إعلان

بعد محاولة الانقلاب العسكري.. تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا

06:06 م الأحد 17 يوليو 2016

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان

كتبت – رنا أسامة:

رجّحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية مواصلة تركيا في القيام بأدوارها المحورية، كحليف للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وضامِن لاتفاقيات اللاجئين، بعد نجاح رجب طيب أردوغان في الخروج مُنتصرَا من مُحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.

وقالت الوكالة إن التوترات في العلاقات الأمريكية التركية تصاعدت في أعقاب مطالبة الزعيم التركي بترحيل رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب. فيما اتهم مسؤول تركي رفيع الولايات المتحدة بالضلوع في تلك المحاولة الفاشلة.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن إجراء عملية تطهير في فصائل الجيش التركي التي قادت الانقلاب، من شأنه أن يترك القوات المُسلّحة في حالة من الاضطراب والفوضى، ووسط هذا كُله ينبغي على الجيش مواصلة جهوده في مواجهة المتمردين الأكراد الذين يطالبون بالحكم الذاتي في تركيا، والسيطرة على حدودها المُضطّربة مع سوريا التي مزّقتها ويلات الحرب.

يأتي هذا في الوقت الذي تُمثّل تركيا حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة عبر مُفترق الطرق بين القارات الآسيوية والأوروبية ومناطق النِزاع في الشرق الأوسط، ودولة ذات أغلبية مُسلمة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشريكًا أساسياً في الجهود الرامية لمواجهة التحديات الدولية، بما في ذلك الإرهاب والهجرة الجماعية، فضلًا عن دورها المحوري مع القِوى الإقليمية مثل: إيران وروسيا.

وكانت الولايات المتحدة وأوروبا ودول عالمية أخرى قد أدانوا الهجوم على حكومة أردوغان المُنتخبة ديمقراطيًا، في الوقت الذي يترقّبون المزيد من تداعيات الانقلاب العسكري الفاشل على تركيا، التي كان يُنظر إليها باعتبارها أكثر الدول الشريكة استقرارًا في المِنطقة التي تشهد اضطرابات.

وشدّدت الولايات المتحدة على أهمية تحالفها مع القيادة التركية الحالية، وسارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للحديث مع نظيره التركي بعد الانقلاب، في رد فِعل فوري يتناقض مع التصريحات الأمريكية التي تلت إطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013، إذا علّق كيري حينها قائلًا إن: "القيادة العسكرية تستعيد الديمقراطية في مصر".

رُبما يعود السبب وراء اهتمام الولايات المتحدة بمراقبة الموقف في تركيا عن كثب، إلى رغبتها في الحفاظ على مصالحها؛ نظرًا لأنها تشن غارات جوية من قاعدة انجرليك الجوية التركية ضد العناصر الجهادية المتطرّفة التابعة لتنظيم داعش في سوريا والعراق.

وكانت الحكومة التركية قد أغلقت المجال التركي حول قاعدة "انجرليك" لعدة ساعات، يوم السبت، بعد محاولة الانقلاب.

في هذا الصدد، يقول هوارد سينتستات- أستاذ مشارك في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة سانت لورانس في كانتون، نيويورك: "إن موجة جديدة من عمليات التطهير ستضرب الجيش التركي، يُرجّح أن تُضعِف الأجهزة الأمنية وتُحمّلها ما يفوق طاقتها، حتى إذا استمرت أوضاع السياسات الأساسية على حالها".

على الصعيد الدولي، لفت هوارد إلى اهتمام أردوغان برأب الصدع مع روسيا وإسرائيل، وتقديم الدعم إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، عقب اتهامه بتجاهل مسألة تدفّق العناصر المتطرفة الأجنبية والاسلحة من تركيا إلى سوريا.

علاوة على ذلك، فقد شارك في اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يُنظّم العبور الآمن للمدنيين السوريين بين تركيا وأوروبا، وهو ما تدفّق على إثره عدد هائل من اللاجئين.

بالرغم من أن العديد من الأتراك ناقمون على تحرّكات أردوغان لقمع الحريات المدنية، بما في ذلك حرية الصحافة، والشعور بالخوف الذي انتابهم في أعقاب هجوم داعش الدامي على مطار أتاتورك الشهر الماضي، يبدو جليًّا أن الدولة ترفض التمرّد العسكري الذي يأتي بعد 3 انقلابات وقعت بين عاميّ 1960 و1980.

واختتمت الوكالة تقريرها بتعليق بعث به الملحق العسكري الكندي السابق في تركيا والخبير في شؤون الجيش التركي، كريس كيلفورد، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، قال: "خلاصة القول أن الشرخ الذي أصاب العلاقة بين الحكومة والجيش، بغض النظر عن مدى ولاء الجنرالات في المستقبل، سيكون له أثر جيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان