إعلان

فاينانشيال تايمز: قطر.. شعور بالضياع في دولة تستورد حتى الثقافة

05:47 م الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

قطر

كتبت- رنا أسامة:

"ما إن وطأت قدمي الأراضي القطريّة، حتى تداولت وسائل الإعلام خبر وفاة جدّ الأمير شيخ خليفة، لتدخل البلاد في حالة حِداد. دفعت لإلغاء المؤتمر الذي كان مُقرّرًا عليّ حضوره، فوجدتُ نفسي حرًا لاستكشاف قطر، تلك الملكيّة الصغيرة المُمتدة عبر الخليج العربي من إيران للعراق التي شهدت الكثير من التغييرات على نحو أسرع من أي مكان قُمت بزيارته من قبل".. هكذا استهل سيمون كوبر مقاله على صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانيّة، في استعراض للأوضاع القطرية الآن.

يقول كوبر إن 90 في المئة من التِعداد السُكاني في قطر أجانب، ثلاثة أرباعهم من الذكور. يتراوحون من الهنود (ويُطلق عليهم مُهاجرين) إلى البريطانيين (ويُطلق عليهم مُغتربين) في مزيج أنتج حالة من عدم التفاوت العُنصري العالمي بين المُهاجرين والمُغتربين، كما أنه يحمل دلالة- بحسب كوبر- على أن قطر تقود العالم ليس فقط لريادتها على مستوى دخول المواطنين وانبعاثات الكربون، ولكن أيضًا لتفوّقها في خلق الشعور بالوحدة والاغتراب لدى الأفراد.

"شاهدتُ شخصًا يبدو من ملامحه أن أصوله آسيويّة، يترجّل مُرتديًا تيشيرت مكتوب عليه: أشعر بالوحدة تمامًا بدونك- أشتاقُ إليك،" يقول كوبر.

يُشير كوبر إلى أن تلك الظواهر مُستجدة على الشارع القِطري، ففي عام 1932 كان الأفراد يواجهون مُعاناة بالِغة من درجات الحرارة شديدة الارتفاع مع عدم توافر مُكيّفات الهواء، وهو ما كان يُعيقهم عن الحركة والتنقّل في أرجاء البلاد، فقد كانت قطر بالكاد موجودة على الخريطة آنذاك حينما وُلِد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما أصبح لدى قطر ستة موظّفين حكوميين فقط في 1949، وَفق ما ذكره البروفيسور ميهران كامرافا في كتابه "قطر.. دولة صغيرة وسياسات كبيرة".

يلفت كوبر إلى أن قطر قامت باستيراد الثقافة أيضًا، "في عصر أحد الأيام قُمت بجولة في متحف الفن الإسلامي بالدوحة، لأجده زاخرًا بأشياء رائعة ما بين طاسات، أقداح الشاي، وأغلفة الكتب.. إلخ، صُنِعت منذ قرون مضت في أماكن تُعاني الآن من ويلات الحرب كما الرقة، البصرة، والعِراق، ليتم ترميمها من جديد بأسعار باهِظة لإعادتهم إلى حالتهم الأصليّة."

ويلفت كوبر إلى أن مُختلف الجنسيات التي تعيش في قطر تشعر بالضياع، في الوقت الذي يتذمّر العديد من القطريين من بيع الخنازير بطريقة مشروعة، واستبدال الإنجليزيّة بالعربيّة في المدارس، فضلًا على العيش داخل أكواخ مُعدمة تسكنها التراب ويتخلّل ثناياها البؤس والإحباط، إلى جانب القيام بأعمال بناء خطِرة، بدون مُقابل (في بعض الأحيان)، "قطر ليست جيّدة"، هكذا قال رجل من مِنطقة بنجاب- الواقِعة بين الهند وباكستان- يكسب 330 دولارًا شهريًا مُقابل 66 ساعة عمل أسبوعيًا.

في السياق نفسه، فإن استضافة الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، من شأنه أن يدفع إلى لفت الأنظار دوليا إلى أوضاع البلاد المسكوت عنها، لتُسلّط وسائل الإعلام الأجنبيّة أنظارها صوب المُعاناة التي يعيشها العُمال المُهاجرون في قطر، في الوقت المُزمع دخول قوانين العمل الجديد حيّز التنفيذ الشهر المُقبِل، "ولا تزال قطر تواصِل رحلتها الشاقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان