إعلان

روبرت فيسك يكشف خفايا انقلاب تركيا

04:57 م الجمعة 07 أكتوبر 2016

انقلاب تركيا

كتب - علاء المطيري:

قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إن بقايا حملة أردوغان التي شنها ضد المشتبه تورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو الماضي؛ مازالت عالقة في سماء إسطنبول، مشيرًا إلى أنه أعلن تمديد حالت الطوارئ 90 يومًا أخرى تزامنًا مع انهيار الليرة التركية.

وفي مقاله الذي نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، اليوم الخميس، لفت فيسك إلى أن اللافتات المعلقة حول المباني الضخمة في مدينة إسطنبول تعلن أن الشعب التركي لن ينصاع للإرهاب، بينما تتنبأ أخرى في مدينة "مرمرة" بأن الناس لن يسمحوا للإرهاب أن يتغلب على حبهم لوطنهم.

عندما تقود سيارتك حول هذه المدينة ترى بقايا الانقلاب الذي وقع قبل ما يقرب من 3 أشهر - يقول فيسك، وعلى جسر البسفور تبقى ذكرى القتلى مضاءة بالألوان القرمزية لتذكر الناس بأعداد كبيرة من الشهداء الذين يفوق عددهم قتلى أحدى إيام مدينة حلب السورية.

واقتبست مجلة اقتصادية كلمات رجال أعمال أمريكيين بأنهم سوف يحافظون على استسماراتهم في تركيا وأن محاولة الانقلاب الشنيعة لم تفت في عضدهم، وفقًا لفيسك الذي علق على ذلك بالقول: "أشتبه في الطريقة التي يشير بها الأمريكيون لهذا الحدث".

ويتابع: "تصفحت نسخة من صحيفة "Habar Turk" التركية، فوجدت أنها تتحدث عن وهم التحسن الاقتصادي.. الوهم بأشكال مختلفة، لكن في صدارة صفحتها الخامسة رأيت صورة صغيرة لـ14 رجلًا تبدوا عليهم معالم الانهاك والعناء وتظهرهم يتحركون باتجاه الكاميرا وهم مرعوبون؛ وأخبرني بعد ذلك أحد معارفي أنهم جنرالات في الجيش تم ضربهم وإهانتهم.

وبطريقة أو بأخرى فإن تلك الصورة تبدوا أكثر شرًا من حجمها الصغير ، وأفترض أنها تهدف لتكون كذلك، خاصة أن السجون يوجد بها عشرات الآلاف من السجناء من الشرطة والجنرالات والجنود والقضاة والأطباء والأكاديميين الذين تم ضبطهم عقب محاولة الانقلاب إضافة إلى 540 جندي تم القبض عليهم الثلاثاء الماضي.

"عملية التطبيع".. مصطلح أصبح يتم استخدامه كل يوم في مدينة إسطنبول - يقول فيسك - مشيرًا إلى أنه مصطلح سوفيتي لطالما ارتبط بعمليات التطهير التي قام بها ستالين، لكن هناك أخبار أخرى جيدة عن الخطوط الجوية التركية وعن النفق الذي يتم تشييده للربط بين البحر الأسوط ومضيق البسفور.

وتابع: "أهز رأسي مرارًا لأني لا أكاد أصدق كل ما عرفته في الـ24 ساعة الماضية".

ولفت فيسك إلى قول باسار أريجولو، مدير الشركة التي تشيد نفق البسفور، عن محاولة الانقلاب الفاشلة: "يجب علينا أن ننساها، لا نريد حتى التحدث عنها.. نحن نتحدث عن مستقبلنا.. إنه يوم مظلم في تاريخنا، ويجب أن ننساه.. نغلق أفواهنا وننظر إلى المستقبل تحت حكم أردوغان بعيدًا عن النظر إلى عهد الجنرالات المخيف".

ونوه فيسك إلى أنه سيكون من الجيد لأي شخص ألا يكون قريب أو على صلة بأحد أتباع فتح الله كولن الداعية الإسلامي الذي يقيم في منفاه بأمريكا والمتهم الرئيسي بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرًا إلى وجود بعض الأكاديميين البسطاء الذين تم القبض عليهم لكونهم من أقارب كولن.

وتابع: "بعض كبار السن يتم القبض عليهم لصلتهم بكولن الذي هو آمن في أمريكا، وبعض الِشباب وصغار السن تحولوا إلى ملحدين وماركسيين ومع ذلك يتم القبض عليهم، لكن أي من المتهمين لم يتم السماع لهم أو محاكمتهم أمام القضاء لعدم وجود أدلة على ذلك".

ونقل فيسك عن بعض معارفه في تركيا شرحهم لما حدث: "يجب أن تفهم أن ما حدث كان محاولة انقلاب حقيقية، وليس كما تدعي بعض الصحف الغربية التي تقول أنه كان انقلابًا مزيفًا يسمح لأردوغان بالتخلص من خصومه".

ولفت فيسك إلى قول رائد متقاعد في الجيش التركي: "قد كان انقلابًا حقيقيًا شارك فيه أتباع كولن وكانوا يأملون أن يشاركهم أنصار كمال أتاتورك في النزول للشوارع لانجاحه دفاعًا عن علمانية الدولة".

وتابع: "قبل الانقلاب اختفت صورة كمال أتاتورك من مطار إسطنبول ومن الفندق الذي كنت متواجدًا فيه وقيل إن هناك عملية تجديد تجري، وكانت هناك تصورات بأن نجاح الانقلاب سيؤدي إلى ترقيتهم وإن كانوا يخشون على فقد وظائفهم في حالة فشله".

وأضاف: "في يوم الانقلاب توجه ضباط الجيش لرئاسة الأركان بين الساعة 3- 4 مساءًا وأخبروا رئيس الأركان أنه بإمكانهم أن يتصلوا بكولن تلفونيًا ليسمعوا ما يمليه عليهم، لكنه رفض وأمر الجنود بالتحرك إلى سكاناتهم، وفي تلك اللحظة علموا أن خطة الانقلاب قد تم تسريبها وبدأوا في التحرك قبل الموعد المحدد سابقًا وهو فجر اليوم التالي للتعامل مع الوضع وفقًا لمستجداته".

ولفت فيسك إلى أن تحذير الروس لأردوغان كان حقيقية، وأن أحد الأشخاص الذين حضروا اجتماع أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين الأخيرة في الصين أوضح أن بوتين أبدى اهتمامًا واضحًا لاحد الأشخاص في الوفد التركي ويدعى، حقان فيدان، وقال لأردوغان: "ليس لدينا ما نتحدث عنه إذا كان رئيس استخباراتك موجود هنا"، ثم أكمل مازحًا: "من المؤكد أنه يخبرك بكل شيء".

وأوضح فيسك أن هذا الأمر يكشف كيف استطاع أردوغان أن يعرف كيف أن يلقتط شخصًا من بين عشرات الآلاف من الأشخاص، مشيرًا إلى قول صديقه التركي: "قبل عامين كان كولن وأتباعه حلفاء لأردوغان في الحكومة، وكان كل شخص يعرف من يتم تقديمه من قبل كولن ومن يتم تقديمه من قبل أردوغان، وكانوا يعرفون من هم الجنرالات والأكاديميين الذين يفضل كولن وضعهم في مناصب بعينها، وهناك مخبرين سريين في كل مكان".

شيء مقنع، لكني أعتقد أنه ليس السبب الوحيد - يقول فيسك، لأن أردوغان استطاع استعادة الضباط الثمانية الذين فروا إلى اليونان بواسطة الاتحاد الأوروبي لأنه أحدثًا ضجيجًا كبيرًا حول استعادة الجزء اليونانية قبالة السواحل التركية وهو الأمر الذي يربك اليونان.

وختم فيسك بقول صديقه التركي: "أردوغان يريد أن يصنع أعداءًا"، فرددت عليه بتمتمة: "حفظ الله أردوغان"، مضيفًا: "لكني صديقي أظهر ابتسامة مفادها أن أردوغان شديد الدهاء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان