إعلان

نيويورك تايمز: الانسحاب البريطاني هزّ النظام الذى أسس بعد الحرب العالمية الثانية

01:31 م الأحد 26 يونيو 2016

انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

نيويورك (أ ش أ)

مثّل تصويت البريطانيين، أمس الأول، بالخروج من الاتحاد الأوروبي خطوة تاريخية مؤثرة، وتكمن أهم تبعاتها في التأثير على النظام العالمي الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وأكد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لأربعة من كُتّابها، أن التصويت بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هزّ النظام العالمي الذي يسود العام منذ عقود، مشيرا إلى أنه يهدد بتفكيك تكتل ديموقراطي من دول تواجدت سوية بشكل سلمي لعشرات السنين.

وتسائل التقرير عما إذا كان نظام ما بعد عام 1945 يتفكك بدوره، لافتا إلى أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو مجرد تطور واحد من بين تطورات مرتبطة على نطاق واسع، وتقترح احتمالية إعادة تنظيم القوة والعلاقات الاقتصادية والحدود والأيديولوجيات حول العالم.

واستعرض الكتاب أبرز تلك التطورات وتأثيرها على النظام العالمي؛ إذ أشاروا في التقرير إلى تأثير تباطؤ النمو الاقتصادي في تقويض الثقة في الاقتصاد الليبرالي التقليدي، لاسيما في وجه الاضطرابات التي تسببها التجارة والهجرة المتزايدة، والنمو السريع للشعبوية في أنحاء أوروبا، وتآكل الحدود المرسومة للشرق الأوسط جراء تصاعد الطائفية.

وتمثلت بعض التطورات الأخرى الطارئة على النظام العالمي، بحسب التقرير، في انتهاج الصين سياسة أكثر عدوانية وروسيا أكثر مخاطرة، إضافة إلى عبور اللاجئين الحدود البرية والبحرية بأعداد قياسية من الدول والفقيرة والتي مزقتها الحروب إلى دول الغرب الأوروبي بحثا عن حياة أفضل، فضلا عن انقلاب السياسة وحسابات الطبقة الوسطى في كل من الدول المتقدمة والنامية.

وقال التقرير إن هذه العوامل اندمجت سويا كما لم تفعل من قبل كي تتحدى المؤسسات الغربية والتحالفات التي أُسست بعد الحرب العالمية الثانية والتي هيمنت على العالم بشكل كبير منذ ذلك الوقت.

كما أوضح أن بريطانيا كانت عمودا في هذا النظام، منوها إلى أهمية مكانتها في الأمم المتحدة ودورها في حلف الناتو وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهي مؤسسات ما بعد الحرب العالمية، والتي استثمرت في تعزيز السلام والأمن والرخاء الاقتصادي العالمي.

وأكد أن بريطانيا ترمز الآن للشقوق في نظام ما بعد الحرب، مؤكدا أن انسحابها من الاتحاد الأوروبي يضعف ذلك التكتل الذي يمثل أكبر سوق مشتركة في العالم، ومرتكزا للديمقراطية العالمية، وأن انسحاب لندن يقوض أيضا إجماع ما بعد الحرب على أن التحالفات بين الدول أساسي في حفظ الاستقرار، وأنه اتضح أن القومية التي أغرقت أوروبا في صراعات دموية تتصاعد مجددا.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان