إعلان

من داخل مستشفى سوري: أطباء يصارعون لإنقاذ أطفال عبر "واتساب"

01:28 م الأحد 09 أكتوبر 2016

تتعرض حلب لقصف عنيف

كتبت- هدى الشيمي:

استلم جراح بريطاني رسالة من صديقه جراح سوري يخبره فيها بأن مجزرة جديدة حدثت في مدينة حلب السورية، ووصل إلى المستشفى حوالي 168 حالة، جميعهم مدنيين وأغلبهم أطفال.

يقول الطبيب الانجليزي ديفيد نوت، في مقال نُشر له بصحيفة الدايلي ميل البريطانية، إنه قضى 48 ساعة بعد استلامه الرسالة يساعد زملائه عبر ارسال رسائل لهم يخبرهم بالعلاج الذي يحتاجونه، ويشخص الحالات المرضية المعروضة عليهم لإنقاذ حياة الأطفال، المصابين جراء الهجوم الجوي المستمر في سماء المدينة.

يشير نوت، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن المصابين اصطفوا في طوابير في ذلك الوقت، منتظرين الحصول على خبز لإطعام عائلاتهم التي تتضور جوعا، وفي نفس الوقت تم تحويل حوالي 50 طفل إلى المستشفى أخفى الأطباء اسمائها لحمايتها من القصف، توفي منهم ما يقرب من 20 متأثرين بإصابتهم.

ويوضح نوت أن الأطباء نقلوا ما استطاعوا حمله من معدات تحت الأرض، وأسسوا مستشفى صغير عام 2014، بعد استمرار قصف المستشفيات في المدن السورية وخاصة حلب.

أرسل زملاء نوت له مجموعة من الصور للعديد من الضحايا في حلب، ويقول إن هدفهم من ذلك ليس فقط مساعدتهم في اختيار طريقة العلاج المناسبة، ولكن أيضا لنشر الصور في جميع أنحاء العالم، حتى يكون رد فعل وقرار يفوقوا به الحرب، كان من بينهم صور لأطفال صغار متوفيين يغطي التراب أجسادهم، وطفل آخر يحمل يده المكسورة أمام الكاميرا وينظر إلى العدسة بألم وحزن واضحين، بالإضافة إلى صور أشعة طبية لأطفال استقرت القذائف في عمودهم الفقري، وفي جمجمتهم.

ويتابع قوله "هناك صور لم استطع فتحها، وهناك مجموعة أخرى عندما رأيتها لم استطع نسيانها، فكانت مؤلمة جدا"، ومن بينهما صورة لشقيقان أربعة وستة أعوام ينامان على سرير صغير في المستشفى، علم بعد فترة أنهما توفيا بسبب الجفاف الشديد وعدم وجود محاليل وسوائل كافية لكي يحصلان عليها.

يوكد نوت أن كل ركن من أركان المستشفى تفيض بمعاناة الأطفال، بعضهم أجرى جراحة مخ وأعصاب، وبعضهم في العناية المركزة، ويقول "اصدقائي هناك يعيشون في رعب لا يمكن تصوره، يكفي أن أقول أنهم ينتظرون في سقوط قنبلة عليهن في أي لحظة".

وذكرت منظمة اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السورية غير الحكومية فإن النظام السوري يستهدف المستشفيات في الأيام القليلة الماضية، خلال معركة تحرير حلب، فيقصفون مستشفى تقريبا كل يوم في الأسبوع الماضي، وخاصة المنطقة التابعة لسيطرة المعارضة.

كما أشار الاتحاد إلى أنه في نهاية الأسبوع أصيبت ثلاثة مستشفيات وعدة مؤسسات طبية بهجمات جوية، موضحا أنه تم قف أربعة مستشفيات في أيام 23، و24 يوليو، إلى جانب مركز للدم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان