إعلان

جهادي أردني يروى تفاصيل حياته في داعش

06:27 م الثلاثاء 26 أبريل 2016

داعش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أجرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية حوارا مع مواطن أردني، ذهب للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قبل أن يعود مرة أخى لوطنه، ونشرته في موقعها الإلكتروني بعنوان "حياتي في الجحيم- جهادي سابق يروي تفاصيل حياته في داعش لأربعة أشهر، ورحلة هروبه بعد مشاهدة مقطع فيديو لحرق طيار حيا".

رحلة الوصول

في صباح يوم أحد، منتصف شهر يناير العام الماضي، وقف رجل يرتدي سترة سوداء بمفرده على الحدود التركية كي يعبر الحدود ويصل إلى سوريا، استطاع ذلك الرجل الوصول إلى الجانب الاخر، يجب عليه دفع 75 ليرة تركية إلى الحراس، وأشاروا إلى ثقب في السياج ولم يكن يبعد عن البوابة الرئيسية كثيرا، وبعد دفعه للمال، كان يبعد بحوالي عشرة أمتار عن جهته، وهناك سأل أحد الموجودين "أين أجد تنظيم داعش؟".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن ذلك الرجل أردني، يدعى أبو علي، ويبلغ من العمر 38 سنة، إلا أنه يملك اسم اخر، ولديه حياة أخرى تماما، ولكن كغيره من المهاجرين الذين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية، رغب في أن يترك كل شيء خلفه، وأن يولد من جديد.

بعد حوالي ساعة أو اثنتين ظهرت سيارة، يقودها أحد مقاتلي التنظيم، كان في انتظار أبو علي كي يوصله إلى منزله، المنزل كان بناية ضخمة بها حديقة خارجية، وكان هناك عشرات الوافدين الجدد الذين يحاولون التأقلم على الوضع.

"كان الأمر أشبه بالمطار"، يقول أبو علي للصحفي الذي أجرى معه الحوار، رأى هناك أمريكان، وانجليز، وفرنسيين، وأشخاص من دول أخرى، لم يكن هناك سوى مواطن سوري واحد، وبقى برفقتهم خمسة أيام.

نام أبو علي على فراش وتحدث لفترة طويل مع المهاجرين الاخرين الذين يتحدثون الانجليزية مثله، حتى جاء أحد قادة داعش وأخبروهم إنهم يحققون في تاريخهم.

يقول أبو علي إنه كان هناك دجاج في حديقة المنزل، ألا أن الأمير أصر ألا يذبحهم سوى الامريكان و الاوربيين، وعلى ما يبدو أن ذلك كان نوعا من التدريب على القتال.

التعليم والتدريبات

خلال الاسبوعين الاخرين، كان أبو علي وزملائه يستيقظون قبل اذان الفجر، ثم يقوموا بالصلاة، ويقضوا حوالي نصف ساعة في الجري، ثم تبدأ أول دروس الشريعة مع طلوع الشمس، وكانت الدروس محددة واساسية، يركز أغلبها على الفرق بين المسلمين وغير المسلمين.

وفي أحد الأيام، كان الرجال يجلسون كالعادة في انتظار بداية الدرس، إلا أن أميرهم المسئول عن التدريب، وكان رجل سوري أصلع ذو بشرة شاحبة كان في السابق مدرس تاريخ في حمص، أخبرهم بأن اليوم سيكون مختلف، وعرض على شاشة كبيرة مقطع فيديو لرجل عربي يرتدي بذلة برتقالية اللون، تم حرقه حيا داخل قفص، وعلموا أنه الطيار الأردني معاز الكساسبة، ووقف المعلم يشرح لهم أن ذلك الرجل تلقى هذا العقاب لأنه ألقى قنابل على المسلمين، وجلس الرجال يسمعون في صمت، ثم لاحظ أن كافة الأنظار تتجه نحوه، لأنه كان الأردني الوحيد الموجود في المكان، ولكنه لم يقل أي شيء، ولكن الفزع الذي اصابه من مشاهدة الفيديو كان واضحا على وجه.

وعلى ما يبدو أن ما حدث كان اختبار للولاء، لذلك حاول أبو على الحفاظ على هدوئه، ولكنه أصابه الفزع لأنه علم أن الدين الإسلامي يحرم قتل أي نفس، ولكنه تفاجئ بحارسين يخرجانه من الكهف، وبعد لحظات لحقهم الأمير، وسأله عن سبب ذلك الفزع، فأجابه بأنه لا يحب تحديق الأشخاص به، فاقتنع الأمير وتركه بدون عقاب.

الشك والصدمة

يقول أبو علي إنه منذ تلك اللحظة، التي شاهد فيها مقطع فيديو قتل معاذ الكساسبة، اصابة الشك في كل شيء تقوم به داعش، ورغب في العودة إلى الماضي، أن يعود لوظيفته السابقة وإلى عمله السابق، وأن يجعل من نفسه مسلم أفضل، لأنه في حياته السابقة كان يتردد كثيرا على الحانات والحفلات، وكان يدخن، لذلك لم يكن قادرا على الجري أو الحركة بسرعة، فأخبر الجميع أنه يرغب في أن يكون في الإدارة، وليس في ساحات القتال.

وبعد انتهاء التدريب، انتقل أبو علي مع عشرات المقاتلين إلى مكان آخر، وهناك علم أنهم سيذهبون إلى القتال في العراق، فطلب من قائده أن يتولى أعمال إدارية في الرقة، ولكنه رفض وأخبره بأن عدم إطاعة الأوامر قد تسبب في قتله.

عندما وصل أبو عليى إلى "جرمة" - مدينة صغيرة بالقرب من بغداد - عمل على نقل المصابين من ساحة المعركة إلى مكان أمن، يقول "كنا نشعر بالرصاص حولنا، نشم رائحته، ونسمع صوته، كان أمرا مرعبا".

وبعد ثلاثة أيام ذهب أبو على وصديقه أبو حسن إلى قائدهم وأخبروه بأنهم لا يرغبون في القتال، فهم يتركون رجال قتلى ومصابين ورائهم، مؤكدا أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يجبر الرجال على القتال بدون ارادتهم، فأمر القائد بنقلهم إلى سوريا، وهناك ذهبا إلى استاد كبير، وقال لهم أحد القادة أنهم لا يمكن أن يقولوا إنهم لا يرغبون في القتال بعد الآن، ولكنهم سيقاتلون في سوريا، ومنحهم بذلك فرصة جديدة.

الهروب

بعد أيام وجد أبو على نفسه في منزل بمفرده، وعندما فتح هاتفه الخلوي، وجد رسالة من زوجته تقول له فيها إنها ما زالت ترغب في العيش معه، فأصيب بصدمة عاطفية، ويقول "شعرت في هذه اللحظة إني اكرههم جميعا، وأني اقترفت خطأ كبيرا"، وتذكر أن هناك أحد القادة الذي استطاع الهرب من التنظيم إلى تركيا، فأرسل إليه رسالة، ورد عليه الأخر بأنه يجب أن يذهب إلى الرقة، ويحاول الهرب في المساء.

ركب أبو علي سيارة برفقة مدنيين، ووصل إلى تل أبيض في المساء، وهناك دخل في مقهى انترنت وانتظر رسالة أخرى لحوالي ساعتين، ففقد الامل، حتى جاء رجلين يركبان درجات نارية، وصاح به أحدهم من الخارج يعلمه بأن الطعام جاء، اعتذر له عن التأخير، فذهب إليهما، وقضى ليلة بدون نوم بجانب أحد المنازل المهجورة، وفي الصباح أوصله الرجلان إلى منطقة بعيدة على الحدود، فزحت حتى وصل إلى منطقة آمنة، لينتهي الأمر في 25 مايو 2015، أي بعد أربعة أشهر من تواجده في داعش.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان