نيويوركر: بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.. أردوغان يبدأ التطهير في تركيا
كتب - هشام مصطفى:
تحت عنوان "التطهير يبدأ في تركيا"، كتبت مجلة نيويوركر الأمريكية تقول إنه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بدأ الجنود والشرطة الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اعتقال "أعدائهم" في الأجهزة الأمنية، مشيرة إلى أنه بعد ساعات من فشل الانقلاب اعتقل آلاف وهناك آلاف اخرون في الطرق.
وقال المجلة الشهرية في تقرير لها يوم السبت إن العدالة بالنسبة للخاسرين في محاولة الانقلاب سوف "تكون سريعة ووحشية".
وأضافت النيويوركر أن الملاحظ ليس فشل محاولة الانقلاب، لكنه في وجود فصيل داخل القوات المسلحة التركية كفيل بالقيام بتلك المحاولة، وذلك بعد سنوات من عملية التطهير التي يقوم بها أردوغان بلا هوادة منذ سنوات ضد معارضيه.
وأوضحت المجلة أن هذه المواجهة (بين الرئيس التركي ومعارضيه في الجيش) كانت موجودة لفترة طويلة منذ أصبح أردوغان أول رئيس وزراء في عام 2003 وكانت الآمال تنعقد على إمكانية أن يكون أردوغان زعيما من شأنه أن يظهر للعالم أن أحد السياسيين الإسلاميين يمكن أن يصل بالبلاد إلى ديمقراطية مستقرة.
إلا أن هذه الآمال - بحسب المجلة - تبخرت بسرعة، فأردوغان الذي انتخب رئيسا في 2014، اتبع صفحة من كتاب فلاديمير بوتين للعب وذلك وعلى مدى العقد الماضي استخدم المؤسسات الديمقراطية لإضفاء الشرعية على حكمه في حين سحق معارضيه مع التطلع إلى خنق الديمقراطية في نهاية المطاف.
وقام أردوغان أيضا بإسكات أي شخص تقريبا في البلاد قد يعارضه بما فيهم رؤساء تحرير الصحف وأساتذة الجامعات وعمال الإغاثة والسياسيين المعارضين.
وأشارت نيويوركر إلى أن استخدم القانون في تجريد أعضاء البرلمان من حصانتهم وملاحقتهم قضائيا، وهو أمر يخشاه معارضوه لسبب وجيه وأنه سوف يُستخدم لإزالة عدد قليل من النواب الباقين الذين ما زالوا يعارضونه.
ثم كان هناك الجيش، تقول المجلة، فمنذ تأسيس الجهورية التركية في 1923، يرى الجنرالات الأتراك أن لهم الكلمة الأخيرة في سياسات بلادهم، وقفزوا إلى السلطة - أحيانا بوحشية - عندما شعروا بأن الحكومة باتت يسارية أو إسلامية أكثر من اللازم.
وأشارت إلى أنه بعد إطاحة الجيش بحكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية في 1960، أعدم الجنرالات رئيس الوزراء.
وقالت إن الجيش يزدري أردوغان بشكل خاص، حيث يعتبره إسلامي خطير، مضيفة أنه في 2007 بدأ أرودغان وأتباعه سلسلة من المحاكمات الصورية التي استخدمت أدلة ملفقة لإزالة الطبقة العليا من الضباط الاتراك وأرسلت مئات إلى السجن.
وأوضحت أنه يجب أن يكون أردوغان قد فوجئ بأن هناك فصيل كبير منشق في قواته المسلحة بما يكفي لمحاولة إسقاطه.
ولفتت إلى أن القائمين على محاولة الانقلاب لم يفكروا في اعتقال الرجل الذي كانوا يحاولون إسقاطه وأنهم حتى لم يفكروا بجدية في إطلاق النار نحو القصر.
ولفتت إلى أنه عقب انقلاب 1980، قتل الجيش وسجن عشرات الآلاف من الأتراك.
الصحيفة ان بعد انقلاب عام 1980 قتل الجيش وسجن عشرات الآلاف.. في أعقاب فشل هذا الانقلاب الجيش سيكون قريبا تحت السيطرة أردوغان الإجمالية مثل كل مؤسسة أخرى تقريبا في البلاد.
وتحدثت المجلة عن رجل الدين فتح الله غولن الذي فر من تركيا 1999 عندما كان الجيش على وشك اعتقاله بعد ملاحقته لسنوات.
وكان غولن من أقرب حلفاء أردوغاه وساعده في صعوده إلى السلطة، لكن صراع السلطة فرقهما على ما يبدو، بحسب النيويوركر.
وقالت المجلة إنه من الصعب معرفة ما إن كان غولن وراء محاولة الانقلاب الفاشلة أم لا، لكن من المرجح أن يكون الضباط الذين قادوها يمثلون بقية النظام العلماني القائم في الجيش التركي، وقد انتهوا الآن.
فيديو قد يعجبك: