إعلان

بعد عام من انخراطها في الحرب.. فرنسا تبحث عن قاعدة عسكرية في سوريا

09:26 م السبت 18 يونيو 2016

الحرب في سوريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - أماني بهجت:

مع اقتراب انتصاف العام بعد الخامس على بداية الحرب في سوريا، لا تزال الرؤى غير واضحة من ضد من، فالانتفاضة التي بدأت سلمية كغيرها من انتفاضات الربيع العربي واستمرت عام كامل وعدة أشهر دون حمل سلاح تحولت إلى حرب بالوكالة تتصارع الأطراف المتداخلة على تحقيق المكاسب.

ما بين أزمات بالداخل وأخرى بالخارج؛ نازحون في الداخل يعانون من تكالب الأطراف عليهم ولاجئون في الخارج تساوم على حسابهم دول أخرى للحصول على مكاسبٍ لها، تعددت الأطراف في المعادلة والنتيحة واحدة هي اللانتيحة واستمرار الحرب كما هي، ومع حلول سبتمبر المقبل تكون فرنسا أكملت مشاركتها في الحرب السورية للعام الثاني على التوالي.

ومع بداية التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي تشكل في يوليو 2014 وبدأ تنفيذ ضرباته في سوريا في أغسطس من نفس العام، كان موقف فرنسا هو الامتناع عن المشاركة في الضربات التي يوجهها التحالف في سوريا واكتفت باريس بوجود معداتها من الميراج والرفال في الأردن والإمارات وتوجيه الضربات للتنظيم في العراق، وأعلنت إنها تحت أي استثناءات إنها لن تشارك بقوات برية في هذه الحرب.

وفي سبتمبر 2015 أي بعد عام من مشاركة فرنسا في التحالف، تغيرت الوجهة وتغير قرار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وبدأت فرنسا بتوجيه ضربات لأهداف بعينها للتنظيم في سوريا.

في ذلك الوقت نشرت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية تقريرًا حول الأسباب التي دفعت أولاند لتغيير استراتيجيته في الحرب على داعش، وخلال العام من سبتمبر 2014 وسبتمبر 2015 كان احتمال التدخل الفرنسي في سوريا مستبعد تمامًا، حيث كانت تقتصر مشاركة باريس ضد التنظيم بالضربات الجوية التي تقوم بها في العراق، أما في سوريا فاقتصر الدور الفرنسي على تقدم الأسلحة والمشورة للمعارضة المعتدلة.

كانت أهم الأسباب التي برر بها أولاند انخراط فرنسا في الحرب في سوريا، هو حق الدفاع عن النفس التي تكفله الأمم المتحدة لكل دولة وذلك وفق الفصل الـ 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ورأى أولاند أن في تدخله حماية لبلاده وخصيصًا بعد الهجمات المتزايدة التي تعرضت لها، والتي تُرجح باريس أن منفذي الهجمات كانوا خططوا وتدربوا على تنفيذها في سوريا والعراق.

وفي سياق انخراط فرنسا في الحرب في سوريا، نشر موقع "أكتيفيست بوست" تقريرًا أشار فيه إلى أن فرنسا تسعى لبناء قواعد عسكرية على الأراضي السورية.

ووفقًا لما أسماه الموقع بالقوى العالمية التي تحارب الحكومة العلمانية في سوريا بالوكالة من أجل "الإرهابيين المعتدليين"، ومع اتساع رقعة "الإرهابيين" المدعومين من الغرب، بدءًا من داعش وجبهة النصرة والقاعدة مرورًا بالجيش السوري الحر، وأخرى كردية وغيرها عربية مثل القوات السورية الديمقراطية، بالإضافة إلى الأطراف الداعمة للحكومة السورية ومن بينها الجيش العربي السوري والجبهة الوطنية الديمقراطية والقوات شبه العسكرية والميليشيات العراقية والقوات العسكرية الإيرانية، ومقاتلي حزب الله.

وكانت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بدأت بتحريك القوات الخاصة لتدمير الحكومة السورية في مهمة شاركت فيها كل من إسرائيل والأردن وتركيا.

هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن القوات الخاصة الروسية تحارب جنبًا إلى جنب الجيش السوري على الأرض.

وبالمثل، فإن كلا من الولايات المتحدة وروسيا يشغلهم الآن بناء قواعد عسكرية في المناطق الشمالية من سوريا لاستخدامهم كأساس لشن عمليات عسكرية جديدة.

في هذا السياق تأتي التقارير الأخيرة من وسائل الإعلام الروسية نقلًا عن مصادر كردية أن فرنسا تسعى الآن لإقامة قواعد عسكرية في محافظة حلب.

ووفقا للمصدر، التي استشهدت بها سبوتنيك –وكالة الأنباء الروسية-، أن القوات الفرنسية المتمركزة في شمال سوريا قد شرعت بالفعل في بناء قاعدة عسكرية قرب عين العرب في محافظة حلب.

وقال المصدر إن "فرنسا بدأت بناء قاعدة عسكرية على غرار القواعد الأمريكية العسكرية، الخبراء الفرنسيين والمستشارين العسكريين العاملين في المنطقة سوف يتمركزون هناك".

وأفاد أن الولايات المتحدة وبريطانيا والخبراء الفرنسيين يتمركزون في مدينة منبج، على مرأى من المعركة الشرسة الدائرة بين القوات الكردية التي تسيطر عليها القوات السورية الديمقراطية وتنظيم داعش.

وقال المحلل السياسي ونائب وزير الخارجية السابق ل"كانتون كوباني"، إدريس نعسان، لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية إن الأمر لا يقتصر على محاولة القوات الفرنسية بناء قاعدة عسكرية في مبنج ولكنه يمتد إلى تدريب ودعم القوات السورية الديمقراطية جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية.

وأضاف نعسان "الجنود الفرنسيين وصلوا إلى كوباني جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية للمشاركة في تحرير منبج. وتم تكليفهم مبدئيًا بالتنسيق مع التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة وتقديم الاستشارات والتدريب للمجلس العسكري لمدينة منبج وللقوات السورية الديمقراطية".

ويكمل نعسان: "تعتزم فرنسا بناء قاعدة عسكرية في كوباني، وذلك على عكس التقارير الأولية والتي أشارت إلى أن أعمال البناء لن تتم في تل أبيض، ولكن عوضًا عن ذلك ستكون المنشأة في جنوب كوباني".

وأنهى إدريس تصريحاته لسبوتنيك قائلًا، "إضافة إلى ذلك، هذه المنطقة ليست مناسبة لبناء قاعدة لأسباب أمنية. وقد تتمركز القوات الفرنسية في مصنع للأسمنت في جنوب كوباني".

ومنبج موقع استراتيجي كبير لأنها تقريبًا بمثابة الحلقة الأخيرة بين منطقة الحدود الشمالية والرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي يوجه الجيش السوري أنظاره عليها. إذا كانت قوات الناتو تستطيع الاستيلاء (بموجب وكلائهم من القوات السورية الديمقراطية والتي تكتسب سيطرتها عن طريق فرق الموت أو عن طريق توليهم للسلطة) وفرض السيطرة على منبج، فإنها ستكون بمثابة فرصة للحفاظ على خطوط الإمدادات مفتوحة لمدينة الرقة التي تسيطر عليها داعش.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان