واشنطن بوست: تيران وصنافير تكشفان العلاقة السرية بين السعودية وإسرائيل
كتبت- هدى الشيمي:
أثار إعلان الحكومة عن تنازلها عن جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين على البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية، غضب المصريين هذا الأسبوع، ولكن في إسرائيل ألقى هذا التنازل بالضوء على التعاملات السرية بين السعودية واسرائيل.
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى عدم وجود أي علاقات سابقة بين البلدين، إلا أن هناك تلميحات بالتعاون، أو على الأقل حوار استراتيجيا حول قضايا معينة، من بينها النفوذ الإيراني في المنطقة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين بحثوا كثيرا في تأثير حصول السعودية على السيطرة على الجزيرتين، وأشاروا إلى انهما واقعتان عند مدخل خليج العقبة، الذي يعد طريق مهم لمرور السفن للإسرائيليين، والاردنيين، بالإضافة إلى إعلان وزير الدفاع موشيه يعلون للصحفيين الاسرائيليين إنه تسلم وثائق رسمية تفيد بأن السعودية ستسمح بحرية المسافرين والسياح الاسرائيليين في هذه المنطقة.
كما لفت يعلون إلى أنه تم استشارة اسرائيل قبل إتمام عملية التنازل عن الجزر، والتي على ما يبدو أن مصر قدمتها للرياض كمكافأة لها، بعد تقديمها لمساعدات مالية كبيرة.
تقول الصحيفة إن يعلون أشار في تصريحات لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن عملية التنازل عن الجزيرة احتاجت موافقة اسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، وقوات حفظ السلام الدولي، حيث قال "توصلنا للاتفاق بينا نحن الأربعة، السعودية، ومصر، واسرائيل، وأمريكا، لنقل مسئولية الجزيرتين، ولكن في حالة حرية الملاحة عبر مضائق تيران الموثقة في اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر".
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوسائل الإعلام المصرية، عدم وجود أي علاقات مباشرة مع اسرائيل، ومع ذلك، أشار إلى احترامه للاتفاقيات السابقة بين مصر والمجتمع الدولي.
علق يعقوب عميدرور، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الاسرائيلي لرادي الجيش الاسرائيلي، أن مشاركة إسرائيل في الاتفاق المصري السعودي، بشأن جزيرتي تيران وصنافير لم يكن أمرا عاديا.
وتابع قوله "لا يوجد شك في أن العلاقة بين مصر وإسرائيل في أعلى مستوياتها، ومن الواضح أن السعودية لديها أيضا العديد من المصالح التي تربطها بإسرائيل، وأود أيضا أن أضيف الأردن إلى المعادلة، فأنا اعتقد أن هناك مصالح مشتركة كبيرة هما، والتي تشكل أسس جيدة لعلاقات مختلفة".
ويرى الصحفي يوسي ميلمان، الذي كتب مقاله في صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن الموافقة التي أعطتها اسرائيل لمصر من أجل التنازل عن الجزيرتين للسعودية، ليست سوى واحدة من المحادثات السرية الكثيرة التي تحدث ولا يعلم أحد عنها شيء".
وأضاف "العلاقات بين مصر واسرائيل زادت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، وسيساعد ذلك كل منهما على محاربة فرع تنظيم داعش في جنوب سيناء".
أما عن العلاقات بين اسرائيل والسعودية، فيقول ميلمان، إنه من الواضح وجود علاقات اقتصادية غير مباشرة بينهم، حيث أن المنتجات والتكنولوجيا الاسرائيلية في طريقها للسعودية، وهناك محادث بين مسئولين كبار في كلا الجانبين.
بحسب موشيه ماعوز، استاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس، فإن اسرائيل ترغب في تكوين علاقات بين تلك البلاد، ولكن ما لم يتم حل الأزمة الفلسطينية، أو بذل جهد لحل الأزمة، من أجل عمليات السلام، فسوف يكون هناك حاجز بينهم، وأرجع ذلك إلى أن جميع الدول العربية والاسلامية لديها حساسية كبيرة تجاه القضية الفلسطينية.
فيديو قد يعجبك: