نيويورك تايمز: أرودغان يمضي بتركيا نحو السلطوية
كتبت – أماني بهجت:
خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية افتتاحيتها قبل يومين عن تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان والاجراءات التي يتخذها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي.
تقول نيويورك تايمز إن مسيرة أردوغان في طريقها نحو السلطوية الأمر الذي يثير القلق.
وأوضحت أن الانقلاب الفاشل بات ذريعة لخلق أعداء وهميين، فضلا عن ترويج أن أروغان هو الرجل الذي يصمد أمام هجوم خصومه الأجانب. بالإضافة إلى التذرع بالإهانات التاريخية المزعومة، إسكات وسائل الإعلام.
وقالت إن العالم شهد من قبل ما يجري في تركيا في بلدان أخرى، مشيرة إلى أن النمط الذي يتبعه أردوغان تمت تجربته من قبل ونجح.
السؤال الصعب هنا هو كيفية كسر هذا النمط؟ تتساءل نيويورك تايمز.
أشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية أغلقت مطلع الأسبوع الماضي 15 منصة إعلامية موالية للأكراد من ضمنها الصحيفة الوحيدة اليومية التي تصدر باللغة الكردية، إضافة إلى انضمام 10 آلاف من العامليين المدنيين إلى صفوف من تم فصلهم منذ محاولة الإنقلاب.
ويوم الاثنين، احتجز رئيس تحرير صحيفة جمهوريت، وهي واحدة من صحف المعارضة القليلة المتبقية في تركيا، وتم اعتقاله جنبًا إلى جنب مع ما لا يقل عن اثنى عشر مديرا تنفيذيا وصحفيا.
وقالت نيويورك تايمز "هكذا تمضي الأمور في تركيا."
ولفتت الصحيفة الأمريكية إن أكثر من 100 ألف شخص من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والمجتمع الأكاديمي ألقي القبض عليهم أو احتجزو أو فصلوا من أعمالهم بزعم دعم المحاولة الانقلابية.
كما تم إغلاق أكثر من 130 مؤسسة إعلامية من بينها 45 صحيفة بموجب قانون الطوارئ التي تم تمديدها حتى أواخر يناير المقبل.
وقالت الصحيفة إن "الأمر أصبح أشبه بمطاردة كل من قد يكون على صلة بفتح الله غولن"، رجل الدين الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.
الحنين إلى الماضي
وذكرت نيويورك تايمز إن الحملة التي تقودها الحكومة رافقها عدد كبير من الخُطب الاستفزازية التي تباكى فيها أردوغان على فقدان الأراضي العثمانية واقتراحه إعادة عقوبة الاعدام وزيادة قمع الأكراد وتوبيخ الولايات المتحدة وأوروبا.
ويطالب الرئيس التركي بدور قتالي في معركة الموصل من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن أي تدخل من قوات تركية يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات طائفية جديدة في العراق، وفقا للصحيفة.
وذكرت أن أرودغان لم يخف طموحه في النظام البرلماني في تركيا بنظام رئاسي من شأنه توسيع سلطاته كرئيس بصورة كبيرة وهو ما يحدث بالفعل. ولكن جزبه –العدالة والتنمية- أقل من 330 صوت إذ يحتاج تصويت 550 عضو من البرلمان لبدء التغيرات الدستورية.
وقالت نيويورك تايمز "لطالما كانت حلول أردوغان تأتي في سبيل تأجيج المظلمة والقومية والخوف".
قلق أمريكي أوروبي
وأوضحت الصحيفة أن القلق يسري في نفوس الولايات المتحدة وأوروبا بعد أن ضل أروغان طريقه الذي كان عليه عندما أصبح رئيسًا لوزراء تركيا لأول مرة في 2003 وأشيد به لبنائه نموذج ديمقراطية إسلامية.
وأشارت إلى أن تزال تركيا لا تزال حليفًا حاسمًا للناتو في منطقة مضطربة، ومستودع للأسلحة النووية الخاصة بالدول الحليفة، وطرف في صفقة الهجرة مع الاتحاد الأوروبي والتي ساعدت في خفض تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
كما لفتت إلى أنه لا يوجد طريقة سهلة أمام الغربي "لإبقاء أرودغان" في حظيرتهم، مع توضيح أن أفعاله لم تعد مقبولة. لكن هناك مثل تركي يقول"الصديق الحقيقي يخبرك الحقيقة المرة".
ويوم الثلاثاء الماضي، حذر نائب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بوضوح من أن الحملة التي يشنها الرئيس التركي من شأنها أن تهز مناخ الأعمال، وحث تركيا على "تعزيز ثقة الجمهور في حكم القانون وتقاليد تركيا فيما يخص حرية التعبير والتعددية".
وتساءلت نيويورك تايمز في نهاية افتتاحيتها: "هل يستمع أردوغان؟"
فيديو قد يعجبك: