إعلان

قصة مغربى ومصري خرجا من غوانتنامو: الجسد حُر والعقل مسجون

05:16 م الأربعاء 12 أكتوبر 2016

قصة مغربي ومصري خرجا من غوانتنامو

كتبت – سارة عرفة:

أحمد الإرشيدي سجين مغربي سابق في غوانتانامو. يعيش الآن في طنجة ويدير مطعمين يقتات منهما هو وزوجته وأطفاله الخمسة. هو حر من عشر سنوات، لكن أهوال المعتقل الأمريكي لا تزال تلاحقه. ذات مرة قال الجيش الأمريكي إنه تدرب في معسكرات القاعدة مطلع 2000 لذا اعتقله دون توجيه اتهام. لكن منظمة "ريبريف" المعنية بحقوق الإنسان كشفت في وقت لاحق أن الإرشيدي كان يعمل طباخا في لندن في ذلك الوقت الذي قال فيه الجيش إن تدرب مع القاعدة.

لدى السيد الإرشيدي تاريخ من الاضطراب ثنائي القطب قبل وصوله إلى غوانتانامو، وبعد احتجازه منعزلا هناك، قال إنه عانى من انهيار ذهني. وأبلغ المحققون أنه كان ضابطا بارزا عند زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وحذر من أن كرة ثلج عملاقة سوف تضرب العالم.

ولا يزال معتقل غوانتانامو السابق يتربص بالزوايا. مؤخرا، ذكره منظرًا حدث في أحد أسواق طنجة، بما جرى في السجن، حيث أجبر الإرشيدي على وضعيات مؤلمة والحرمان من النوم والعزلة. وفي الليالي الباردة، عندما تقع البطانية من عليه، يرقد مرة أخرى عاريًا في حجرة حبس مجمدة في انتظار الاستجواب التالي.

وقال الإرشيدي في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز "كل ما يمكنني التفكير فيه هو عندما يعيدونني للمعتقل".

قارن معاملته التي تلقاها من قبل الأمريكان بشعور يماثل غدر الصديق، "الأمر غاية في الرعب عندما تتعرض لتعذيب على يد شخص لا يؤمن بالتعذيب، فذلك يجعلك تفقد الإيمان في كل شيء".

كان سجن غوانتنامو وخاصة في السنوات الأولى يدار بنظام المكافاة والعقاب وذلك لأقصى استغلال من نقاط ضعف السجين، هكذا تقول الصحيفة التي تضيف أن التحكم والسيطرة التي يتعرض لهما المتطرف، يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة جدا مثلما حدث مع طارق السواح.

وكان المصري طارق السواح جنديًا يتبع حركة طالبان. اعتقل وهو يحاول التسلل بقنبلة من أفغانستان في 2001. عذب في الولايات المتحدة، ووصل إلى معتقل غوانتانامو في 2002.

وعلى الرغم من تصريحات شقيقه جمال بأنه لا يعاني من أية اضطرابات عقلية، إلا أن السواح بدأ يتعرض لنويات تشنجية في المساء ويعاني من الهلوسات.

وعندما بدأ السواح يفقد السيطرة على جسده، خرجت إفرازات على وجهه وتبول على نفسه؛ بدأ الجنود الأمريكيين في صب الماء عليه أمام بقية المعتقلين، وفقا لشهادة أدلى بها أحدهم كان بالقرب منه، على ما تظهر وثائق قدمت للمحكمة.

هذا وقد صرح السواح بأنه بدأ في تعاطي أدوية مضادة للأمراض النفسية وأحيانا كان يأخذها بالقوة.

وبعد تعرض السواح لانهيار نفسي، وجد المحققون أنه الوقت المناسب لإجباره على الحديث. عندئذ طلب منهم تناول أكل جيد، وطلبوا له ساندوتشات ماكدونالدز وأكثر من شيء في وقت واحد.

وبعد ذلك أصبح السواح شخصا ثمينا لما يحمله من معلومات، رغم أن ما قدمه من معلومات كان محل خلاف، كما قيل أنه كان يختلق بعض القصص، بما في ذلك أنه كان أحد أعضاء القاعدة، وزاد وزنه ليصبح 400 رطلا بعد ما كان 215 رطلا.

وبعد أن انتهى المحققون منه تم وضعه في كوخ مناسب للتواصل معه، واستمر وصول الطعام إليه، وكان لزاما على سجانيه أن يضعوا بابين مزدوجين كبار أمامه.

وقال السواح انه رأى منافسة بين المحققين الذين استخدموا الطعام كوسيلة تحفيز من جهة، وبين الأطباء الذين حثوه على خفض وزنه، حتى لا يصبح عرضة لأمراض القلب وانسداد الشرايين، والسكر واضطرابات في التنفس ومشكلات صحية، من جهة أخرى.

طارق السواح - رئيسية
وفي عام 2013 قام الجنرال غينيكيس بفحص السواح بنفسه أملا في الحصول على علاج ومعاملة طبية أفضل، وأوضح للمحكمة أن السواح يحتاج إلى معاملة طبية جيدة بعدما ساءت حالته الصحية وأصبح مثيرا للشفقة خاصة وأنه فقد رغبته في الحياة، وكان الرد عليه من قبل الجيش أنه عُرض عليه أفضل معاملة طبية لكنه رفضها.

يعيش السواح البالغ من العمر الآن 58 في البوسنة، وهو يعاني من صداع متكرر، ويتوسل للأطباء كي يحصل على مضادات اكتئاب، فمزاجه متذبذب للغاية، وعلى الرغم من فقدانه الكثير من وزنه إلا أ ن عاداته الغذائية مازالت معقدة، وبدا ذلك جليا عند تناوله وجبة الأفطار في رمضان مع أحد المراسلين الذي قال انه تناول شريحة لحم وبطاطس محمرة وطبق من التمر والتين وحساء الدجاج، وفطيرة سبانخ، وشريحة خبز ثم تناول مرة أخرى شريحة لحم وطبق حساء، وكوبان من عصير الليمون، ثم كولا وما يقرب من طبق جبنة ست أو سبع شرائح في أن واحد.

يقول شقيقه الذي يعيش في نيويورك إن طارق السواح "غير متزن، فهو يحتاج لرعاية، رعاية عقلية ونفسية".

وقال السواح إنه لا يُلقي باللوم على الجنود الأمريكيين لمعاملتهم له، "فهم كانوا خائفين مني، خائفين على حياتهم.. غوانتانامو كان على مرعب للطرفين، فجميعهم مرعوبين على حياتهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان