لماذا أعدمت السعودية نمر النمر و46 أخرين؟
كتبت- هدى الشيمي:
وصفت الصحفية كرين إليوت هاوس المملكة العربية السعودية في كتابها الذي دار حولها، بـ"الهشة"، وقالت إن مراقبة السعودية مشابه للاعبة جمباز تلعب بالحركة البطيئة، في الوقت الذي يحكم فيه العالم أنفاسه، ويترقب لمعرفة إذا كانت ستحقق فوزا كبيرا أو تتحطم وتنهار، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
تقول الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن السعودية بدأت تخسر توازنها الأسبوع الماضي عندما اعدمت الداعية الشيعي البارز نمر النمر المدعوم من إيران، مما أثار الفوضى في إيران، وحطم العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين، وتسبب في تصاعد حدة الخلاف في الشرق الأوسط.
وترى أن الإجابة على اسئلة مثل ما هو دافع السعودية لاتخاذ خطوات مماثلة، وكيف سيكون رد فعل أمريكا والقرارات التي ستصدرها من أجل تقليل حدة الخطر في المنطقة حتى لا يزداد صعوبة، لا يمكن الإجابة عليه إلا بعد معرفة كيف شعرت المملكة العربية بهذا الكم من عدم الأمان، وماذا دفعها إليه.
بحسب الصحيفة فإن السعودية مملكة خائفة، فهي تواجه تهديدات تنظيم داعش في سوريا والعراق، والمتطرفين الشيعة المدعومين من إيران، كما إنها تورطت في حرب غير ناجحة في اليمن، ولا تثق في راعيها وحاميها، الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتفاقيتها النووية مع إيران، مشيرة إلى أن الدول التي تشعر بالخطر والقلق تندفع وتفعل اشياء متهورة مثلما فعلت السعودية مؤخرا.
يزيد من حدة المشاكل الخارجية للسعودية الصراع الداخلي، فابن الملك سلمان الطموح، الأمير محمد بن سلمان، 30 عام، والذي يخطط لعملية تطوير ونمو اقتصادي بمشاركة شركات عالمية مثل شركة ماكينزي وشركاه، اعتمادا على عائد النفط والبترول، وفقا للصحيفة، التي تشير إلى أن المملكة العربية السعودية حاولت اظهار قدرتها على الدفاع عن نفسها بإعدام نمر والنمر، و46 شخص أخر لاتهامهم بالتطرف، وفي الوقت الذي ركز فيه العالم على النمر، لم ينتبهوا إلى أن البقية كانوا سنة متحالفين مع داعش، والقاعدة، وباقي الجماعات الجهادية، مما جعل بعض المراقبين السعوديين يعتقدوا أن قتل النمر كان وسيلة لغطاء تنفيذ عمليات الإعدام بحق السنة الأخرين، مشددين على أن اعدام الداعية الشيعة كان خطاء.
لم تكتفِ السعودية بخطئها السابق، ولكنها ألحقت به خطأ أخر أكبر حجما وأكثر تأثيرا، فقطعت علاقتها بدون تفكير مع إيران، ودفعت باقي الدول العربية لفعل ذلك، وتسبب ذلك في اقتحام السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن رغبة السعودية في مواجهة إيران تسببت في إيقاعها بمشاكل في اليمن، ويقال إن الحرب كلفت المملكة حوالي مليار دولار شهريا، ورد عليهم المتمردين الحوثيين بشن هجمات على المدن الواقعة على الحدود اليمنية السعودية، مما جعل الأخير تتوق إلى محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
تعتقد الصحيفة أن السعودية الآن بحاجة إلى الشعور بأن واشنطن إلى جانبها وتدعمها، وستساعدها على تجاوز هذه المشاكل، وأكثر من ذلك فإنها تحتاج إلى بناء مجتمع واثق من نفسه قادر على مكافحة التطرف الداخلي والخارجي.
فيديو قد يعجبك: