إعلان

من ميانمار.. ممنوع دخول المسلمين

09:10 ص الثلاثاء 24 مايو 2016

كتبت - أماني بهجت:

على مدخل قرية تبدو صغيرة كانت اللافتة الصفراء تخطف الأنظار حيث كُتب عليها: "غير مسموح ببقاء المسلمين هنا أثناء الليل، ولا بتأجير المنازل ولا الزواج منهم".

لافتة قد تبدو صادمة في سياق ميانمار التي تخلصت منذ وقت ليس بالكثير من الحكم العسكري وانتقلت إلى حكم ديمقراطي وليد –على الرغم من سيطرة الجيش على أغلب المؤسسات-.

اللافتة التي كتبت عنها صحيفة الجارديان البريطانية هذا التقرير كانت قد عُلقت على مدخل إقليم يسمى بـ"دلتا إيراوادي"، وتكشف هذه اللافتة عن الصراع المشتعل بين الأغلبية البوذية في ميانمار التي تضطهد المسلمين وبين المسلمين المغلوبين على أمرهم.

ووفقًا للتقرير المنشور على الموقع الإليكتروني للصحيفة فتتسم هذه المنطقة بنزعة انفصالية وتسيطر العنصرية على سكانها.

ومنذ مارس الماضي وعدوى اللافتات التي تحذر من التعامل مع المسلمين تنتشر بين القرى المجاورة كالنار في الهشيم، وتمثل هذه المناطق التي تنطق بالعنصرية وكأنها بؤر استيطانية للبوذيين وذلك على حد تعبير التقرير.

وكما أشار التقرير إلى التجرية الديمقراطية الوليدة في ميانمار إلا إن ذلك كله مهدد تحت العنصرية الشديدة المسيطرة على الأجواء، فعلى الرغم من تولي مستشارة من المعارضة للحكم في البلاد إلا إنها قد خضعت لضغوط اللوبي البوذي الذي أقام تظاهرات عديدة أمام السفارة الأمريكية لمنعهم من استخدام مصطلح "مسلمو الروهينجا"، لما يحمله هذا المصطلح –وفقًا لهم- من الإحساس بأن الروهينجا مواطنيين مثلهم، فهم ينظرون للمسلمين من الروهينجا النازحين في مخيمات النزوح الداخلي إنهم "مهاجرين غير شرعيين" جاءوا من بنجلاديش.

الأمر الذي أجبر رئيسة المعارضة التي تتولى حكم البلاد بمطالبة الدبلوماسيين بالتوقف عن استخدام المصطلح الذي أثار غضب الجيتو البوذي.

ويتعرض التقرير لقصتين، إحداهما لراهب بوذي يحكي عن تخوفاته من المسلمين ودفاعه عن النهج المستخدم من قبل البوذيين ضدهم، قائلًا إن المسلمين يهاجرون إلى المكان وهم مثل الأشباح، يسكنون بلادنا ويسيطروا عليها ولديهم دائمًا العديد من المشاكل مع معتقداتنا فهم لا يحرمون لحم الخنزير ونحن نأكله، وهم يرفضون وجودنا كما نرفض نحن وجودهم.

ثم يتطرق إلى قصة أخرى لسائق تاكسي مسلم –رفض إظهار صورته خوفًا من اشعال احتكاكات ولتجنب المشاكل- كان قد تعرض لاعتداء بدني على يد مجموعة من المتطرفين خارج أحد المعابد والتي كانت ساحته بمثابه سوق للباعة المسلمين الذين تم طردهم منه قبل فترة.

ويحكي سائق التاكسي المسلم عن معاناته حيث يشكو عدم شعوره بالأمانن وإن لحيته الصغيرة أصبحت مصدر تهديد دائم له، ففي المرة التي تعرض لإعتداء فيها كان بسبب لحيته الصغيرة حيث تجمع مجموعة من البوذيين وأبرحوه ضربًا بالعصا الحديدية حتى أصبح وجهه مضجرًا بالدماء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان