إعلان

كون كوجلين: يتعين على الغرب الانضمام لـبوتين للقضاء على داعش

01:16 ص الأربعاء 23 سبتمبر 2015

لندن - (أ ش أ):

رأى محرر الدفاع بصحيفة التلجراف البريطانية كون كوجلين أنه يتعين على الغرب الانضمام لـبوتين للقضاء على داعش.

واستهل مقالا نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني بالقول إنه في وقت يزداد فيه وضوح عجز محاولات الغرب اللامجدية لإنزال الهزيمة بـداعش، فإن نهج بوتين القوي يمكن أن يثبت محورية وحسْمًا في محاولة لحل أزمة الصراع السوري.

ولفت كوجلين إلى مرور عام على شنّ طائرات التحالف الأمريكي غارات جوية ضد داعش بعد أن ضمّ التنظيم مساحات شاسعة من الأرض في شمال العراق إلى الإقطاعية التي منحها لنفسه في سوريا.

ولكن على الرغم من آلاف الروايات القتالية على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية، إلا أن داعش اليوم في موقف أقوى؛ لقد زادت رقعة الأراضي التي بحوذته في سوريا والعراق، وزادت أعداد مقاتليه كما نجح التنظيم في تصدير ماركته الظلامية إلى بقاع بعيدة مثل أفغانستان وليبيا.

ورأى أن آمال الغرب في احتواء الصراع قد ضاعت، وأن الصراع الوحشي السوري قد خرج عن حدود العالم العربي، لتجد أوروبا نفسها تصارع في التعامل مع موجة عارمة من اللاجئين اليائسين الفارّين من الشرق الأوسط طلبا للجوء في الغرب.

وأكد كوجلين أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الفشل الذريع الذي مُنيت به السياسة الغربية هو عزوف السياسيين على جانبي الأطلسي عن وضع خطة منطقية وفاعلة للتعامل مع تهديد داعش .. منذ البدء أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تفضيلهما لشنّ حرب والتحكم فيها عن بُعد، مع الاعتماد في الأساس على الطائرات المقاتلة والبدون طيار لمهاجمة أهداف لداعش، مع تدخل بري مقصور على القوات الخاصة من حين لآخر، مع إزاحة كافة الجهود المعنية بطرد داعش على الأرض إلى ساحة الوكلاء الموالين للغرب، أمثال الجيش السوري الحر .. ولكن هذا كان "كارثة تامة" على حدّ تعبير مسؤول أمريكي بارز.

ولفت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية الـبنتاجون لم تتمكن من تدريب أكثر من 54 مقاتل سوري مختار بعناية، على الرغم من إنفاق نحو 500 مليون دولار على برنامج كان من المفترض أن يجهز قوة قوامها 15 ألف مقاتل.

إلى جانب كل هذه الفوضى، يجب إضافة الارتباك المتغلغل بين صفوف كبار الساسة في الحكومتين الأمريكية والبريطانية حول ماهية ما ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي في سوريا، أهو الإطاحة بنظام الأسد أم تدمير تنظيم داعش؟

واعتبر كوجلين أن استجابة الغرب السيئة وغير المتناغمة لتهديد داعش، هي بمثابة الكارثة الأكبر على صعيد السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين، أكبر حتى من كارثة اجتياح العراق في 2003 حيث استطاع التحالف على أي حال -بغض النظر عن وجاهة القرار- من تنفيذ هدفه الرئيسي الذي تمثل آنذاك في الإطاحة بنظام الطاغية صدام حسين.

وأضاف كوغلين "لكن لزمن طويل في سوريا وقف ساسة الغرب مرتبكين حول الجهة التي ينبغي عليهم مهاجمتها، أهي نظام الأسد أم تنظيم داعش؟ وهذا هو السبب وراء خسارة كاميرون تصويت مجلس العموم في 2013 على خططه لضرب الأسد."

ويبدو أن الحكومة البريطانية لم تتعلم الدرس بعد، ففي وقت سابق من الشهر الجاري اقترح وزير المالية جورج أوزبورن أن الهدف الرئيسي لبريطانيا ينبغي أن يكون هو إلحاق الهزيمة بكل من الأسد وداعش في وقت واحد.

ورأى الكاتب أنه في ظل هذه الحال من التفكير المرتبك على نحو شلّ قدرة الحكومة البريطانية عن اتخاذ استجابة فاعلة إزاء الأزمة السورية، لم يكن مستغربا أن يجذب بوتين الأنظار بنهجه البراجماتي.

ولما كان بوتين يرى أنه ليس الأسد ولكن داعش هو الذي يشكل التهديد الأكبر، فإن روسيا أعلنت عن إرسال 28 طائرة حربية إلى دمشق لدعم الجهود الحربية ضد داعش.

وقال كوغلين إن بوتين ربما يكون لديه أسباب أخرى في إرادة الإبقاء على الأسد في السلطة، كالاحتفاظ بالعلاقات الاستراتيجية القديمة التي تربط بين موسكو ودمشق، غير أن نهجه غير العشوائي قد جلب درجة من الوضوح كانت متطلبة بشدة إلى الجدل الدائر حول الأزمة السورية.

ولفت في هذا الصدد إلى أنه حتى جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، الذي أكد مرارا على أنه لن يكون هناك اتفاق سلام طالما بقي الأسد في السلطة، ها هو كيري قد اضطر إلى إعادة التفكير والتراجع عن موقفه، قائلا إن مستقبل الأسد ينبغي أن يكون جزءا من التسوية التفاوضية للصراع.

ومضى الكاتب "ولكن أيا كانت خطايا الأسد، وهي كثيرة، فإنه لا يشكل تهديدا على العالم الخارجي، إنما المتعصبون الإرهابيون الموالون لـداعش هم من يشكلون الخطر الأكبر، وبينهم مئات الجهاديين بريطانيّي المولد الذين من المتوقع عودتهم إلى بريطانيا بعد الحصول على التدريب في معسكرات داعش الإرهابية."

واختتم كوجلين قائلا "إذا كان بوتين يريد شن حرب ضد داعش، فيتعين علينا الاستعداد لإعطائه دعمنا الكامل."

 

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان