إعلان

عودة الشباب.. الصومال في خطر بعد انسحاب القوات الإثيوبية

05:52 م الخميس 27 أكتوبر 2016

حركة الشباب الصومالية

كتبت – سارة عرفة:

قالت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية، الخميس، إن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة يبدو أنها في طور العودة، حيث استولت مؤخرا على اربع بلدات وهاجمت دار ضيافة في كينيا المجاورة، ما أسفر عن مقتل 12.

وأضافت الوكالة أن عودة الشباب يمكن أن تؤثر على خطط الصومال لعقد انتخابات الشهر المقبل وتزيد من الاضطرابات في واحدة من أكثر دول العالم هشاشة.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن المتمردين خسروا أرض بشكل مستمر وثابت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث فقدوا سيطرتهم أولا على العاصمة مقديشيو في 2011، ثم طردوا من المدن والبلدات الرئيسية في الصومال.

وقالت إن الفضل يعود في ذلك بشكل كبير إلى العمل الذي أنجزته قوة الاتحاد الأفريقي وقوامها 22 ألف جندي من إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبوروندي وجيبوتي، تلك القوة المدعومة من الأمم المتحدة.

كما شارك الجيش الصومالي الضعيف نسبيا، وقوامه 35 ألف جندي، في العمليات، بحسب الوكالة.

كما انخفضت قدرة الحركة على التجول في الصومال وشن تفجيرات انتحارية في مقديشيو ومراكز أخرى. وفي الأشهر الأخيرة كانت هناك الهجمات كثيرة على الفنادق كما هاجمت الحركة قواعد الاتحاد الأفريقي بشكل مباشر.

لكن هذا الشهر – تقول أسوشيتد برس – سحبت إثيوبيا، ولها ألفي جندي في قوة الاتحاد الأفريقي وعدد غير معلوم يعمل بشكل مستقبل في الصومال، قواتها من بلدات "هالاغان" و"العلي" و"المحس" في منطقة "هيران" جنوبي وسط الصومال.

وأوضحت الوكالة أن حركة الشباب لم تضيع وقتا، ففي غضون ساعات استولى مقاتلوها على البلدات ورفعوا أعلام الحركة السوداء عليها.

ويوم الأربعاء، انسحبت القوات الإثيوبية من بلدة رابعة، "تييغلو"، في منطقة "باكول"، جنوبي غرب البلاد، عليها الشباب أيضا، وفقا للوكالة.

تقول الوكالة إن استيلاء الشباب بشكل سريع على البلدات أمر مقلق للصومال، التي تواجه انتخابات رئاسية أواخر نوفمبر.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أنه من غير المعلوم كم عدد القوات الإثيوبية التي انسحبت من الصومال، بيد أن محللين يقولون إنهم انسحبوا استجابة لحاجة إثيوبيا في الداخل لتطبيق حالة الطوارئ التي فرضت هذا الشهر لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ أشهر.

وقال المحلل السياسي الصومالي، محمد شيخ عبيدي، "عودة عدد كبير من الجنود إلى وطنهم ترك الجيش الإثيوبي في مساحات شاسعة في الصومال، لذا ترك بعض الأرضي في الصومال أمر لا مفر منه".

في غضون ذلك، يتحمل المدنيون الصوماليون وطأة سحب القوات، حيث يعدم المسلحون من يشتبه في تعاونهم مع الحكومة في كل مكان يستولون عليه، بحسب سكان محليون.

وقال أحد السكان لأسوشيتد برس عبر الهاتف، شريطة عدم كشف هويته لأسباب أمنية، "غادروا دون أن يبلغونا، وجدنا الشباب هناك يقتلون شبابنا".

وقال المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، غيتاشيو رضا، إن الانسحاب الاثيوبي الأخيرة من أماكن معينة في الصومال لا يشمل نقل قوات البلاد التي هي جزء من مهمة الاتحاد الأفريقي متعددة الجنسيات.

وقال رضا الأربعاء "لكن الجنود الذين أرسلتهم إثيوبيا إلى الصومال (بعيدا عن بعثة الاتحاد الأفريقي) ليس من الضروري أن يبقوا هناك مثلما تفعل بعثة الاتحاد".

وأضاف أن سحب القوات ليس مرتبطا بحالة الطوارئ التي فرضت في بلاده لمدة ستة أشهر، والتي أعلنت في الثامن من أكتوبر. وقال إن الجنود الذين نقلوا من هالغان نقلوا إلى قواعد أخرى في الصومال.

لكنه دعا المجتمع الدولي إلى الإسراع "بتولي المهمة عنا" في الصومال. وقال "بالنسبة لبقاء قواتنا هناك بالتأكيد سيكون الأمر قمة اللامسؤولية"، بحسب الوكالة.

وقال أحمد محمد، وهو عقيد صومالي متقاعد في مقديشيو، إن "إثيوبيا لديها الكثير من المشاكل الضاغطة في أيديها الآن، لذا لا يمكنها التركيز على مهمات في الخارج كثيرا. التركيز يجب أن يكون من أجل تجنب عنف على غرار الربيع العربي".

ولفتت الوكالة إلى أنه من المفترض أن تتولى قوات الأمن الصومالية المزيد من المسؤولية، فيما تستعد قوة الاتحاد الأفريقي للانسحاب بنهاية 2020، لكن هجمات هذا الشهر تشير إلى أن القوات الصومالية قد لا تكون قادرة على الاحتفاظ بمكاسب حققتها قوات الاتحاد الأفريقي والتي حرمت الشباب من أجزاء شاسعة من الأراضي.

وهذا الأسبوع هاجمت حركة الشباب دار ضيافة في كينيا وقتلت 12 من غير المسلمين في مقاطعة "مانديرا" بالقرب من الحدود الصومالية.

تأتي عودة الشباب بعد أن انشقاق حدث مؤخرا في الحركة، حيث شكل بعض الأعضاء السابقون فرعا أعلن ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية بدلا من القاعدة.

وأعلن مقاتلون موالون للدولة الإسلامية السيطرة مؤخرا على بلدة في شمال البلاد، في منطقة "بونتلاند" التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، لكنهم انحسبوا ليل الأربعاء، بحسب سكان محليين.

فيديو قد يعجبك: