إعلان

ولي ولي العهد السعودي: لن نسمح بحرب مباشرة مع إيران

10:29 ص الجمعة 08 يناير 2016

كتبت - أماني بهجت:

نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية الخميس حوارها مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع السعودي والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والذي يُنظر إليه باعتباره الرجل الثاني وصاحب الرأي الأعلى في العديد من القرارات بعد والده الملك سلمان بن عبد العزيز.

كانت الإيكونوميست قد تحدثت إلى الأمير محمد لمدة 5 ساعات يوم الإثنين الموافق 4 يناير 2016 ونشرته الأمس الأربعاء على موقعها الإلكتروني.

وبسؤاله عن الإعدامات وتوقيتها ووجود شخصيات شيعية بارزة، رد الأمير محمد بن سلمان قائلًا إن "هذه الأحكام صدرت من محكمة مختصة بالحكم في شؤون الإرهاب وأن الأحكام مرت على 3 مراحل من الإجراءات القضائية، وكان يحق لكل متهم توكيل محام عنه وكان المحامون حاضرون في كل مرحلة من مراحل الإجراءات القضائية. أبواب المحكمة كانت مفتوحة لكل وسائل الإعلام، والأحكام كانت علنية، والمحكمة في أحكامها لن تفرق بين سني وشيعي. فهم يحكمون في قضية وإجراءات ومحاكمة وإصدار حكم".

وبسؤاله عن العنف الذي مورس في إيران ضد السفارة السعودية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالإضافة إلى البحرين والسودان كرد فعل على الأحكام الصادرة، قال محمد بن سلمان إنه "يرى أن هذا شيء غريب، فما الذي يدفع شخص في إيران ليتظاهر ضد مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وأصدرت محمكمة سعودية حكم ضده، ما دخل إيران بهذا؟ وأضاف إنه إذ يدل هذا على شيء فإنما يدل على طموح إيران للتوسع في المنطقة، وأضاف أن قطع العلاقات الآن واسحب البعثة الدبلوماسية من إيران هو لمنع تعقيد الأمور ومتفاقهما، وتساءل بن سلمان عن مآلات وتوابع إذا كان أحد الدبلوماسيين السعوديين أو عائلاتهم قد أصابهم ضرر في هذه الحالة كانت الأمور لتتعقد أكثر.

وعن إمكانية حدوث حرب مباشرة بسبب التصعيد الأخير ومهاجمة السفارة السعودية في إيران، قال وزير الدفاع السعودي قال إن إيران بدأت بالفعل ووصلت لذروة تصعيدها ولكنه لن يسمح بحدوث حرب بين إيران والسعودية، لأن حدوث حرب بينهما قد يجر المنطقة لكارثة محققة، وستكون له توابعها على العالم أجمع، وبسؤال عما إذا كانت إيران هي العدو الأول للسعودية قال الوزير أنه يتمنى ألا تكون كذاك.

اليمن

 

وعندما وجهت المجلة سؤالًا حول الحرب في اليمن وأسمتها حرب بالوكالة والسعودية جزء منها وقالت لسلمان أنه مهندس هذه العملية، نفى أنه مهندس لعملية عاصفة الحزم والحرب في اليمن وقال أن السعودية دولة مؤسسات، وأن قرار بدأ حرب واستكمالها في اليمن هو مسؤولية وزارة الخارجية والدفاع بالتنسيق مع المخابرات، وبعد ذلك كل التوصيات تذهب لجلالة الملك، ومهمتي كوزير للدفاع هي تنفيذ قرارات الملك، وسأرد على كل تهديد كما أراه، وسأعد لكل تهديد محتمل أراه.

 

وأضاف أن الحوثيين هم من بدأوا بالعدوان على صنعاء بعد تولي الملك سلمان للحكم وقاموا بإطلاق قذائف أرض أرض على بعد 30-50 كليو من حدود المملكة، وأن مثل هذه الأفعال من ميلشيا لها أجندة خاصة تهدد أمن المملكة. أضاف وزير الدفاع بن سلمان ن سؤال عن طول مدة العملية الذي وصل إلى 10 أشهر، أن هناك رؤية مختلفة وأن أول هدف للعملية كان إضعاف القدرات القتالية للميلشيا، ومن ثم وجود حل سياسي وذلك بوجود حل عسكري أيضًا لمنعها من التمدد مرة أخرى.

 

وعن سؤال عن الفترة الزمنية المتوقعة لانتهاء العملية، قال أن الحرب لا يمكن التوقع بميعاد نهايتها، فالآن نرى داعش ولا يمكن توقع نهايتها، ولكن ما أستطيع قوله أنه بعد 10 أشهر ونصف استعادت الحكومة السيطرة على عدن، والآن أكثر من 80% من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الحكومة اليمنية.

الاقتصاد السعودي

وعن سؤاله عن الاقتصاد وأسعار البترول، قال إن السعودية تمتلك 3 احتياطي نفط في العالم، ونحن الآن نسعى لزيادة عوائدنا غير البترولية بأكثر من 29% هذا العام، ونحن نسعى لتنمية وتنشيط الاقتصاد السعودي. وأضاف أن زيادة العوائد غير البترولية لن يكون من خلال زيادة الضرائب.

وبسؤاله عن الخصخصة لزيادة الدخل الحكومي، قال إنه يمكن خصخصة القطاع الصحي، والتعليم وبعض الصناعات العسكرية، مما يخفف الضغط على الحكومة ويزيد من الدخل الحكومي.

وعن التحديات التي من أهمهما تنويع مصادر الاقتصاد، قال أن الأولوية للتعدين، وإصلاحات الدعم، فـ 20% فقط هم المستفيدين من الدعم، نحن نهدف إلى 80% وسنسعى للتسهيل على الطبقات المتوسطة والأقل دخلًا.

وعن التحدي الخاص بتوظيف الشباب حيث أن 70% من تعداد السكان هم تحت سن الـ 30، قال أن المملكة تسعى إلى زيادة فرص العمل في القطاع الخاص، وقطاع التعدين سيساهم في هذا الموضوع كثيرًا، وتوسع السياحة الدينية والتوسعات الخاصة بالحج، وبسؤاله عما إذا كان سيقوم بمنع تشغيل العمالة الأجنبية قال أن العمل الآن لتوفير فرص عمل للجميع ولكن إذا ازداد الضغط سيقومون بتطبيق نظام السعودة على نطاق أوسع.

وبسؤاله عن عمل المرأة وزيادة نسبتها في مكان العمل، قال أنه يشجع هذا وعمل المرأة سيساعد في الاستفادة من خبراتهن وفرص التشغيل.

وعندما سُئل عن تمثيله للشباب والذي كما سبق الإشارة يبلغ عددهم 70% من السكان قال أنه يتمنى سعودية لا تعتمد فقط على النفط، ذات اقتصاد قوي وواعد، سعودية ذات قوانين شفافية ولها مكانتها في العالم، مملكة تستطيع تحقيق طموح مواطنيها، وتشرك الجميع في صناعة القرار. ونحن نسعى جميعًا من أجل مملكة سعودية أفضل.

أزمات المنطقة

وبسؤاله عن الأزمات التي تتعرض لها المنطقة في ظل رؤيته الإيجابية، قال أنه من المعجبين بتشرشل وفرص تشرشل كلها جاءت من خلال الأزمات وأنه لا يلوم على الولايات المتحدة انفكاكها من المنطقة وأن لكل دولة حساباتها ولكن على الولايات المتحدة أن تدرك أنها القوى الأولى في العالم وعليها أن تتعامل من هذا المنطلق.

أما عن سعي السعودية لتقلد دور رائد في المنطقة قال أن السعودية لديها الكثير من الحلفاء مثل مصر وتركيا ودول في القرن الأفريقي، ودول في شمال أفريقيا وأخرى في غربها وأخرى في آسيا، وتعمل السعودية على أن تبقي حلفائها جميعًا وتواجه التحديات والتهديدات الموجودة.

وبسؤاله عن الخمس سنوات الماضية من عمر الثورات، وماذا يتوقع للخمس سنوات القادمة تكون أسوء أم أفضل، قال أن الخمس سنوات الماضية كانت الاختبار لمعرفة الحكومات السلطوية والأخرى غير السلطوية، النظام الذي يمثل الشعب والأخر الذي لا يمثلهم. وأي نظام لم يُمثل شعبه فقد سقط خلال الربيع العربي كما رأينا.

وعما إذا كان آل سعود يمثلون الشعب السعودي، قال ولي ولي العهد السعودي أنهم جزء من العملية الوطنية، وجزء من القبائل المحلية للبلد، وأنهم يعملون معًا منذ 300 عام من أجل مصلحة المملكة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان