واشنطن بوست: مزدوجي الجنسية يخشون العودة إلى إيران
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن السلطات القضائية الإيرانية وجهت تهمًا - لم تكشف عنها بعد - لسجناء مزدوجي الجنسية، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء رجل أعمال أمريكي ومواطن لبناني متعاقد مع الخارجية الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتهامات صدرت في وقت ما خلال الأسبوعين الماضيين، لكنه لم يتم الكشف عن مضمونها في الحال.
وكان المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران قد ذكر، بداية العام، أن غالبية المواطنيين مزدوجي الجنسية تم احتجازهم لأسباب بعضها شخصي وبعضها له علاقة بمهنهم، وأن الاحتجاز تم أثناء زيارتهم للبلاد على خلفية الاشتباه في قيامهم بشكل من أشكال التجسس.
وكان من بين المتهمين أيضًا، أحد العاملين في منظمة خيرية بريطانية وأكاديمي كندي، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن قوات الحرس الثوري الإيراني هي من احتجزتهم، مشيرة إلى أنه تمثل قوة الممانعة التي تعارض الانفتاح على الغرب الذي تجسد في صورة الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب قبل عام.
ولفتت الصحيفة إلى أن قضية احتجاز سايماك نيازي، رجل أعمال أمريكي من أصل إيراني، في أكتوبر الماضي، حازت على الاهتمام الأكبر في الولايات المتحدة، رغم أنه كان يتحدث لسنوات عديدة معارضته لتطبيق العقوبات على إيران ويعمل على دعم العلاقات التجارية بين واشنطن وطهران.
وكان بكير نامازي، والد سايماك، قد تم القبض عليه في فبراير الماضي عندما ذهب إلى إيران لمحاولة الإفراج عن نجله الذي لم يتم توجيه إتهام له.
وقال محامي سايماك، في تصريحات صحفية، إن موكله متهم بالعمل مع حكومة دولة معادية لطهران في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويخشى العديد من الأمريكيين من أصل إيراني العودة إلى موطنهم الأصلي بعدما حدث مع سايماك، الذي أصبحت حالته وسيلة للاستشهاد على إمكانية أن يكون مصيرهم مشابهًا لما حدث له.
ووفقًا للصحيفة فإن إيران لا تعترف بمزدوجي الجنسية من مواطنيها، ولذلك تعامل من يحملون جنسيات أجنبية على أنهم مواطنيين إيرانيين لا يحق لهم التمتع بحق زيارة قنصلية الدولة الأخرى التي يحملون جنسيتها، مثل السفارة السويسرية التي تقوم بأعمال السفارة الأمريكية في طهران.
ويؤدي استمرار حبس سايباك ووالده وآخرين من ذوي الجنسية المزدوجة في طهران تصرفًا غير عادل يؤدي إلي الإضرار بعلاقتها مع الغرب ومع مواطنيها المغتربين، وفقًا لبيجان كاجبور، شريك سايباك في مجال الأعمال.
وأوضحت الصحيفة أن نازانين زاجاري، منسقة برنامج مؤسسة "تومسون رويترز" الخيرية هو أحد الإيرانيين مزدوجي الجنسية الذين تم احتجازهم، مشيرة إلى أن امتلاكها جواز سفر بريطاني كان السبب وراء ذلك، وأن علاقاته الخارجية ومشاركته في الأعمال الخيرية تجعل الساسة المحليين ينظرون إليه على أنه شخص شرير.
ولفتت الصحيفة إلى أن هوما هودفر، أستاذ بجامعة كونكورديا الكندية ومتخصصة في الحياة الأنثروبيولوجي والحياة الجنسية في الإسلام، تم احتجازها في إيران قبل مغادرتها البلاد في مارس الماضي.
وكان اللبناني نيزار زكار، وهو مواطني أمريكي يعيش في واشنطن، ومتخصص في تكنولوجيا المعلومات، من بين المحتجزين حيث تم القبض عليه أثناء تلبية دعوة لزيارة إيران من الرئيس السباق في سبتمبر الماضي، وهو ما علق عليه ديفيد رمضان، صديق نيزار مشرع سابق في ولاية فيريجينا الأمريكية، بالقول: "أشعر بخيبة أمل لسماع هذه الأنباء عن شخص لم يشارك في أي أنشطة ضد إيران"، وطالب وزير خارجية أمريكا، جون كيري، بالتفاوض مع الإيرانيين لإطلاق سراحه.
ومن بين المحتجزين في إيران أيضًا، الباحثة الأكاديمي بمركز ويلسون الأمريكي في واشطن، هاليل اسفندياري، كما يقول رمضان، الذي أوضح أن الحرس الثوري الإيراني يواجه ضغوط لإطلاق مزدوجي الجنسية وأن توجيه التهم لهم بمثابة ردًا منه على الضغوط التي تطالب بإطلاق سراحهم.
ولفتت الصحيفة إلى قول ديفيد رمضان: "ربما تريد إيران إجراء عملية مبادلة سجناء مع الولايات المتحدة" على غرار العملية التي قادت إلى إطلاق مراسل واشنطن بوست في يناير الماضي و4 أمريكيين آخرين.
فيديو قد يعجبك: