إعلان

كيف تتعامل الدول مع الجواسيس بعد اكتشافهم؟

11:44 م السبت 31 ديسمبر 2016

حرب الجواسيس بين واشنطن وموسكو

كتب - علاء المطيري: 

تجند الدول جواسيس في دول أخرى؛ بعضهم يعمل في الخفاء وآخرون معتمدين كممثلين لبلادهم ضمن بعثات دبلوماسية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي أشارت أن أصعب ما تواجهه الدول هو كيف تتعامل مع الجواسيس بعد اكتشافهم، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا مثالان بارزان لحرب الجواسيس بين الدول في العصر الحديث.

فخلال 70 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ملأت روسيا سفارتها وقنصلياتها في الولايات المتحدة بعملاء الاستخبارات، وكذلك كانت تفعل واشنطن مع بعثاتها الدبلوماسية في روسيا. وكانت مهام الجواسيس في كلا الدولتين هي سرقة أكثر الأسرار أهمية من الدولة الأخرى للحصول على ميزة السبق في أي صراع محتمل بينهما، تقول الصحيفة في تقرير لها، أمس الجمعة.

جواسيس معتمدون

وذكرت الصحيفة أن مهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" في الولايات المتحدة هي التعرف على الجواسيس المتواجدين في البعثات الدبلوماسية وتعقبهم فيما يوصف بأنه "لعبة القط والفأر" وذات الشيء يحدث في روسيا، لكنه من النادر أن تقدم الولايات المتحدة أو روسيا على كشف هؤلاء الجواسيس أو طرد دبلوماسيين بصورة علنية كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكية الحالي، باراك أوباما، الخميس، مشيرة إلى أن تلك الأمور تخضع لحسابات بالغة الحساسية قبل اتخاذ مثل تلك القرارات.

وفي بعض الأحيان يقرر الرئيس الأمريكي طرد بعض الروس إذا أدت عمليات التجسس التي يقومون بها إلى إلحاق ضرر حقيقي بالولايات المتحدة، وفي حالات أخرى يكون القرار بمثابة طلقة تحذيرية في وجه موسكو، أو يكون طرد الدبلوماسيين أشبه بتحريك بيدق على رقعة الشطرنج، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أن القرار يكون له تأثير قصير الأمد على عمل الاستخبارات الروسية داخل الولايات المتحدة، وفقًا لكيفين فافيريو، مسؤول سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد قرار أوباما طرد 35 شخص من الدبلوماسيين الروس وعائلاتهم.

وتابع فافيريو: "لكن لعبة الجواسيس ستستمر لأن ضباط الاستخبارات يتم استبدالهم دائمًا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل أسبوع من إعلان طرد الدبلوماسيين الروس طلب البيت الأبيض من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات الاستخبارات الأمريكية قائمة بأسماء الشخصيات الروسية التي ربما تقوم بعمليات تجسسية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أوباما اتخذ القرار استجابة للحملة المزعومة التي تقول بأن قراصنة روس شاركوا في الهجوم على النظام الانتخابي الأمريكي إضافة إلى المضايقات التي تعرض لها الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا.

الاستهداف 

ولم يكن استهداف الدبلوماسيين الروس في واشنطن وسان فرانسيسكو تحركًا مفاجئًا وفقًا لجيفري هارب، ضابط سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أوضح أن الروس كانوا يقومون بعمليات تجسس مكثفة في عام 2015 قبل خروجه من الخدمة، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن منطقة خليج سان فرنسيسكو يوجد بها العديد من المنشآت العسكرية.

وذكر "هارب" أن منطقة خليج سان فرانسيسكو كانت بمثابة وكرًا للجواسيس الروس، مشيرًا إلى أن قرابة 10 من الدبلوماسيين الروس أجبروا على العودة إلى بلادهم عند هبوطهم في الولايات المتحدة، اليوم السبت.

الحرب الباردة

ولفتت الصحيفة إلى أنه أثناء الحرب الباردة كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يستثني بعض الجواسيس الروس الذين يتم اكتشافهم من قائمة الطرد من البلاد بصورة تجعل موسكو تشك في كونهم أصبحوا عملاء مزدوجين استطاعت أمريكا تجنيدهم للعمل لصالحها.

وذكرت الصحيفة أنه في حقبة الحرب الباردة كانت عدد الجواسيس الروس في أمريكا إلى عدد الجواسيس الأمريكيين في روسيا بنسبة 10 - 1، مشيرة إلى أن إقدام موسكو على طرد أي من عملاء أمريكا فيها كان يؤثر على قدرة أمريكا على الحصول على معلومات استخباراتية بصورة كبيرة.

لكن هذا الاستراتيجية تغيرت عام 1986 عندما شعر الرئيس الأمريكي رونالد ريجان بالغضب من حصول روسيا على أسرار أمريكية هامة وقرر طرد 80 دبلوماسي روسي، وهو القرار الذي ردت عليه روسيا بطرد عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين.

طرد-الدبلوماسيين-الروس-من-أمريكا-عام-1986

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان