إعلان

فاينانشال تايمز تتحدث عن فشل الهدنة في سوريا ولعبة الروس والأمريكان

05:53 م السبت 08 أكتوبر 2016

فشل الهدنة في سوريا

كتبت – أماني بهجت:

اعتبرت صحيفة فينانشال تايمز البريطانية إن انهيار الهدنة الأخيرة في سوريا وفشل الجهود الروسية والأمريكية لتسوية الحرب الأهلية هناك "أمرا مختلفا هذه المرة"، رغم فشل العديد من الهدنات في السابق خلال الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات.

وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني الجمعة إن روسيا والولايات المتحدة كان يحدوهما الأمل في التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا، غير أن قصف القوات الأمريكية لموقع الجيش السوري في دير الزور والهجوم على قافلة مساعدات إغاثية تابعة للأمم المتحدة قرب حلب عقد من الأمر.

وقالت واشنطن إن قصفها لموقع الجيش السوري الذي قتل فيه عشرات الجنود جاء "بالخطأ"، فيما اتهمت روسيا باستهداف القافلة الأممية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من احتواء الموقف، صعدت روسيا من دعمها لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في الهجوم الضاري الذي تشنه على حلب، والذي أدانت الولايات المتحدة وحلفاءها ووصفوه ب"جريمة حرب" ودعا جون كيري إلى تحقيق فيما يجري في حلب.

وقالت فينانشال تايمز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رد على الانتقادات الأمريكية بتعليق اتفاقية روسية-أمريكية خاصة باستخدام البلوتونيوم. ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر لا يتعلق بمخاوف روسيا من قضية البلوتونيوم وإنما بتضييق الأرضية المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا في مسألة الحد من الأسلحة النووية.

وذكرت الصحيفة أن بوتين اختار اللعب على مسألة الأسلحة النووية لأنه يعلم جيدًا إنها من الأمور التي لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها. وقد أضافها إلى قائمة القضايا التي تعتبرها موسكو عقبة تعترض طريق تطبيع العلاقات مع واشنطن، في ظل التوسع في البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو في وسط أوروبا وشرقها، والعقوبات الاقتصادية التي فرضها قانون ماجنيتسكي الذي أقره الكونجرس الأمريكي في 2012.

وقالت الصحيفة إن لا أحد في الكرملين يعتقد أن هذه العقبات يمكن إزالتها في المستقبل القريب. ولكن تم ذِكر هذه القضايا لمواجهة مطالب الولايات المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا والقرم.

في الوقت نفسه، تقول الصحيفة، تزداد خطورة الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن من يسعون لحل عسكري في سوريا ساعدوا على إنهاء جهود السلام الأمريكية- الروسية.

وزعمت أن الجيش الروسي يراهن على أن إدارة أوباما والتي ستنتهي ولايتها قبل نهاية العالم لن تُقدم على حرب ضد دمشق، لذا فإلحاق الهزيمة بجبهة النصرة –جناح القاعدة في سوريا- في حلب أصبح ممكنًا وهو ما سيشكل منعطفًا حاسمًا في الحرب السورية.

وقالت إن هذا الرهان قد لا يؤتي ثماره حال أصبح المتمردون قادرون على إسقاط الطائرة، وقتها يمكن أن يتغير الوضع هو ما حدث في أفغانستان في الثمانينيات.

وأكدت أن "هذا الاحتمال مقلق للغاية ويجب أن يقض مضاجع واشنطن وموسكو".

ورأت الصحيفة أنه لا يمكن توقع ما إذا كان سيحدث تعاون وثيق بين الولايات المتحدة وروسيا خلال الفترة القصيرة المتبقية لإدارة أوباما.

وقال "يُحسب لأوباما عدم حدوث صدام بين روسيا وأمريكا في عهده، وعلى بوتين احترام وعده بعدم تحويل سوريا لأفغانستان أخرى.. ويجب على المؤسسات العسكرية الأمريكية والروسية –على اختلافاتهم- الالتزام بالقواعد التي تقلل من مخاطر حوادث الطيران الحربي في سوريا".

وختمت بالقول إن "المأساة السورية مستمرة بلا هوادة. وروسيا والولايات المتحدة غير قادرتين على إنهاءها ولا تحقيق السلام بأنفسهم.. لكن لا يمكن التوصل لتسوية دونهما".

فيديو قد يعجبك: