ملك الأردن: تدمير "داعش" يجب أن يكون أولوية الجميع.. وعلينا إعطاء الفرصة لترامب
عمان - (أ ش أ):
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن تدمير تنظيم "داعش" الإرهابي يجب أن يكون أولوية الجميع، وأن هذا الهدف هو صميم الحرب الدولية على الإرهاب، مشددًا على أن التعامل مع هذا التحدي والقضاء عليه ينبغي أن يكون بمنظور شمولي وعالمي.
وقال الملك عبدالله - في مقابلة مع محطة "أيه بي سي" التليفزيونية الأسترالية بثت، اليوم الأربعاء، خلال قيامه والملكة رانيا العبدالله، اليوم بزيارة إلى استراليا بدعوة من حاكمها العام بيتر جوسجروف - إن رئاسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ستؤدي إلى تغيير الوضع القائم للعديد من القضايا بمنطقة الشرق الأوسط، داعيًا إلى الانتظار لرؤية تشكيلة فريقه الانتقالي ووجهة نظره إزاء المنطقة.
ووفقًا لبيان صدر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي، أوضح الملك عبدالله الثاني - خلال المقابلة - أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وسيكون هناك تغيير في السياسات ولكن ليس بالمستوى الذي يعتقد البعض أنه يدعو إلى القلق، داعيًا إلى إحسان الظن وإعطاء الرئيس ترامب وفريقه الانتقالي الفرصة للعمل.
وردًا على سؤال بشأن إمكانية تبني الرئيس ترامب الموقف الروسي المتمثل في الإبقاء على الرئيس بشار الأسد ونظامه على رأس السلطة إلى أمد مفتوح، قال الملك عبدالله الثاني إن جميع الخيارات متاحة ومطروحة على الطاولة، مشددًا على أن الغالبية، ممن يفهمون الأزمة السورية، يدركون أنه لا يمكن حل الأزمة بدون الروس، داعيًا إلى الانتظار لرؤية طبيعة الاستراتيجية الأمريكية وكيف سيتم التعامل مع الروس.
وأكد العاهل الأردني أن الأولوية تتمثل في مواجهة خطر الإرهاب العالمي الذي يمثل حربًا عالمية ثالثة بأدوات أخرى، مشيرًا إلى أنه لا يمكن وضع اللوم فيما يتعلق بالمحادثات على طرف معين، معبرًا عن أمله في أن يكون هناك بعض الانسجام بين الروس والأمريكان مع قدوم الإدارة الجديدة وبلورتها لاستراتيجيتها.
وشدد على الحاجة إلى خلق فرصة في سوريا، محذرًا من أنه ما لم يكن هناك تفاهم بين أمريكا وروسيا بصفتهما القوتان الرئيسيتان، ومن ثم الأطراف الأخرى، سيظل الحديث بعد سنة من اليوم عن المآسي التي ترتكب على الأرض.
وقال العاهل الأردني إن هناك تنسيقًا على المستوى العسكري وبشكل ناجح بين الروس والولايات المتحدة فيما يخص سوريا والعمليات القائمة هناك، لكنه يتأرجح بحسب التحسن أو التراجع في مستوى العلاقة السياسية، مشيرًا إلى أن الجلوس إلى الطاولة والاتفاق ما زال ممكنًا.
وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية التركيز على مواجهة من أسماهم بالخوارج الذين يقومون بأعمال إجرامية في الأردن ومختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن إشعال صراع شيعي سني في الشرق الأوسط سيفتح بابًا لا ينتهي من الشرور، مؤكدًا أن آخر ما يود أن يراه هو حرب مذهبية بين أتباع نفس الدين.
وقال إن ما يحبط معظم المسلمين أن يروا فئة قليلة تتحدث باسم الإسلام وترتكب أعمالاً مخالفة له، فالمذاهب الرئيسية في الإسلام تحرم العمليات الانتحارية وقتل الأبرياء في الأسواق، والمسلم الحق يفهم معنى الإنسانية والرحمة، أما هؤلاء الذين نتعامل معهم فهم عدونا جميعًا لأنهم لا يفهمون جوهر الدين.
وأكد الملك عبدالله الثاني، تفهم مخاوف الدول الأخرى من نزوح اللاجئين السوريين إليها، وكذلك تفهمه المخاوف الأمنية للدول بسبب الإرهاب، واحتمالية أن يكون هناك إرهابيون بين المهاجرين.
وشدد على أنه لا يمكن أن يستمع لمن طلبوا منه وقف استقبال اللاجئين السوريين في الأردن، والذين بلغ عددهم على امتداد المرحلة الماضية 2,5 مليون لاجئ، ويمثلون 20% من السكان ولهم آثار سلبية على فرص العمل وقطاع العقارات والبطالة بالمملكة، مشيرًا إلى أن "هناك درجة من الإنسانية لا بد أن نلتزم بها تجاه بعضنا البعض، وهناك مسؤوليات أخلاقية علينا تحملها".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: