إعلان

هل تسحب حلب بساط "التعاطف العالمي" من الموصل؟

06:34 م الإثنين 19 ديسمبر 2016

الوضع فى حلب

كتبت - رنا أسامة وهدى الشيمي:

بعد شهرين، من حسم معركة تحرير الموصل العراقية من أيدي ما يُسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لم تتحرك الخطوط الأمامية لأسابيع، وخسرت القوات العراقية الكثير، ويخشى القادة العسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية من عدم قدرة الحكومة على فرض الاستقرار، خاصة مع استهداف قناصي داعش للمدنيين، وقيامهم بالتفجيرات الانتحارية.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن العالم بأكمله يتابع ما يحدث في حلب في قلق وترقب، في نفس الوقت الذي يعيش فيه سكان الموصل مأساة مختلفة، إذ أن حوالي مليون شخص محتجزين داخل المدينة، نفذ منهم الطعام، والماء النظيف، فضلا عن تعامل مقاتلي داعش بقسوة معهم.

"أصبح مقاتلي داعش كالكلاب المسعورة" يقول أبو نور أحد سكان غرب الموصل، مشيرا إلى أن كل أعضاء التنظيم لديه صلاحية إعدام أي شخص في أي لحظة، فأصبحت حياتهم عبارة عن سلسلة من الخوف والقلق.

وتشير الصحيفة إلى أن استمرار الحرب سيتسبب في تفاقم الأوضاع، لتصبح الموصل أول قضية أمن قومي تواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عندما يتولى منصبه رسميا الشهر المقبل.

يرى مسؤولون أمريكيون، وقادة في الشرق الأوسط، أن معركة الموصل نجحت، ولكن نتائجها لن تُرى إلا ببطء، وتوقعوا أن تسقط المدينة بأكملها في أيدي القوات بعد شهرين أو أربعة أشهر.

وأشار بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس باراك أوباما في التحالف الدولي للقضاء على داعش، في مؤتمر صحفي عُقد بالبيت الأبيض، إن المعارك السابقة ضد التنظيم مثل الفلوجة في العراق، أو الرمادي، أو كوباني في سوريا، تستغرق أشهر، وفي نهاية المطاف تنفذ امدادات داعش، ويُصاب المقاتلين بالإنهاك.

ويتابع : "في نهاية المطاف يصلون إلى نقطة الذروة، ولم يستطيعوا الحصول على إمدادات جديدة، حتى أنهم استنفذوا كل الانتحاريين".
لم تُفصِح الحكومة العراقية عن حجم الخسائر العسكريّة، فيما تُشير تقارير أوردتها جهات مسؤولة إلى أن الأرقام كبيرة بشكل فادِح. في الأول من ديسمبر الجاري، أفادت الأمم المتحدة بمقتل 1959 من أفراد قوات الأمن العراقية في نوفمبر. وقالت في بيان نشرته، بعد احتجاجات قام بها الجيش العراقي، إنه "لم يتم التحقّق من هويّات هؤلاء القتلى إلى حدّ كبير"، مُشيرة إلى أنها من المُمكن أن تمتنع عن الكشف عن الإحصاءات الخاصة بأعداد الضحايا الذين وقعوا بين صفوف الجيش.

حينما بدأت المعركة، أواسط أكتوبر الماضي، سرت كالنار في الهشيم إلى أنحاء متفرقة، في الوقت الذي قبضت فيه القوات سيطرتها على مناطق تخلو معظمها من المدنيين، كما كان يُسمح في البداية للصحفيين بالوصول إلى الجبهات الأمامية، لتغطية أحداث المعركة، وهو الأمر الذي بات غير مُمكن في الآونة الأخيرة، إذ أصبحت تغطية أخبار الموصل أمرا بالغ المشقة بعد حظر القادة على الصحفيين إمكانية الوصول إلى البؤر المُشتعلة.

تقول "نيويورك تايمز" إن تقويض الوصول إلى الجبهات الأماميّة لم يكن بهدف التحكّم في الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام حول الوضع في الموصل، بل أنه على الأرجح رد فِعل على الظهور الأخير للكاتب والفيلسوف الفرنسي اليهودي، بيرنارد هنري ليفي، في الموصل، من أجل إنتاج فيلم وثائقي يحكي أحداث المعركة، الأمر الذي أثار حالة واسعة، لا بسبب الفيلم وإنما بسبب "يهوديّته".

ظهور "ليفي" أثار، بحسب الصحيفة، غضبًا واسعًا في أنحاء العراق، دفع السُلطات في بغداد إلى انتزاع صلاحيّة الوصول من يدّ الصحفيين، خاصة وأن تواجده أثار تكهّنات بوجود علاقة بين الحكومة العراقيّة وإسرائيل، بحسب تصريحات أطلقها اللواء عبد الوهاب السعدي، قائد القوات الخاصة في الموصل، للصحيفة الأمريكيّة.

وأكّد "السعدي" أنه لم يكُن لديه أية فكرة حول هويّة "ليفي" وديانته عند وصوله الموصل. "في الواقع، لم نعرف مَن هذا الذي حضر لرؤيتنا."

فيما أشار إلى إمكانية استعادة الصحفيين صلاحية الوصول قريبًا. "سنعمل على حلّ تلك المشكلة"، على حدّ قول اللواء عبد الوهاب.

عدد الضحايا بين صفوف المدنيين آخِذٌ في الارتفاع، وكذلك بين صفوف الجيش. تقول الصحيفة إنه في بداية المعركة، وُزّعت ملايين المنشورات في أنحاء المدينة تطلب من المواطنين البقاء داخل منازلهم حماية لهم. مُعظمهم استجاب لتلك المنشورات، فيما لاذت البقيّة بالفرار- ووصل عددهم إلى ما يقرُب من 90 ألف شخص- فانتهى مصيرهم بخوض رحلات مروعة، انتهت بالقتل أو التعرّض للإصابة خلال عمليات تبادل لإطلاق النار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان