إعلان

كاتب بريطاني: لماذا صمتت أمريكا عن الدعم السعودي لداعش؟

07:10 م السبت 15 أكتوبر 2016

داعش

كتب - علاء المطيري:

قال الكاتب البريطاني الشهير باتريك كوكبيرن؛ إنه يوجد فجوة غريبة بين ما تعرفه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الجهاديين وبين ما يمكن أن يصرحوا به للعالم، وفقًا لصحيفة الاندبندنت البريطانية التي أوضحت أنها علمت مؤخرًا ما كانت تعرفه هيلاري كلينتون، المرشحة الجمهورية للرئاسة الأمريكية، عن دور قطر والسعودية في تمويل داعش.

ولفت الكاتب في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، أمس الخميس، إلى أنه من حظ السعودية وقطر أن ينشغل العالم بالضجة التي تسببت فيها تصرفات دونالد ترامب، المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، وعلاقاته النسائية، مشيرًا إلى أنها لفتت أنظار العالم عن التركيز مع حزمة التسريبات الخاصة برسائل هيلاري كلينتون الإليكترونية.

وتابع: "كان من بين تلك الرسائل رسالة بتاريخ 17 أغسطس 2017 خاصة بالاستجابة الأمريكية لتمدد قوات داعش في شمال العراق وشرق سوريا"، مشيرًا إلى أنه في ذلك الوقت لم الحكومة الأمريكية تقر بأن السعودية وحلفائها من الدول السنية تقوم بدعم داعش والقاعدة والحركات الجهادية التي على شاكلتها.

لكن المذكرات التي تم تسريبها تقول أنها تستند إلى تقارير استخباراتية غربية وأمريكية ومصادر بالمنطقة جميعها تؤكد أنه لم يكن هناك تضارب بشأن المعلومات الخاصة بمن يدعمون داعش في تلك الفترة التي كانت تقوم فيها بقطع الرؤوس واغتصاب النساء الإيزيديات وانتهاكاتها ضد من يتم أثرهم من الجنود العراقيين والسوريين، يقول الكاتب.

وجاء في التسريبات الخاصة بهيلاري كلينتون: "نريد أن نستخدم الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية التقليدية للضغط على حكومات قطر والسعودية التي تقوم بدعم داعش والحركات الجهادية في المنطقة بصورة سرية"، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن ذلك يدل على أن هناك أشياء كان الولايات المتحدة تعلمها لكنها لم تقر بها حتى لا تتسبب في استعداء السعودية وقطر وتركيا وباكستان لأن تلك الدول يمكنها أن تقوض مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وبعد فترة أطول من المعتاد عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر رفضت الولايات المتحدة مواجهة حلفائها التقليديين من الدول السنية، وبالتالي بات من المؤكد أن حربها ضد الإرهاب سوف تفشل - يقول الكاتب - مشيرًا إلى أن القاعدة أصبحت أكثر قوة من أي وقت مضى بفضل الدعم الخفي الذي تحصل عليه من الدول التي ترعى أنشطتها، وهو ما يعني أنه بدون تلك الدولة لم يكن بإمكان القاعدة أن تبقى أو تحصل على ممرات آمنة لمواصلة أنشطتها.

وتابع: "لا يتعلق الأمر بمجرد أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في حينها، والإدارة الأمريكية بصفة عامة، لم تكن تعلم ما يحدث، لان تسريبات ويكيليكس كشفت رسالة خاصة بهيلاري كلينتون في ديسمبر 2009 تقول فيها أن السعودية مازالت قاعدة تمويل حيوية لتنظيم القاعدة" وطالبان"، لكن تواطئ السعودية مع تلك الحركات الجهادية في ذلك الوقت لم يكن مسألة محورية في السياسة الأمريكية حينها.

ويتساءل الكاتب: لماذا؟؛ مجيبًا "لم تفكر الولايات المتحدة حينها تفكر في أن الوقوف في وجه السعودية حينها يخدم المصلحة الأمريكية، وكانت تدعم مواقف السعودية سرًا وعلناً في ذلك الوقت بواسطة أكاديميين وصحفيين"، مشيرًا إلى أن رؤى كبار المسؤولين في البيت الأبيض حينها كانت وقتية وأن تلك المواقف تم نسيانها بصورة غير محسوسة.

ففي بداية العام أورد الكاتب الأمريكي جيفري جولدبيرج في مجلة "ذا أتلانتك" خلاصة مقابلات صحفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضح فيها أنه رغم دور الدول السنية حلفاء أمريكا في تشكيل الإرهاب المعادي لأمريكا إلا أن التوجه العام للسياسة الخارجية الأمريكية تجبره على اعتبار السعودية حليفًا لبلاده.

ولفت جولدبرج إلى أن حديث أوباما يكشف سخرية البيت الأبيض في الطريقة التي يتم بها رسم سياسته الخارجية وطريقة توجيه النفوذ الأمريكي في الخارج، مشيرًا إلى أن كبار واضعي السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن يخدمون مصالح مموليهم من العرب والداعمين لإسرائيل.

ولفت الكاتب إلى قول قادة أكراد أنه لا يصدق أي من التفسيرات التي تقول أن داعش تستخدم النفط كمصدر للتمويل الذاتي وأنها ليست بحاجة تمويل خارجي، مشيرين إلى أنها تهدد دول الخليج بزيادة العنف على أراضيها إذا لم تقم بدعمها ماليًا، لكن الأكراد لم يقدموا دليلاً على ذلك.

ولفت الكاتب إلى قول جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، لطالب في جامعة هارفارد عام 2014 بأن تركيا والسعودية والإمارات قرروا إزالة الأسد من السلطة وأن ذلك يعني شن حرب بالوكالة في سوريا وأنهم سيدفعون لمن يؤدي تلك المهمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن حلفاء أمريكا من ممالك الخليج يسعون للسيطرة على العالم السني، وأن العراق وسوريا يدفعون ثمن تلك الطموحات، مشيرة إلى أن فشلها سيخيم على مستقبل العلاقات بين الدول السنية والإدارة الأمريكية الجديدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان