الجارديان: الليبيون يؤثرون على علاقة الحكومة البريطانية والمواطنين
كتبت- هدى الشيمي:
ترى صحيفة الجارديان البريطانية، أن المملكة المتحدة البريطانية على عكس أمريكا، فالتعذيب فيها لا يقسم الاطياف السياسية، فأمريكا أساءت التصرف فيما يتعلق ببرامج تعذيبها.
تقول الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن إدارة أوباما، التي تعهدت بالتطلع للأمام وليس إلى الوراء فيما يتعلق ببرنامج تعذيبها، كشفت عن مئات الصفحات المليئة بالتفاصيل عن طريقة تعامل أجهزة الاستخبارات المكزية مع المساجين، بعد إصدار تقرير التعذيب في مجلس الشيوخ.
وكان جهاز الاستخبارات الأمريكي نشر مزيد من الأدلة حول التعذيب، فأشار إلى أن المساجين يتعرضون لسوء المعاملة، فيضع أحدهم غمامة فوق أعينهم، وغطاء على رأسهم، وتكبل أيديهم للوراء، ويوضع سدادات في أذنهم، ويرتدوا حفاضات للكبار، وتشير الصحيفة إلى أن الحفاضات تستخدم كوسيلة لإذلال المساجين، وأحيانا يقوم الحراس بتقييد أيديهم وأرجلهم معا بسلسلة صغيرة، ويبقوا هكذا لفترة.
ولفتت الصحيفة للطريقة التي تعرضت بها فاطمة بوشار والتي كانت حامل، عندما كانت على القائمة السوداء للاستخبارات الأمريكي في بانكوك، قبل المساعدة على توصيلهم إلى ليبيا مرة أخرى عام 2004، وتورط الجواسيس البريطانيين في ترحيلهم، والتواطؤ مع الاستخبارات المركزية لاختطاف العائلتين، فالمعارض الليبي عبد الحكيم بلحاج وزوجته فاطمة، وسامي السعدي وزوجته وأطفالهما الأربعة وتسلميهما إلى ليبيا لكي يتعامل معهم القذافي، وكلا الرجلين تعرضا للتعذيب بقسوة، وعلى متن الطائرة المتجهة إلى ليبيا انجبت فاطمة طفلها.
كما تشير إلى أن تورط بريطانيا لم يُكشف عنه من خلال الشفافية أو المصدقاية أمام البرلمان، ولكن عندما سقط نظام القذافي اتضح الأمر، عن طريق الفاكسات، والرسائل.
ومن بين الأوراق الظاهرة بعد الاطاحة بالقذافي، كانت رسالة تهنئة من مسئول بريطاني للسياسي والدبلوماسي الليبي موسى كوسا على الوصول الآمن لبلحاج وزوجته فاطمة.
وتؤكد الصحيفة أن ترحيل المعارضين أو تعذيب المسجونين لا يبرره الالتزام أو التعهد بحماية المواطنين في بريطانيا، ولكن من الضروري أن تكسر الحكومة البريطانية هذا الصمت حول ما يحدث في السجون، مثلما فعلت أمريكا التي لا تتوقف عن نشر التفاصيل والاعتذار عنها، مشيرة إلى أن حماية منظمات أو أشخاص ممن يسهلون ذلك يساعد من يؤمن بنظريات المؤامرة ضد الاسلام، أو من يحاول اقناع العالم بأنها موجودة.
وختمت قولها بالإشارة إلى أن ترحيل المعارضيين الليبين سيظل اختبار قاسي في العلاقات بين العملاء السريين والمواطنيين في بريطانيا لأجيال متتالية، فعلى الرغم من قسوة الحقيقة إلا أن البوح بها والاعتذار عنها سيكون أفضل للجميع.
فيديو قد يعجبك: