إعلان

راما ياد.. المسلمة السمراء المٌقاتلة من أجل كرسي "الإليزيه" - (بروفايل)

08:12 م الجمعة 25 نوفمبر 2016

راما ياد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هشام مصطفى:

داخل أقصى مدينة إفريقية غربًا "داكار"، ولدت "رحمة الله ياد"، سُجلت يوم 13 ديسمبر 1976، لم تكن تعلم أنها يومًا ستُقاتل على كرسي الإليزيه، تلك الفتاة المُنحدرة لعائلة مسلمة عريقة، خاصة أن والدها أستاذ التاريخ والدبلوماسية كان بمثابة الذراع اليمنى للرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سنغور.

لم تكد تُكمل "رحمة الله" عامها الثامن، حتى ذهبت مع والديها صوب مدينة السحر "باريس"، درست في معهد الدراسات السياسية بباريس، ثم حصلت عام 1997 على الجنسية الفرنسية.

عملت "رحمة" أو "راما" -كما أطلقوا عليها بعد ذلك- في البرلمان الفرنسي، ثم كمديرة في مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2002، وعينت في لجنة الشؤون الاجتماعية مكلفة بملف التشغيل والتكوين المهني والخارج.

دخلت الاتحاد من أجل حركة شعبية في عام 2007 إلى أن عُيِّنت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان فى19 يونيو 2007.

تقلدت في المناصب حتى حصلت على لقب وزير الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان (نائبة وزيرة الخارجية) لفرنسا، وهي مسلمة ومتزوجة من اليهودي جوزيف زيميت وهو جزء من حكومة فرانسوا فيون أيضًا.

تعتبر "راما ياد" البالغة من العمر 32 عامًا ضمن الشخصيات الأكثر شغبًا فى الحكومة الفرنسية، حيث بدأت أولى خطواتها السياسية باحتكاك مباشر بمسؤولين يساريين اتهمتهم بالعنصرية تجاهها بسبب لون بشرتها، وذلك لكسب أصوات فى الانتخابات البلدية التى شاركت فيها فى كولومب بضواحى باريس على لائحة (الاتحاد من أجل حركة شعبية) وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل اليساريين ضدها.

تصدرت راما ياد فى 2009 ترتيب أكثر الشخصيات السياسية شعبية فى فرنسا وفقا لاستطلاع مجلة لوبوان، وحصلت "راما ياد" على تقييم إيجابى من 60% من الفرنسيين مقابل 32% من الآراء السلبية متقدمة بذلك على وزير الخارجية برنار كوشنير، الذى يشرف على عملها حيث حصد 59 % فقط من الأصوات المؤيدة له خلال الاستطلاع. وجاءت نتيجة الاستطلاع لتؤكد ارتفاع شعبية السمراء الجميلة، التى لم تبتعد عن دائرة الاهتمام الإعلامى فى فرنسا منذ توليها منصبها كوزيرة الدولة لحقوق الإنسان عام 2007.

كانت "راما ياد" داعمة للرئيس السابق نيكولا ساركوزي خلال ترشحه في الانتخابات، حتى إنها هاجمت في خطاب لها الاشتراكيين واليسار وقالت إن سياستهم وضعت أبناء الهجرة موضع الشفقة بدل الاحترام والتقدير. لكنها لم تبق على وفاق مع حزب ساركوزي، واتهمته باتخاذ مواقف لا تتوافق مع سياسة الحزب، إضافة إلى معارضتها لزيارة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في ديسمبر 2010 إلى فرنسا.

بعد مغادرتها حزب ساركوزي؛ التحقت راما يوم 10 ديسمبر 2010 بالحزب الراديكالي الفرنسي والذى يعتبرمن أقدم الأحزاب الفرنسية وبقيت فيه حتى عام 2015، إلى أن أعلنت يوم 21 أبريل 2016 عن رغبتها في الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017 باسم الحركة السياسية "فرنسا الجريئة" التي تقول إنها لا يمينية ولا يسارية.

وتكون "راما" بذلك أول مرشحة من أصول أفريقية لهذا المنصب في فرنسا.

ويدخل فى التنافس على السلطة فى فرنسا عدة مرشحين منهم الرئيس الفرنسي السابق "نيكولا ساركوزي"، الذى أعلن عن نيته للعودة للحياة السياسية حيث قال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اتخذت قرارًا بالترشح فى الانتخابات الرئاسية 2017.. أشعر بأننى أملك القوة لقيادة هذه المعركة فى وقت مضطرب من تاريخنا".

ويدخل ضمن التنافس أيضا "آلان جوبيه" من حزب الجمهوريين الذي ينتمي لتيار يمين الوسط وتظهر استطلاعات الرأي بأنه المرشح الأوفر حظا في السباق.

وتدخل ضمن السباق الرئاسى أيضا الزعيمة اليمينية المتطرفة "مارين لوبان"، وتشير الاستطلاعات إلى أنها قد تصل إلى جولة إعادة بين المرشحين الإثنين الأوفر حظا لكنها ستخسر بعد ذلك.

جدير بالذكر أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، ستجري في 23 أبريل من العام القادم، فيما يخوض المرشحون الجولة الثانية في 7 مايو من العام نفسه، وصرّحت ياد بأنها استطاعت إلى الآن جمع 50 ألف عضو ضمن حملتها الانتخابية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان