إعلان

فيسك: أوروبا تخاطر بإنسانيتها؟

02:18 م الإثنين 31 أغسطس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة (مصراوي)
هل تخاطر أوروبا بفقدان النصر الوحيد الذي تعلمته من الحرب العالمية الثانية – الشفقة؟ يتساءل الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الأحد، مشيرا إلى الاجراءات التي تتخذها العديد من البلدان الأوروبية لمواجهة تدفق اللاجئين الذي يفدون من الشرق الأوسط وأفريقيا واسيا.

استهل فيسك مقاله بأن العالم القديم والديكتاتوريات وحتى الديمقراطيات استخدمت الأسوار والجدران حول المدن مثل سور الصين العظيم وجدران روما وكل المدن في العصور الوسطى، وسلاسل الجبال والأنهار لإبعاد الجيوش الأجنبية.

والآن، "يعامل الأوروبيون – وفقا لفيسك - الفقراء والحشود الضخمة، وهم الأبرياء الحقيقيون في سوريا والعراق وأفغانستان واثيوبيا، كما لو أنهم غزاة أجانب صمموا على نهب سيادتنا ومنازلنا وأرضنا الخضراء وإخضاعها".

وأشار فيسك إلى السياج الشائك الذي تبنيه المجر على حدودها مع صربيا ومثله الذي تقيمه فرنسا وانجلترا في مدينة كاليه الفرنسية، لمواجهة المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا وهدفهم الوصول إلى بلدان أوروبا الغربية، أغلبهم هربا من الحرب الدائرة في بلدانهم.

استكملت المجر بناء جدار عازل بطول 175 كيلومترا على الحدود بينها وبين صربيا كان قد ثار بشأنه الكثير من الجدل وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء "إم تي آي" المجرية مساء اليوم السبت.

وتأمل حكومة المحافظين اليمينيين في المجر من خلال هذه الخطوة في تقليل عدد اللاجئين المتسللين عبر أوروبا الشرقية والمجر.

ويعتزم البرلمان المجري إصدار حزمة من القوانين تحصر استقبال اللاجئين في قطاع عرضه ستون مترا على امتداد الحدود مباشرة، وتعتبر الاعتداء على السور عملا يعاقب عليه القانون بالسجن مدة قد تصل إلى خمس سنوات.

كما تعمل الحكومة البريطانية ونظيرتها الفرنسية على إقامة المزيد من الاسوار ونصب كاميرات المراقبة واستخدام تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء والأضواء الكاشفة في كاليه. كما شمل الاتفاق بين لندن وباريس خططا لتأسيس مركز عمليات مشترك لرجال الأمن البريطانيين يتيح لهم التعاون مع قوات حماية الحدود الفرنسية.

ويقدر عدد المهاجرين المتواجدين في معسكرات في كاليه بنحو 3 آلاف شخص.

يقول فيسك إنه منذ أن صدرنا إلى العالم أن "أزمة" اللاجئين هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، فإنه تذكر كيف تعامل وينستون تشرشل مع صفوف اللاجئين الألمان الذين كانوا يعبرون ثلوج أوروبا الشرقية في 1945 بعد تقدم الجيش السوفيتي الذي كان يثأر.

وتابع بأن هؤلاء كانوا مدنيين الرايخ الثالث الذين جاءوا بهتلر إلى السلطة وفرحوا بالإبادة الجماعية التي قامت بها ألمانيا النازية والانتصارات العسكرية على الدول المسالمة. كانوا شعب دولة مذنبة. وأشار إلى خطاب كتبه تشرشل إلى زوجته وهو في طريقه إلى مؤتمر يالطا في فبراير 1945.

وكتب تشرشل في خطابه يقول "أنا حر لاعترف لك بأن قلبي منفطر من حكايات حشود النسوة والأطفال الألمان اللذين الفارين على طول الطرقات في كل مكان في صفوف طولها 40 ميلا إلى الغرب قبل تقدم الجيوش. بشكل واضح أنا مقتنع بأنهم يستحقون ذلك؛ لكن ذلك لن يزحزحها من نظر المرء. بؤس العالم يثير استيائي وأخشى بشكل متزايد من أن تتزايد هذه الصراعات عن تلك الني تجحنا في وضع حد لها".

ويقول فيسك إن تشرشل أطلق على ذلك "شهامة". لكنها كانت "شفقة".

إنها ألمانيا، يقول فيسك - البلد التي فر منها عشرات الآلاف من اللاجئين قبل الحرب العالمية الثانية، ومن جيشها فر الملايين منها بعد بدء النزاع – مقصد مئات الآلاف من الجماهير عبر أوروبا. وأشار فيسك إلى كرم ألمانيا، منتقد في نفس الوقت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تعامل حكومته مع المهاجرين.

وتطالب ألمانيا الدول الأعضاء الأخرى بالاتحاد الأوروبي باستقبال مزيد من اللاجئين. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي في برلين الأحد: "ألمانيا وبضع دول أخرى... هي من يستقبل معظم اللاجئين... مع وجود 28 دولة في الاتحاد الأوروبي. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع، يجب أن يكون هناك توزيع أكثر عدلا للاجئين وأن يكون هناك تضامن أكبر".

وأعلنت لوكسمبورج، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد عن عقد اجتماع طارئ لوزراء داخلية وعدل دول الاتحاد في الرابع عشر من سبتمبر المقبل في بروكسل للتشاور بشأن الارتفاع القوي في أعداد اللاجئين القادمين إلى أوروبا.

وتأتي الدعوة إلى هذا الاجتماع بعد بضع ساعات من نداء مشترك في هذا الصدد وجهته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأعقب اجتماعا لوزراء داخلية فرنسا برنار كازنوف وألمانيا توماس دي ميزيير وبريطانيا تيريزا ماي على هامش لقاء في باريس عقدته تسع دول أوروبية، خصص لمناقشة أمن وسائل النقل.

وتدعو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى تصنيف موحد لما يطلق عليه بـ"الأوطان الآمنة" وإنشاء مراكز تسجيل للاجئين في جنوب أوروبا بحلول نهاية العام الجاري على أقصى تقدير حيث ينتظر أن يجري في هذه "النقاط الساخنة" في إيطاليا واليونان مراجعة مدى حاجة اللاجئين للحماية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان