إعلان

ديفيد اجناشيوس: عرض القوة الأمريكية ضد الدولة الإسلامية

04:08 م الأحد 22 مايو 2016

كتبت - سارة عرفة:

خلف شاشات الكمبيوتر المتداخلة في غرفة ادارة عمليات الحرب ضد داعش يجلس الجنرال بيل مولين ليوضح الوقف المتشابك للهجوم الذي أدى إلى تراجع المتطرفين هذا الأسبوع من مدينة الرطبة الاستراتيجية في الجزء الغربي من محافظة الأنبار العراقية.

يوضح الكاتب الأمريكي ديفيد اجناشيوس في مقالة بصحيفة واشنطن بوست كيف أن الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتي بدأت منذ 18 شهرا أظهرت ملامح المعركة، خاصة بعدما نجحت طائرة بدون طيار أمريكية في تصفية شاكر وهيب زعيم التنظيم في الأنبار.

فقبل يومين من عملية التصفية أسقطت الولايات المتحدة قنبلتين ضخمتين في بعض المواقع الأساسية للتنظيم وأضرمت النيران حول المدينة.

وبعدها بدأ الهجوم من قوات التحالف التابعة للجيش العراقي والمئات من المقاتلين التي تم توظيفهم من قبل القبائل، والذين تلقوا تدريباتهم على يد القوات الخاصة الأمريكية، لكن عندما اشتد الهجوم ظل 30 عضوا من الدولة الاسلامية يحاربون بينها هرب البقية – بحسب مولن.

ولفت اجناشيوس إلى أن مولن كان يدير الحرب من غرفة العمليات بعيدا عن ساحة الأحداث لمدة قاربت العام الواحد، وأنه صرح بعد عودته أن العديد من الأحداث المؤسفة لحقت بالجيش العراقي بسبب الخسائر المتلاحقة في الموصل والرمادي، لكن مع استعادة الرمادي العام المنصرم، استعاد الجيش القليل من ثقتهم بأنفسهم.

وأضاف الكاتب أن العراق دولة الاضطرابات والانقسامات، مع وجود كراهية عرقية مريرة وحكومة مركزية أوشكت على الانهيار، وحتى أن الحملات العسكرية ترتكز على اهتزازات سياسية، وان ذلك ظهر جليا في الهشاشة الموجودة بالمنطقة الخضراء في هجمات الجمعة الماضية بعد مظاهرات الشعب العراقي المناهضة لفساد حكومتهم.

ويشير الكاتب إلى تصريحات الجنرال جوزيف فوتل والذي تم تعيينه مؤخرا كقائد للقوات الأمريكية المركزية، أن الجيش العراقي أفضل الأن، لكن مازال هناك الكثير ليقوموا به"، أما عن تصريحات شين ماكفرلند والذي تولى قياد القوات الأمريكية في العراق وسوريا "يجب ان نأخذ بأيدي الجيش العراقي، فوضعهم الأن أفضل بكثير من الأعداء، وهذا هو المعيار".

ويرى اجناشيوس أن فوتل وماكفلرند يحاولان تصعيد الحملة التي تبدو أنها تغرق، فهما منفتحان أكثر لوسائل الإعلام، ويعملان معا بشكل أكثر جدية لدمج عناصر الائتلاف الأمريكي، فهدفهم هو الضغط على الدولة الإسلامية في عدة جبهات في نفس الوقت، والاستعداد لهجمات على الموصل والفلوجة ومعاقل أخرى.

والتطور الأكثر أهمية هو تعبئة العشائر السنية في الأنبار، منذ بدأ تنظيم الدولة الإسلامية يفقد قبضته في الرمادي في أكتوبر الماضي، بحسب الكاتب، الذي يضيف أن المليشيات السنية في الأنبار التي تدفع الحكومة رواتبها زادت هذا العام من 6 آلاف إلى 9500 وتستكمل الآن من قبل قوة إضافية من 6 آلاف مقاتل من "درع القبائل" الذين لا يتلقون رواتب لكنهم يحصلون على أسلحة ووسائل للقتال. كما أن 9 آلاف من رجال العشائر في الأنبار تبرعوا بشكل غير رسمي.

يقول اجناشيوس إنه إذا عمل شيوخ سنة اخرون مع الولايات المتحدة (وحكومة عراقية يحتقرونها)، لسبب ساخر: يعتقون أن الجانب الأمريكي يفوز. وأشار إلى القادة الأمريكيين سموا سبعة عشائر سنية تساهم الآن بمقاتلين ضد الدولة الإسلامية.

ما يثير الفضول – بسحب الكاتب – هو أن بعض هذه العشائر قالوا إن الأمر منقسم، حيث هناك جزءا يدعم الدولة الإسلامية واخرون انشقوا.

ويقول إن الاستراتيجية الأمريكية هي التعامل مع ما تسمى بالخلافة على أنها دولة ضعيفة – وتقلب الطاولة في إطار تصعيد تمرد ضد التنظيم من الداخل.

ولا تزال قوة الجيش الأمريكي مسيطرة، حتى بعد اختبارات خلال العقد الماضي، والحملة البازغة بالتأكيد سوف تعجز من تنظيم الدولة الإسلامية بشكل تدريجي. المشكلة، كما يقرها كل القادة هنا تقريبا، هي أن الجيش الأمريكي قد لا يتمكن من جعل العراق يعمل كدولة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان