ستريت جورنال: الفلوجة ساعدت "داعش" القوات العراقية على استعادتها
واشنطن - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الأهمية الخاصة لمدينة الفلوجة عند تنظيم "داعش" الإرهابي، ساعدت القوات العراقية على استعادتها.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن الفلوجة كانت لها أهمية استثنائية لدى "داعش"، إذ أنها مكان ولادة التنظيم وأول مركز حضري يستولي عليه في حربه الخاطفة التي انتهت باحتلاله ثلث العراق .
وأضافت أنه رغم ذلك، استغرقت القوات العراقية أقل من 5 أسابيع للقضاء على التنظيم المتطرف في الفلوجة، وهو أسرع بكثير مما توقعه المسؤولون الأمريكيون والعراقيون، وترجع أحد أسباب ذلك إلى استثمار التنظيم لمقاتليه بشكل كبير في الفلوجة، الأمر الذي جعلهم غير راغبين في تفجير المدينة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط عراقي كبير في قوات مكافحة الإرهاب قوله إن "الفلوجة كانت مركز قيادة وتحكم للتنظيم، كانوا يشعرون بالراحة هناك، قيادتهم وعائلاتهم عاشوا هناك، لم يمكنهم تدمير المدينة مقابل الدفاع عنها".
وأشار القادة العراقيون إلى أن "داعش" راهن على صد هجوم القوات العراقية على أطراف الفلوجة، ولكنه عانى في التكيف مع القوة الكاسحة، لافتين إلى أن مركز المدينة كان لا يزال مأهولا بالسكان، وهو أحد أسباب عدم نصب شراك بها، كما فعل التنظيم في مناطق حضرية أخرى خسرها وكان سكانها قد تركوها على نطاق واسع.
وقال مسؤولون عراقيون إن حملة تحرير الفلوجة كشفت نقاط ضعف لدى "داعش" رفعت من الآمال حول استعادة مدينة الموصل، التي تعد آخر المعاقل المهمة للتنظيم المتطرف في العراق، حيث أصبحت الفلوجة والموصل مركزين إداريين لداعش ويقيم بهما أعدادا كبيرة من مقاتلي التنظيم ومدنييه.
وذكرت الصحيفة أن القوات العراقية اكتشفت مدى ترسخ التنظيم في الفلوجة بعد استعادة مركز المدينة، حيث وجودوا بعض المكاتب الإدارية والمحاكم والسجون المخفية خلف واجهات المنازل الفخمة، ومصانع كبيرة للقنابل، ووثائق بها تفاصيل 266 تفجيرا انتحاريا في بغداد، بالإضافة إلى عيادات طبية عاملة، ومتاجر للسلع الاستهلاكية، ومطاعم.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن الاختلاف بين شدة القتال على أطراف المدينة ومركزها كان واضحا، حيث ظهرت على أطراف المدينة الجنوبية علامات معارك كثيفة وغارات جوية وقصف مدفعي، وتحولت منازل بأكملها إلى ركام بينما تميل أخرى بشكل غير مستقر، فضلا عن الطرق التي انهارت واصطفت فيها الخنادق العميقة وامتلأت بالمركبات المحترقة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عند التعمق داخل المدينة، بدت الكثير من المباني غير متأثرة بأي شيء أو تظهر عليها فقط القليل من ثقوب الرصاص، في إشارة إلى أن القتال كان خفيفا في تلك المناطق.
ونقلت الصحيفة عن رائد شاكر جودت قائد قوات الشرطة الفيدرالية، التي أرسلت 6 آلاف جندي إلى الفلوجة، قوله إن قواته عثرت على أوراق ودفاتر توثق بدقة جنسيات وتدابير معيشة المجندين الأجانب في التنظيم وعائلاتهم، مضيفا أنهم "كانوا يعيشون حياة طبيعية مع عائلاتهم".
وبحسب الصحيفة، فإن المقيمين بالمدينة ظل معظمهم في أماكنهم عندما بدأت القوات العراقية - مدعومة بالتحالف الدولي - عملياتها ضد "داعش" في أواخر مايو الماضي، ولكن بعد اختراق الخطوط الدفاعية للتنظيم بدأ نحو 85 ألف مدني في الهرب للمخيمات القريبة.
وقال مسؤولون عراقيون إن عشرات من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" اختلطت مع المدنيين الهاربين.
فيديو قد يعجبك: