورطه فيه.

وتابعت أن ذات الاتهامات بدعم الانقلاب يمكن توجيهها لعدد من النخبة الذين ينتمون إلى دوائر علمانية كانت تدير تركيا بدعم من الجيش.

ثورة تركيا

عام 1923 شهدت تركيا ثورة قادها بطل عسكري هو مصطفى كمال أتاتورك، الذي أسس دولة تركيا الحديثة بعدما ابتعلت القوى الاستعمارية الأقاليم التابعة للخلافة العثمانية وألغت الخلافة وتقاليدها من الخطابات واللغة الرسمية لتلك الدول باعتباره رمزًا للركود، وبدأ التحول نحو الغرب كنموذج لدولة حديثة، لكن أردوغان وحكومته ذات الأصول الإسلامية استطاعوا إذابة الإرث العلماني وأداروا وجوههم نحو حقبة الإمبراطورية العثمانية بحثًا عن الأخلاقيات والمكانة الإقليمية.

وكأنها جنة

وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة أصبح العديد من منتقدي أردوغان يتبنون نغمة منخفضة في ظل استمرار عملية التطهير بينما اصبح مؤيدون أكثر نشاطًا، وفقًا لنيكاتي ألكان، مواطن تركي يعيش في إسطنبول، الذي يقول: "من الآن فصاعدًا سوف ننشر العدالة في تركيا كما كانت الإمبراطورية العثمانية تفعل على مدى 600 عام".

ويقول ميتين قادير، مواطن تركي في العاصمة التركية أنقرة: "إعلان الطوارئ خطوة صحيحة.. آمل أن تتوحد تلك الدولة ثانية وتصبح في سلام.. أشكر الله على كوننا نعيش في دولة وكأنها جنة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان