نيويورك تايمز تفك شفرة ترامب
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن دونالد ترامب ينتقي كلماته بنظام دقيق ويدقق في متابعة الكلمات والمصطلحات التي يستخدمها الآخرين أو تلك التي يتجنبونها، مشيرة إلى أن فهم أسلوب ترامب يقود إلى فك شفرته والتعرف على الكثير من الأمور غير الواضحة في شخصيته.
وفي افتتاحيتها قالت الصحيفة: "وفقًا لرؤية ترامب فإن عدم استخدام هيلاري كلينتون لعبارة "الإسلام المتطرف" بصورة كافية يٌثبت عدم قدرتها على التعامل مع التهديدات الإرهابية"، مشيرة إلى أنه كلام وصفه باراك أوباما - الرئيس الأمريكي - بأنه بلا معنى في خطابه، الثلاثاء، الذي أشار فيه إلى أن استخدام عبارة بعينها هي مسألة رهن النقاشات السياسية وليست استراتيجية يمكن تبنيها لمحاربة الإرهاب.
استراتيجية ترامب
بالنسبة لترامب، فإن تلك العبارة - الإسلام المتطرف - تمثل استراتيجية للدعاية القذرة وفن خبيث يتميز به -وفقا للصحيفة- ولذلك قرر أن يٌهاجم الرئيس أوباما ويعتبره متسامحًا مع الإرهابيين ملمحًا إلى أن أوباما مسلمٌ في السر، لكنه عندما سئل عن مقصده من التعليق قال إنه سيترك الناس يقررون بأنفسهم.
وقالت الصحيفة إنه أمر لا يصدق، أن نرى مرشح لرئاسة أمريكا ويمكن أن يكون قائدها يطالب الناس باكتشاف أمر بأنفسهم وقراءة مقاصده من بين سطور كلماته التي يتحدث بها في المقابلات الصحفية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه أصبح من المهم التعرف على ما قاله ترامب وكلينتون عقب مذبحة أورلاندو.
هيلاري كلينتون
قالت كلينتون في رسالة وجهتها لأسر ضحايا المذبحة: "يجب عليكم أن تعلموا أن هناك ملايين الناس يقفون إلى جوراكم ويدعمونكم".
ترامب
كان تعليقه مدهش بصورة كافية إذ قال: "الأمة الأمريكية تقف معًا للتضامن مع أعضاء أورلاندو من مجتمع الشواذ والمتحولين والمثليين".
ولفتت الصحيفة إلى أن كلينتون تدعم حق الشواذ والمثليين والمتحولين جنسيًا وتدعم حقهم في الزواج من بعضهم البعض، في حين قال ترامب أنه سيعين قاضيًا لعكس القواعد بصورة تسمح لهم بالزواج، مشيرة إلى أنه جيد في الحديث عن حقوق هذا المجتمع بينما يتجاهل حقوق الشعب الأمريكي بأكمله - بحسب الصحيفة.
ترخيص الأسلحة
تحدث كل من ترامب وكلينتون عن الأسلحة وقالت كلينتون إنها تدعم حظر بيع الأسلحة لمن هم على قائمة المراقبة وأن أسلحة الحرب مثل التي استخدمت في هجوم أورلاندو لن يكون لها مكان في شوارع أمريكا.
ولم تذكر كلينتون الحقيقة البسيطة التي تقول إن حظر الأسلحة الآن يعني أنه هناك الكثير منها الذي مازال يتداول بين الناس وسيستمر كذلك، وهي الحقيقة التي لم تتحدث عنها كلينتون ولا أي من السياسيين.
وقالت الصحيفة إن ترامب يبدو أنه لا يريد فعل شيء أمام كارثة انتشار الأسلحة في أمريكا، فرغم أن كلينتون عرضت الكثير من الأمور للنقاش حول محاربة الإرهاب لم يقدم ترامب سوى التخوفات من تهديداته إضافة إلى دعواته المتواصلة لحظر المسلمين في أمريكا.
ماذا سيفعل بالمسلمين؟
تساءلت الصحيفة: "ماذا سيفعل ترامب، الذي لا يبدي انزعاج بالحديث عن حظر المسلمين، بالمسلمين الأمريكيين؟.. هل سيحاصرهم في أماكنهم أم سيجمعهم ويرسهلم إلى الخارج؟ كما تحدث عن رؤيته في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في أمريكا.
إبادة جماعية
لنكن واضحين.. هكذا قالت الصحيفة في حديثها عن واقعية تنفيذ استراتيجية دونالد ترامب مع المسلمين، مشيرة إلى أن الأمر ليس مجرد تعصب أعمى وفعل لا يستند إلى واقع لأن ضبط أعداد هائلة من الناس وإجبارهم على فعل بعينه كان إحدى أدوات الإبادة الجماعية التي شهدها التاريخ، مثلما حدث مع الأرمن بداية القرن العشرين، وما قامت به أمريكا مع السكان الأصليين وما فعله ستالين بقتل ملايين من شعبه.
وأضافت الصحيفة: "من الممكن أن يكون ترامب شخص لا يعنيه التاريخ، وأن فكره يقتصر على البحث عن أصوات الناخبين وطرق الحصول عليها للوصول إلى البيت الأبيض، عن طريق التخويف من مستقبل يكون المسلمون متواجدون فيه أو تعصب ضدهم يحشد الناخب في صفوفه، وهو ما يعتمد عليه قادة الحزب الجمهوري ليعبروا به إلى مقاصدهم الانتخابية".
فيديو قد يعجبك: