الجارديان: خطاب ترامب المعادي للإسلام قد يتسبب بأزمات نفسية للمسلمين
كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول المعاناة التي يواجهها المسلمون في أمريكا بعد فوز دونالد ترامب، وجمعت الصحيفة في التقرير المنشور على موقعها الإليكتروني شهادات لمسلمين أمريكيين تعرضوا لحوادث تمييز وعنف بعد فوز ترامب.
وكانت سارة ظفار تقف بسيارتها منتظرة أن يتغير لون الإشارة للأخضر في مدينة "هونتيتنجون بيتش" والتي تقع في ولاية كاليفورنيا، عندما اقترب رجل بسيارته وحاول لفت انتباهها طالبًا منها الانتظار، لم تلتفت سارة لنداء الرجل وهي تحاول إقناع نفسها بأن كل شئ سيكون على ما يرام، حتى عاد الرجل مرة أخرى للحديث مع سارة طالبًا منها رقم هاتفها وأخبرها "تبدين جميلة، ما رأيك أن تعطيني رقم هاتفك حتى أرسلك خارج هذه البلاد؟". واستمرت ظفار في تجاهله.
وكان ذلك يوم الخميس ظهرًا، يومين فقط بعد إعلان نتائج الانتخابات. وللمفارقة فقد كانت سارة عائدة من محاضرة عن التنوع الثقافي والتي تحدثوا فيها عن الطرق الفعالة لدمج الأقليات في النظام التعليمي، تقول سارة البالغة من العمر 29 عامًا والتي تدرس علم النفس أنها كانت ترتدي ملابس شديدة العادية والتي ترتديها الفتيات في الولايات المتحدة يوميًا غير أن لون بشرتها المائلة للبنية هي ما تميزها.
تقول ظفار أن الرجل وقبل أن تنطلق مسرعة بسيارتها قد أشهر سلاحًا بوجهها لم تميز سارة ماذا كان آلة حادة أم مسدس، فقط شئ براق ولامع، وما إن تحولت الإشارة إلى اللون الأخضر حتى فرت مسرعة بسيارتها مترقبة خيفة أن يكون الرجل الأبيض يتتبعها. ذهبت ظفار فيما بعد إلى الشرطة لتقديم بلاغ بما حدث، لم تتعرض فيما قبل لمثل هذا الموقف، ولكنها كلما تذكرت ما حدث شعرت بالخوف وتقول إن ما حدث قد زرع إحساسًا بعدم الأمان بداخلها.
طيلة فترة حملته الانتخابية استخدم دونالد ترامب خطابًا عدوانيًا فحواه التحريض الكراهية وتهميش الأقليات مما جعل التوتر يسود على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
عقب فوزه بالانتخابات؛ أكد ترامب على سياساته التي تستهدف المسلمين وعلى رأسها رفض اللاجئين المسلمين. وبحسب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فمنذ اليوم الأول للانتخابات وقعت أكثر من 100 حالة اعتداء استهدفت مسلمين. في ولاية نيويورك على سبيل المثال أجبرت حوادث الاعتداء المتكررة حاكم الولاية على تشكيل وحدات خاصة من الشرطة لردع حوادث الكراهية.
وكانت أبحاث عديدة أُجريت طيلة السنوات الماضية أظهرت أن الاعتداءات وحوادث التمييز تؤثر على الصحة الذهنية والجسدية للفرد، وهذا ما قد يحدث للمسلمين إبان فوز ترامب.
وهذا ما أثبتته دارسات أُجريت على المسلمين في محيط ديترويت حيث وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فعلى سبيل المثال اللاجئين العراقيين أصيبوا بمشاكل في الجهاز التنفسي والهضمي وعدم استقرار ضغط الدم جراء ما شهدوه من حوادث الإسلاموفوبيا.
وأوضح عدة خبراء تحدثوا للجارديان إنه إذا ما استمر ترامب في استهداف المسلمين فذلك سيؤدي إلى مزيد من الضغوطات التي تؤدي إلى الأمراض النفسية والجسدية؟
ويأتي الذكر أيضًا إلى الرعاية الصحية التي يقول التقرير إنها إذا قام ترامب بتنفيذ وعوده وألغاها فإن ذلك يُعمق من المشاكل التي ستواجه المسلمين إذ أن هذه المنظومة أتاحت لملايين التمتع بخدمات صحية حتى وإن لم يكن لديهم تأمين صحي.
فيديو قد يعجبك: