إعلان

لماذا لا تنشر أمريكا مجلة مماثلة لـ"دابق" الداعشية؟

01:54 م الثلاثاء 12 يناير 2016

مجلة دابق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

الرواج الكبير لدعاية تنظيم داعش لم يعتمد فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ساهم به مجلتها "دابق"، والتي يقرأها المواطنين في جميع انحاء العالم، وإذا كانت الحكومة الأمريكية تملك القدر الكافي والابداع، لكانت الآن لديها مجلة مماثلة تحقق نجاح أكبر وتساعدها على القضاء على التنظيم، بحسب موقع "دايلي بيست" الأمريكي .

يقول الموقع إن الإدارة الأمريكية أرجعت نجاح داعش في التواصل مع الناس إلى ذكائها التكنولوجي، والذي جعلها تنظيم عالمي تهمتم به كافة وسائل الإعلام، وحولها إلى ظاهرة إرهابية، وقد علق أوباما على هجوم باريس بأنه "مجموعة من القتلة ماهرين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

ومع ذلك، يرى الموقع أن أكبر عوامل نجاح التنظيم وانتشاره هي الوسيلة الأقل تكنولوجية، فمجلة "دابق" يقرأها عدد صغير حول العالم ولكنه ينتظرها بشغف، ويشعرون بفخر شديد عندما يقرأون الأخبار الصادرة بها، مثل التقدم الذي يحرزه التنظيم في المعارك، ويثيرهم قراءة دلائل عن أن مملكة الله على الأرض ستزدهر وتكبر، ويتابعون قصص المقاتلين باهتمام.

لا تقتصر متابعة المجلة على مؤيدي التنظيم فقط، إلا أن المحللين والصحفيين يتابعون كل عدد يصدر منها، لمعرفة ما تنشره من أخبار عن أهداف التنظيم، وما يفعله لكي يحقق هذه الأهداف، وقص حكايات انسانية مرتبطة بالمقاتلين، ويصف الموقع محتوى المجلة بالجدير بالموضوعات الجديرة بالقراءة، التي تنشر كل عدة أشهر.

ويتساءل الموقع عن وجود أي وسيلة إعلامية أمريكية واحدة موجهة ومخصصة لمحاربة تنظيم داعش، وتحقق نسبة قراءة عالمية مثل دابق، وتخبر الجميع من يحارب من على أرض المعركة في سوريا والعراق، وما هي الانجازات التي يحققها التحالف الذي تقوده أمريكا، يرى أن السبب الوحيد لعدم وجود تلك الوسيلة هو نقص الخيال، فالأفكار التي تعتمد عليها واشنطن استخدمتها داعش بالفعل، ولم يعد لها تأثير لها حاليا، مثل اطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة التطرف بين الشباب.

ويشير إلى أن أكبر عقبة تواجه الحكومة الأمريكية هي نفسها، فما تزال الحكومة تتعامل بنفس البيروقراطية والتشدد، والخوف من القيام بأي فعل أو اصدار أي قرار تجنبا لانتقادات الكونجرس، وهذا ما يمنع نشر مجلة مشابهة لدابق، ولمعرفة ما يقصده الموقع بالتحديد، تخيل إذا اعدت أمريكا مجلة مشابهة خاصة بداعش، وكتبت في الموضوعين الاساسيين الذين تتناولهم دابق، والأول هو تقارير العمليات الهجومية، فكل اصدار من المجلة يحتوى على تفاصيل عملية من عمليات التنظيم على اعدائه، ففي عددها الثاني عشر نشرت معلومات عن جهوده للسيطرة على القاعدة الجوية في دير الزور بسوريا، وصاحب الموضوع بصور.

سيكون الأمر مختلف إذا عالجت أمريكا الحدث، فإذا نشرت تقريرا سيكون مختلفا وسيتم نشر معلومات سطحية، وإذا طلب الرئيس الأمريكي من الحكومة نشر تقرير عن الهجمات، ستقع المشاكل بين وزارتي الدفاع والخارجية، لأن كل منهما سترغب في اعداده، ثم ستحدث مشاكل بينهما وبين المخابرات الأمريكية، والتي ستطالب بالنظر في التقرير قبل اصداره، لتحديد المعلومات المسموح بها وغير المسموح بها.

أما ثاني المواضيع الرئيسية في دابق، هو قصص وحوارات المقاتلين، فمثلا في العدد الثامن منها نشرت حوارا مع المجاهد الذي قتل سياسي بارز في تونس، وشرح فيه أسباب انضمامه للتنظيم، ولماذا أقدم على قتل ذلك الرجل، ويشير الموقع إلى أن أمريكا كانت تفعل ذلك أيضا إلا أن بعد حرب العراق أصبحت هوية الجنود الأمريكان المحاربين في سوريا والعراق سرية، لأن الحكومة تخشي أن تصبح عائلاتهم هدف للتنظيم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان